أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - إلى روح الغالية مليكة مستظرف 1














المزيد.....

إلى روح الغالية مليكة مستظرف 1


كمال العيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


تعوّدت أن أكلمك بالهاتف كلّ نهاية أسبوع…وكنت أجمع لك النكت كمّن يجمع الفاراشات أوالقواقع…كنت أهرب من غربتي وضيق نفسي إليك…ولأعرفواللّه العظيم بمن أستجيرالآن وماذا أفعل.
كنت تنفجرين ضاحكة قبل أن أكمل لك الحكاية…وتطلبين منّي أن أقول لك بلهجتي التونسيّة
( برشة برشة).
طيّب…ماذا سأفعل الآن ؟
ماذا سأفعل يا مليكة…وهذا الليل حسكة…والسماء رصاص ثقيل.
ماذا سأفعل, وأنا أتلعثم أمام أخبار الموت…فكيف بخبر موتك أنت يا حبيبة …يا غاليّة….
طيّب….طيّب يا مليكة…
سنبتلع هذا الخبر بشكل ما…وسأغمض عيني كي أراك عروسا بهيّة…إيييييه واللّه….أجمل وأحلى عروسة أنت يا مليكة…
( واللّه ما كرهتش ك تزوّج ونتصدّر وك ندير عرس نستدعى ديال التعليقات فدروب…بحال نصحّ يا كمال ؟؟ قول معايا إنشااللّه )

مليكة ماتت…
مليكة ماتت يا أصحابي….

لم تتزوّج, ولم تخلّف بنين وبنات…ولم تتصالح مع جراح جسدها المنهوك…ولا مع روحها المثخنة بالندوب..

مليكة ماتت …

جاءني الخبر الأسود من الصديق أحمد الكبيري…كنت ألعب الشطرنج مع إبنتي ياسمين, حين رنّ جرس الهاتف المحمول :

عرفت أنّه أحمد الكبيري, وبالرغم من أنّني أفرح جدّا حين يكلمني فقد أنقبض صدري فجأة…
سألته عن الحال, فأجابني بصوت مذبوح أنّ مليكة ماتت…

- مليكة مستظرف ؟
- ….مليكة مليكة يا كمال…مليكة مستظرف.ماتت في المستشفى.

لا أعرف كيف إستطعت أن أستدرج صوتي وأنا أطلب منه بحقّ الله أن يتأكد ثانيّة…
- بربي بربي تأكد يا أحمد…هناك من يبدو أنه مات ولكنّه لم يمت …
أجابني بالإيجاب…وانقطع الخطّ وخيط الرجاء وسقط الخبر يفرك قطعة الكبد المتورّم …

يا حول اللّه…إبنتي لا تتحمّل البكاء منذ ماتت أمّها قبل خمس سنوات …
تنظر المسكينة صوبي مذعورة…

بابا بابا ….آش بيك بابي ؟؟
تبكي بابا ؟؟؟

ممسكا بالهاتف في يدي…واليسرى أكمم بها فمي أنظر إلى ياسمينتي ولا أعرف ماذا أفعل…

اللّه أكبر…

ضرب الجرس اللّعين…وقرات اسم الكبيري…

طلبت من ياسمين أن تذهب إلى غرفتها…وأخبرتها أنّ عمتو مليكة في المستشفى…وربّما تموت…الغريب أنّ ياسمين تعلّق صورة مليكة مستظرف بغرفتها منذ عدت من المغرب…صورتها معي ومع أحمد الكبيري بمدخل معرض الكتاب بالبيضاء…

- ماتت يا كمال…متأكد

لا أعرف ماذا قلت له…وربّما أخبرته أنّني سأنشر الخبر أو شيء ما من هذا القبيل…

مليكة في ذمّة اللّه….

ماذا أكتب…ياحبيبتي مليكة….

( غير كان ترجع لكازا…غير كا تشوف البحر معايا…أنا عندي حكايات معاه…يا سردوك…غير كا تجي.)

قلبي مرّ ...مرّ….علقم….
يا وحدي المرّ …يا وحدي المرّ…

المكالمات تتهاطل مطر …من كلّ أصقاع العالم…من السعوديّة ومن تونس ومن أوروبا ومن أمركيا ومن فلسطين ومن مصر….

عشرات المكالمات…وأنا العاجز عن تدبير كلمتين…

ماذا أقول لهم يا مليكة ؟؟

قلبي ماء…قلبي ماء حارّ يشوي…

أعود لإبنتي وأخبرها وأنا أتمالك نفسي…أنّ عمتو مليكة مسكينة أرتاحت…كانت مريضة برشة…برشة…يا ياسمين…وربّي رتّحها من العذاب….قول عيّش بنتي…إنّ لله وإنّا إليه راجعون
- إنّ لله وإنّا إليه راجعون…بابي نقرأ سورة ياسين…؟
- إقرئي حبوبتي…إقرئي كلّ ما تحفظين…

أهرب إلى غرفتي…

يا وحدّي المرّ….يا وحدي المرّ…

أريد أن أفعل أيّ شيء حتى لا يعصر قلبي أكثر….

لا بدّ أوّلا أن الوّح لمليكة الحبيبة بتلك الكلمة التي تحبّ سماعها

( برشة…برشة…يا مليكة…. وحقّ اللّه أنت رائعة برشة…برشّة…..)

كان اللّه في عوننا جميعا
…يا كيف ترحلين…يا كيف…يا كيف ترفعين عنّا هذا الذي تعوّدنا عليه منك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
….يا حبّة القلب …يا أنت…
يا سيّدتي ويا صاحبتي ويا أختي مليكة مستظرف....كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يــــــــــــــا كيــــــــــف ؟؟؟

فين غادي بيّا آصاحبي...فين غادي بيّا...
أعصب أذنيّ بالسماعة...وأرفع صوت أحبّ أغاني مليكة إلى نفسها
تلك التي أهدتها لي مساء سبت آخر بكازابلانكا

فييييييييييييين غاااااااااادي بيّا آصاحبي...فين غادي بيّا ؟؟؟

إجعلها حبيبتك يا ربّي... عوّضها عمّا رأته في حياتها القصيرة



#كمال_العيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحك يا مليكة سكر
- الكتابة… بين المقهى والذّاكرة المسكونة
- ملاحظات وهوامش حول موقع المبدعة فاطمة ناعوت
- إنّها لندن يا عزيزي
- صورة جانبيّة, لوضع الجاليّة العربيّة في ألمانيا
- رسالة مستعجلة إلى حبيبتي الإلكترونيّة
- صاحب ربطة العنق الخضراء
- زفرات قلب الشّاعر
- عن الحنين والغربة : مع الكاتبة المهاجرة كوثر التابعي
- لهذه الأسباب منحت جائزة نوبل لأدونيس ولم تمنح لمحمود درويش
- مرثيّة القمر الأخير
- موت بدون وصيّة
- يلزم بعض الوقت: مجموعة - زهرة يسرى -الشّعريّة
- برقيّات إليهم …أينما كانوا في منفاهم - 1
- وقائع الرّحلة العجيبة إلى تونس
- رحلة إلى الجحيم
- حكاية السنوات العشرين
- بقايا الحنّاء والرّسائل المغشوشة
- 48 ساعة قبل سقوط القيروان
- أبو زيان السعدي , سيد الغيلان


المزيد.....




- الجزيرة 360 تطلق برنامجها الساخر -الشبكة-
- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - إلى روح الغالية مليكة مستظرف 1