|
الواجهة الشعرية بين القديم والمعاصرة عند د. سعاد الصباح
جعفر كمال
شاعر وقاص وناقد
(تôôèô ؤôéôم)
الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 12:45
المحور:
الادب والفن
تقدمة: بهذا التواصل نحيي مشروعنا النقدي "التباين في الشعر النسوي العربي المعاصر" انطلاقاً من مبدأ المذهب النقدي الثقافي التطوري، ومن خلال هذه البادرة نطرق أبواب الشعر النسوي الكويتي من حيث واجهته المثيرة والمغرية في الصورة الشعرية البدوية المنقحة بالمعاصرة، وهنا نتناول الشاعرة الكويتية د. سعاد الصباح التي مازالت تحتضن قصيدة التفعيلة منذ صباها الأول وليومنا هذا، بعد أن توضحت قامتها الأدبية في الصف الأول من الشاعرات اللاتي حققن تحولات مرهفة وواضحة في نسق الرؤية الجناسية في جمالية البنية الفنية المتقدمة فصاحتها ونحوها الأريض المتقن نحوه في سداد فيضه الجمالي، بوصف الشاعرة قابلة للتوليد التصويري المنفتح والملبي للغة تحرر أسلوبها السلس من القافية الملحة، وفي المقام الأول توسعت القصيدة عند شاعرية المرأة، المتصلة والمنفتحة على القصيدة الكلاسيكية التي تلائم القارئ الخاص، وفي الوقت ذاته أصبحت منسجمة مع قصيدة النثر المعاصرة، التي بنيت شأنها من منظور انعكس على سهولة التواصل المنسجم كيانه المؤثر على العامة من محبين التغيير، فمن علائم ثقافة القصيدة النسوية العربية أنها أصابت عين التفوق الوجداني المؤثر في الذوق العام عند الكثير من الدول غير العربية، ولا سيما التركيز على مقولات الذات الشاعرة المنفتحة على اللوعة العاطفية في الوجدان الجدلي، واللهفة الروحية المعنية بحالة أو حالات تورد ماهية الشوق في النفس البشرية، وفيضها القريض يثير الرعشة المتخيلة في حالاتها التي تعمل على تصوير الحياة في بلدها العراق، وفي هذا التنوع يرى هيجل : " أن التفكير الجدلي ليس حكراً على الفلاسفة وحدهم، لأن الأشياء المتناهية في جوهرها متغيرة ومتحولة1" ففي مجال البعد المكاني نجد ما من مركز ثقافي أو صحيفة أو مجلة ثقافية، أو دار للنشر، أو محطات إذاعية أو تلفزة، لم تعرف الشاعر د. سعاد الصباح التي ذاع صيتها طوال حياتها الأدبية، فقد تفوقت في أكثر من جناس أدبي: في الشعر، والرواية، من حيث وارد اللغة في الأصل والقياس ونحوهما المحكم في أعمالها التي عرف ماضيها مبكراً كشاعرة استوفى نصها المكانة المؤثرة في الحركة الأدبية العربية، وعلى ضوء ما نحن فيه من تناول قامة شعرية نالت من الاهتمام الكثير من الترحيب والدراسات النقدية، حتى أصبحت ذات شأن في الواجهة المتقدمة مع البعض من زميلاتها الشاعرات العربيات، حتى أصبح ديدنها مواصلة التفوق والنجاح، فهي حقاً تميزت بلونها الخاص بقاعدته المذكورة بوزن التفعيل أو التفاعل أو التفعيلة، وتلك المواصلة أنتجت سياقاً تمَيَّزَ بطبيعة شعرها حتى شاع خبر قصيدتها الملهمة للقراءة، بكونها ذات نمط حاز على اعجاب الأدباء العرب وأولهم الشاعر نزار قباني، والشاعرة نازك الملائكة، وغيرهم كثر، وعلى ضوء هذا النجاح الذي حققته الشاعرة منذ نشأتها الشعرية في قصائدها الأولى، بقيت ليومنا هذا محافظة على النجاح والتميز الذي حققته، وعلى أثر هذا الحال استمرت الشاعرة تمنح الشعرية من التقويم المنفتح على ما يمكن أن يعاصر الأجيال القادمة بنجاح مستمر لأهميته الفنية المنقحة بعبقرية الشاعرة من معيون تنوع ثقافتها، فهي بوصال يناشد التناص مع بعض الشاعرات العراقيات من الصف الأول على مستوى آمال الزهاوي، أو عاتكة الخزرجي، أو ناهضة ستار، وفي هذا المقام الشعري النسوي العربي تحرر الاتجاه الفني في صياغة وحبكة النص عندها، ربما من حيث الثقافة والتحرر الشخصي في مجال العائلة والمجتمع المحيط بالشاعرة الذي له الأثر البالغ في جرأتها الواضحة على تشييد بلاغة حرية النص. 1- ماركيوز، هربرت: النظرية النقدي، دار التنوير بيروت، الطبعة الأولى 1993، ص59. وهذا ما اسماه هيجل بالجدل المتناهي، ومن تلك الاطلالة الذكية تناصت القصيدة الوليدة توثق معيون ماهية تتابعت قيمتها البديعة في جودة بلاغتها، حتى أصبحت الشاعرة الكويتية سعاد الصباح تؤمن بأن عظمة الإنسان إنما تكمن في بعده السامي النبيل، بصفته قيمة إنسانية تعمل على التنوير التحرري المتجدد الذي يجافي بنية العادات والتقاليد القاسية الموروثة في النفس البشرية العربية والإسلامية على امتداد تاريخ الرسالة المحمدية، تلك القوانين الصارمة، بعد أن أنتشر الإيمان الاجرامي عند "الأحزاب الإسلامية" التي تخيَّرت الأفكار الدخيلة وهي تستعرض اتجاهات ملزمة ومتشددة، حتى أخذت تنشر مفاهيم تعمل على كبت الحريات العامة والخاصة، الدالة على تحصين وتقديس الواجهة البائسة للملك المعظم، والزعيم الأوحد، والقائد الضرورة، على منبر الحكم الظالم، الذي يساند ويغالي في تحطيم الإبداعات القابلة على إحياء المبادئ المشرقة في النفس البشرية، من حيث الميزة المعبرة عن فسحة تتطور نزعتها على مراجعة التغيير من منظور موسوعة تطورات مختلفة، أكثرها التصاقاً بالأدب وخاصة الشعر باعتباره الأقرب إلى التنوير الذاتي المتواصل مع صيانة الحريات، تلك التي تعمل على تأسيس إشراقات المبنيات الوجدانية. كما قالها سعيد عقل: " كل مطلع شمس يثير الشعر قضية، ما هم شرط ألا يصبح هو قضية، عندها يُعَقد نفسه بنفسه 2" ومن خلال هذه الاعتبارات والمعطيات التي ميزت الشاعرة اتسعت مناشدتها في إحياء الأمل التحرري في مجتمعنا، بعد أن برزت القيمة الإنسانية تحددها شاعرات على مستوى عال من الأهمية، في عموم المنطقة العربية، التي كشفت عن مفرزات المسافة في اللغة العربية بين الفصيح في جوانبها، وبين الجناس المصاب بالتليف عند البعض الآخر من الشويعرات، ومن أجل هذا المنطلق الحساس تميزت شاعرة عن شاعرة أخرى بالمعين الذي يحدد الالتزام في النحو والصرف والوزن وفصاحة اللفظ وإحكام البلاغة في المعنى، ولا شك فأن المطارحة اللغوية في ثنائية اللفظ والمعاني، تورد من أقدار المتخيل وحي يشكل الثقة الأحادية في تلازمهما الثنائي في ولادة نشأت من ذهنية أثيرت التفوق حتى أصبحت مهباً على طريقة نزار قباني يؤدي بها إلى أحكام فنية تتداعى قيمتها في النفس متماسكة الصنعة والابتكار، باعتبار سمات التوازن الذي يأتي عن طريق الوحي والمعرفة العقلية، الممثلة في المرتبة الأسمى باعتبارها لم تعد ظاهرة جانبية في صميم النقد الثقافي، الذي أصبح يعبر عنها بوازع معيون يستدعي التلاقح الفني بين ثنائية اللفظ والمعنى بمقدار يتم توضيحه بمهارة نقدية تلقائية، ولأجل هذا الإفصاح نستطيع أن نبين من خلال مفهومنا النقدي أنّ مرحلة التهيؤ إلى حقيقة أن المعنى الفصيح يطلب اللفظ الفصيح. تعتمد الشاعرة الصباح أن تلبس قصيدتها البنية المجددة بالمستوى الإحداثي المعاصر الذي واكب عليه كل المبدعين العرب، بشروط اختلفت فيها القصيدة بين الماضي في البنية العمودية، وقصيدة السياب بوازع الاحتفاظ في السياق المُحدث في بنيوية التفعيلة التي توافق الوزن والإيقاع، لأنه لا يمكن أن نخرج هذا التصور عن أساس القصيدة العمودية من حيث المضمون في النَفَسْ الشعري بتأثير إحساس الباعث الذاتي، أي أن تقع القافية في خياله وذهنه بالتأثيرات الواضحة في المعاني المفترض أن تلبي الغرض والمقصد، ثم يلحظ أن تكون الألفاظ طرفاً متهيئاً من الكلم الصالحة أن تقع في وحدة النص على أنها متمكنة من خلق البنية الفنية في رسم الأفكار المدعومة بالتنظيم المتخيل والتثقيف التنويري بتأثير الذهنية التي تتخيلها الشاعرة، في زمنية استحضار بناء القصيدة على أتَمِها، حتى تصل الشاعرة إلى مرحلة إتمام الوزن المطعم بالألفاظ الفصيحة الدالة على القيمة النحوية في تجليات الصورة الحسيّة. 2- عون، اطوان: الشعر بين الفصحى والعامية، عن منشورات تعاونية الطالب، الطبعة الأولى 1982، ص 9. لا بأس إنْ تعددت مراحل التهذيب والتشذيب للنص حتى تستأنف الصياغة أن تجئ بتلبيس المشاعر عند المتخيّل في معالجة الصوّر التلقائية، بنسق يوجب المعاني أن تشئ بدلالتها في إثارة التلقي بوازع مصاحبة التجلي المنطقي، وهو أن تفصح عن تراتيب بواسطة المعاني في تداعيها بوضوح يلازم البنية اللغوية بالفنية الموجبة، لأن الشاعرة الحقة هي التي تنبض تجربتها في نفسها، حتى تجعل من الصورة الشعرية تتضح ميزاتها من حيث إفضاء تمثلها الشعوري، عندئذ تكون الصورة الإيحائية أكثر متانة في جناسها وأقوى تعبيراً في معانيها، لأن الحالة الشعرية بعمومها هي إفضاء يعبر عما في ملتقى الأفكار من تأثيرات واجهت الشاعرة، لذا يستحسن أن لا تنفصل تجربتها عن الإحساس الصادق كما لو أنها تحلت في إخلاص يقارن نجواها في أشبه ما يكون بالدعوى الصوفية في منهجها، بجعل النص يجاري شعور القارئ، بالمستوى المطلوب من حيث القيمة الفنية القصوى، أن تكون الصورة الشعرية أكثر نصاباً فنياً ومعنوياً، لأن المشاعر البشرية تنقاد وراء فصاحة منظوم الكلام، وبلاغة التركيز، على تجارب نفسية عميقة عاشها أصحابها، لأن النص الصادق هو من يكشف الخفي المستور من الخصوصيات، تلك التي تعلن عن الهواجس وها هو ذا الشريف الرضى يعبر عما في داخله عن الشوق: "أقول وقد أرسلتُ أول نظرة - - ولم أرَ منْ أهوى قريباً إلى جنبي لئن كنتَ خليت المكان الذي أرى – فهيهات أن يخلو مكانك من قلبي وكنتُ أظن الشوق للبُعد وحده – ولم أدر أن الشوق للبعد والقرب خلا منك طرفي، وامتلا منك خاطري – كأنك من عيني نقلت إلى قلبي3" إن النمو الطبيعي في تطورات المذهب الشعري إنما يحتكم إلى لغة إضافة إلى كونها لغة الاعراب والنحو والأوزان، هي كذلك لغة مهذبة راقية خفيفة على التلقي مقربة من الآخر بجودة معانيها، وفي هذا التخصيص بالذات توجهنا إلى الحضارة الشعرية بخلقها الإيقاعي كما نقلت إلينا من صحراء جنوب العراق قضاء الكويت، شاعرة أغنت اللغة الشعرية بما اقتضى موروثها من أطوار تعددت، ومواجهات تميزت في شاعريتها، ومن صفحات البعيد حصنت اسبقيتها من امرئ القيس ليومنا، كما قال الأديب الغربي فريدريك نيتشه : " أن أصول الأدب قد هربت منا لسوء الحظ، فهو حين يطلع علينا لأول وهلة، يطلع من قلب الصحراء4" ومن الصحراء نستضيف الشاعرة السادرة التي تغنت بالقصيدة الملمة بفصيح الصورة، ونجوى الأنام، وحلاوة الكلام: أنها الشاعرة الكويتية السامقة سعاد الصباح، ولكن قد نتفق أو نختلف معها فهذا يعود إلى طبيعة النصوص التي سوف نتناولها بالتحليل والمكاشفة بما توحي إلينا لغتها الشعرية الجاذبة كما أجدها للتلقي، ومن شعرها نختار قصيدة: أنا امرأة قررت أن تحب العراق:
وأن تتزوج منهُ أمام عيون القبيلة فمنذ الطفولة كنت أكحلُ عينيَّ بليل ِالعراق وكنتُ أُحنيَّ يديَّ بطين العراق 3- الدكتور عمر، فروخ: تاريخ الأدب العربي، مطلع القرن الخامس الهجري، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، 1984، ص95. 4- نيتشه، فردريك: كتاب العقول الحرة، ترجمة محمد الناجي، دار أفريقيا الشرق، الطبعة الثانية، 2010، ص 122. وأترك شَعْري طويلاً ليشبه نخل العراق أنا امرأة لا تشابه أي امرأة أنا البحر والشمس واللؤلؤة مزاجي أن أتزوج سيفا وأن أتزوج مليون نخلة وأن أتزوج مليون دجلة مزاجي أن أتزوج يوماً صهيل الخيول ِالجميلة فكيف أقيم علاقة حب إذا لم أتعمد بماء البطولة وكيف تحبُ النساءَ رجالاً بغير رجولة أنا امرأة لا أزيفُ نفسي وإن مسنيَّ الحب يوماً فلست أجامل أنا امرأة من جنوب العراق فبين عيوني تنام حضارات بابل وفوقَ جبيني تمرُ شعوبٌ وتمضي قبائل فحينا أنا لوحة سومرية وحينا أنا كرمة بابليةً وطورا أنا راية عربية وليلة عرسي هي القادسية زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل ومهري كان حصاناً جميلاً وخمس سنابل وماذا تريد النساء من الحب إلا قصيدة شعر ٍ ووقفة عز وسيفا يقاتل ٍ وماذا تريد النساء من المجد أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً بعيني مناضل سلامٌ على ذكرياتي بشط العرب سلامٌ على طائر الماء يرقص بين القصب سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج كإسوارةٍ من ذهب سلامٌ عليه أبي وهو يهدي إلي بعيدي كتاب أدب سلامٌ على وجه أمي الصبوح كوجه القمر سلامٌ على نخلة الدار تطرح أشهى الثمر سلامٌ على قهقهة الرعود وحزن المراكبِ قبل السفر سلامٌ على قطرات المطر سلامٌ على شهقات الصواري عراق .. إذا ما ذكرتك أورق في شفتي الشجر فكيف سألغي شعوري وحُبكَ مثل القضاء ومثل القدر؟ أنا امرأة قررت أن تحب العراق لماذا العراق؟ لماذا الهوى كلهُ للعراق؟ لماذا جميع القصائد تذهبُ فدوى لوجهِ العراق؟ لأن الصباح هنا لا يشابهُ أي صباح لأن الجراح هنا لا تشابهُ شكل الجراح لأنَ عيون النساء تخبئ خلفَ السواد السلاح نجد الشاعرة في هذه القصيدة تحاور الذات "هي"، تؤكد بأنها امرأة الزهو، وهذه إشارة للتعبير عن أنوثتها، من معيون استحضار الشاعرة الأندلسية "ولادة بنت المستكفي" وغالباً ما يُستخدم الشعراء ، الشاعرات تبني الرمز، ومع هذا لم تك الصباح الأولى التي آثرت هذه المحاكاة على نفسها، فقد سبقتها إلى هذا التنوير الكثير ممن قبلها، أمّا الفارق في هكذا اتجاه فالصباح وفي هذا الأسلوب الطارف تخاطب وطن مثل العراق الشامخ بحضارته، فأنها وجدت بين العلوم الحضارية والاتجاه الإنساني توازناً تاريخياً مشتركاً، يمكن أن يكشف عنه التجذر الأيديولوجي والاجتماعي كمنتج للأدب الخلاق في القديم والحاضر، ولم تشر الشاعرة في هذا النص إلى شخص بعينه كرئيس للدولة أو غير ذلك، وللحق نبين أن الشاعرة الصباح كشفت عن جمالية الإيقاع والرشاقة الأسلوبية في قصيدتها واعترافها أن الإنسان يتعلق بخصوصيته الإنتاجية، لأننا لو ندرس الحضارة لأي بلد نجد أن علم التشريح اللغوي يوضح علم الوظائف الفنية في كل نص على حدة، وفي زمن قد تختلف حضارته عن الأزمان الأخرى، ومن خلال هذه الأفكار العميقة نكشف عن الدليل الذي يميَّز دولة عن دولة أخرى باختلاف دلائل نمط النظام السائد في تحويل اللغة وتغيير خصائصها ذات النظم النوعية المختلفة، والدليل فأن مدار القصيدة يحكم قول الشاعرة: " أنا امرأة قررت أن تحب العراق / وأن تتزوج منهُ أمام عيون القبيلة / فمنذ الطفولة / كنت أكحلُ عينيَّ بليل ِالعراق / وكنتُ أُحنيَّ يديَّ بطين العراق / وأتركُ شَعْري طويلاً ليشبهَ نخل العراق". ومن الواضح أن هذه القصيدة المنتجة للشعور الذاتي تميزت منظومتها بأن المشبه قد أنقيد إلى المشبه به وتميَّزَ في قولها: "أنا امرأة لا تشابه أي امرأة" لأنها اتخذت من النزعة الوطنية العاطفية بآن في اسلوبها الطارف الذي مثلته بالأفكار المتوازنة بين اللوعة والشوق والحنين إلى بلدها العراق، أي أنها لا تعيد تقسيم النظم على هوى الآخرين بل هو هواها ومبتغاها، هذا لأنها تطوف بشاعريتها بعمق نادر يحمّل أفكارها زخماً مثاراً لم يعهده بعض شعراء الخليج العربي بشكل خاص باعتباره القرينة التي دلت على المشابهة، الواضح في الشعر العربي بشكله العام، ربما باستثناء الشاعر السادر نزار قباني تلك الشخصية المترعة بالحلم الشاعري، الذي اعتبر أنّ العلوم الإنسانية تحققها الشخصية المنتجة للثقافة من خلال طبقتها، ولكي ندخل تاريخ أي بلد لا يكفي أن يولد الشعر ولادة التشابه وحسب، إنما الشاعرية الموحية تلد في الزمان والمكان المختلف حسب المتخيل النوعي للحدث، وهكذا حتى نحكم التطورات المنتجة للعلوم الأدبية غاياتها النافعة باعتبار جوهرها الفكري في صيرورته المتجانس مع التأثيرات العاطفية، باعتبار الإنسان كائن عضوي بيولوجي يحدد ثقافته ووعيه الفكري التحولي في تحليله للأمور الخاصة والعامة بفعالية تتوفر على وحدة متراصة في علمها، ومتناغمة مع العصر الإنتاجي للتغير الحضاري، ومن ثم نجد الشاعرة تتسم بالقصيدة التي تتحمل أن تكون قصيدة مقاتلة على الصفوف الأمامية في قولها: "أنا البحر والشمس واللؤلؤة / مزاجي أن أتزوج سيفا وأن أتزوج مليون نخلة / وأن أتزوج مليون دجلة / مزاجي أن أتزوج يوماً صهيل الخيول ِالجميلة / فكيف أقيم علاقة حب إذا لم أتعمد بماء البطولة / وكيف تحبُ النساءَ رجالاً بغير رجولة / أنا امرأة لا أزيفُ نفسي وإن مسنيَّ الحب يوماً / فلست أجامل" هذه الأفكار الكبيرة التي تتمتع بها الشاعرة هي تعبير عن المواطنة من وازع عروبتها أمام الفعل الجمالي في هكذا سياقات شعرية ملزمة بانتمائها للعراق المُقَوم على الفعل التاريخي في العمل الفني الجريء المعلن بالمقارنة ما بين الصحراء وحضارة العراق. وهنا تتضح أفكار الشاعرة الصباح النفسية تركز على القوة عند المقاتل العراقي بين الفروض الوطنية والمصير، في حربه ضد الطغمة الفارسية الحاكمة في عمامتها، فالشاعرة تعتبر الوعي العراقي العميق هو النوع الذي يتوج ما بقي عند العرب من تناسب مصيري وهي تركز في قصيدتها على الإنسان العراقي بعد أن تركوا العراق في حربه ضد الدولة الفارسية، عندما وسع الخميني المعادي للأمة العربية تصدير ذلك الاتجاه غير الإنساني، حيث تعتقد الشاعرة أن الوعي الملموس عند الفرد العراقي ينبع من أرضه وماءه وتاريخه ومناخه، من منظور تمثيلات اللغة المحكمة بالفصيح الذي هو الذات الناطقة ببلاغة الحرف العربي المتمثل بحضارته وسموه، وهنا ومن خلال هذا المنظور التوعوي أدخلت الشاعرة العامل العاطفي الرومانسي من حيث أنها انتماء مجرد، ميزته العاطفة المتصلة بأطياف الشاعرة، والدليل هنا ليس في القول وحسب، إنما ما يتعلق في ذات العلاقة المجردة بوازع نفسها، المعبر عن الإلهام الفني المحدث في ميزته أمام مهب مرحلة شعرية غنية بأحوالها بعد أن تدخلت صورتها البيانية تعالج الحواس النفسية عند المقاتل العراقي فقالت: " وماذا تريد النساء من الحب إلا قصيدة شعر / ووقفة عز وسيفا يقاتل / وماذا تريد النساء من المجد / أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً بعيني مناضل / سلامٌ على ذكرياتي بشط العرب / سلامٌ على طائر الماء يرقص بين القصب / سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج كإسوار من ذهب / سلامٌ عليه أبي وهو يهدي إلي بعيدي كتاب أدب / سلامٌ على وجه أمي الصبوح كوجه القمر / سلامٌ على نخلة الدار تطرح أشهى الثمر / سلامٌ على قهقهت الرعود وحزن المراكبِ قبل السفر / سلامٌ على قطرات المطر سلامٌ على شهقات الصواري / عراق .. إذا ما ذكرتك أورق في شفتي الشجر / فكيف سألغي شعوري وحُبكَ مثل القضاء ومثل القدر؟ / أنا امرأة قررت أن تحب العراق / لماذا العراق؟ / لماذا الهوى كلهُ للعراق؟ / لماذا جميع القصائد تذهبُ فدوى لوجهِ العراق" وهنا بينت الشاعرة العناد الذي يتصف به الجندي العراقي، ومن خلال هذا المنظور وبواسطة الدليل الرمزي في صورتها المتماسكة بنحوها وفصاحتها حددت الصباح مكننة القياس الفني المدعوم بالبرهان "الانتصار المتصل" في كل ما يوافق مباني الظرف التاريخي المعانق للإنسان ابن الأرض والتراب، الموثوقة أصوله وجذوره المعنونة، والشاعرة تنسج الفرق بين خطاب الملحمة ومزجها بلغة شعرية تعبر عن جلالة محصنة بالصورة المتخيلة الواثبة، وبين الموسوعة المختارة الموصوفة بأن العراق كله قصيدة لا تعرف الحدود، بعد أن اقتحمت الشاعرة مناطق لم ينتبه لها حتى الشعراء العراقيين سواء أكانوا في داخل العراق أم في المنفى، باعتبار أن المعادلة المتحركة جاءت تعبر عن صميم الغاية في شعرها، فالنص عندها محصن بقوة اللغة الشعرية، وهو جمع بين الموقف الأدبي المعلن في ثبوت صريحه، وبين المنحى التأثري بقدر ما يمليه عليها تخيلها النوعي من خلال موروث نزعتها الوطنية المُمَنهجة، ولأن الصباح تداعت حواراتها بتوضيح ما حققته الانتصارات على الخطوط الأمامية في حرب العراق ضد إيران، لتلك الحرب الطويلة التي منحت المقاتل العراقي دعماً نفسياً يبرهن على شجاعة الانطباع الأقوى الذي يمثل البلاغة المعنوية، التي يشهد عليها الزمان والمكان عبر تاريخ طويل. لماذا العراق؟ لماذا تفيضُ دموع المحبين حين يفيضُ الفرات؟ لماذا شناشيل بغداد تختزن الكُحلَ والذكريات؟ لماذا المقامُ العراقي يدخلُ في قلوبنا من جميع الجهات؟ لماذا الصلاةُ أمامَ ضريح ِعلي تعادلُ ألف صلاة؟ لماذا تقاتلُ بغداد عن أرضنا بالوكالة؟ وتحرسُ أبوابنا بالوكالة؟ وتحرسُ أعراضنا بالوكالة؟ وتحفظُ أموالنا بالوكالة؟ لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة؟ وأهل الصحارى سكارى وما هم بسكارى؟ يحبون قنص الطيور ولحم الغزال ولحم الحبارى! لماذا يموت العراقي والآخرون يغنون هندا ويستعطفون نوارا؟ لماذا يموت العراقي والتافهون يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا؟ لماذا يموت العراقي والمترفون بحانات باريس يستنطقون الديارا؟ ولولا العراق لكانوا عبيدا .. ولولا العراق لكانوا غبارا يقولون إن الكتابة أثمٌ عظيم فلا تكتبي وأن الصلاة أمام الحروف حرام فلا تقربي وأن مداد القصائد سُم فلا تكتبي فإياكِ أن تشربي وها أنذا قد شربتُ كثيراً فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي وها أنذا قد كتبتُ كثيرا وأضرمتُ في كلَ نجم ٍحريقاً كبيراً فما غضِبَ الله يوماً عليَّ ولا استاءَ مني النبي لماذا أحب العراق لماذا؟ أيا ليتني قد ملكت الخيارا ألم تكُ بغداد درعُ العروبة وكانت أمام المغول ِجدارا؟
تتحسس الشاعرة الصباح شجاعتها الخارجة عن طوع الواقعية عند "الشيخ الخليجي" الغاضب عليها، لأنها حددت نوايا طبيعة التناسب في توجهها الفكري الذي أخذ يكشف عن حقائق المعركة كيف توسعت وتطورت، حتى رسمت خطاً مستقيماً للقيم الذاتية العربية بشهادة البرهان المباشر والمعلن، الذي أصبح ضرباً من ضروب القرار الذي ورط العراق في تلك الحرب، غير أن العراق ينصف العرب من خلال تلك المعركة بعلم محسوب النوايا المعلنة بأوجه استدلالية شاملة، تواجه محسوب النوايا التدميرية للعراق، لأن كل علم سياسي له خصوصية تبحث في قضايا تفترض تعريفات حسابية وهندسية تحلل قضايا خاصة تكشف عن فاعل العيبة المتمثل في العاهة السياسية، من حيث أنها ليست بحاجة إلى البرهان لتلك الحرب، لأن المصادرات السياسية عندما تكون مختلفة باختلاف العلوم المتعلقة بتلك المقاصد السياسية ظلت مختلطة ببعض الجوانب التجريبية التي تتصف بالتدمير الأخوي، باعتبار أن الجيش العراقي شكل وحدة اعتمدها القادة على سياق المعركة بطبيعتها الجغرافية والفيزيائية، لأنه في هذا الخصوص لكل معركة عصرية تشير إلى أن الفروض الحربية تكون معادلتها هندسية، بدءا من الحرب العالمية الثانية وليومنا هذا حيث نفترض التعريفات العلمية لحدود المعركة النفسية قبل الحربية، بالماهية التي تحدد الحالة المعنوية للجيشين على طريقة التناسب، وقد حددتها الشاعرة بالوارد المكثر في قولها: " لماذا أحب العراق، لماذا؟ / أيا ليتني قد ملكت الخيار / ألم تك بغداد العروبة / كانت أمام المغول جدارا؟" قصيدة لا تنتقد خجلي الشديد:
لا تنتقد خجلي الشـديد .. فإنني بسيطة جــدا وأنت خبير .. يا سيد الكلمات هبني فرصة حتى يذاكر دروســه العصفور .. خذني بكل بساطتي .. وطفولتي أنا لم أزل أخطو ..وأنت كبير . من أين تأتى بالفصاحة كلهـــا.. وأنا .. يموت على فمي التعبيــر أنا في الهوى لا حول لي أو قوة إن المحبّ بطبعـــه مكســــور . يا هادئ الأعصاب ..أنك ثابت وأنا ..على ذاتي أدور ..أدور .. الأرض تحتي دائما محروقة والأرض تحتك مخمل وحرير .. فرق كبير بيننا يا سيدي فأنا محافظـــة .. وأنت جســـور وأنا مقيّدة .. وأنت تطيـــــر .. وأنا محــجّبة .. وأنت بصيــــر .. وأنا .. أنا .. مجهـــولة جدا .. وأنت شهير ..
اهتمت الشاعرة أن تجعل من فارق التساوي بين الحكمة وفصاحة اللفظ أن يتعدى النطق في التعبير المألوف، ويلزم التأثيرات بكونها محافظة أن تنشد سبل الجرأة على بساط المباشرة، فالمصدر الجمالي للجسد يخالط فتنة الأنثى وهذا معيون في أغلب قصائدها، وهذا العرض الأيروسي تجسد وتمثل بوزن مبيت كل صورة إثارية عندها تصلح أن تكون مصدراً وفعلاً كاملاً وممولاً بالصراحة والرغبة، خلال الذوات التي تكون في أغلب العروض تشكل مصدراً يحتمل الإثارة الجنسانية التي يتبادل سياقها في الحوار الشبقي، بعنوان البراهين الاستدلالية على الفعل المطلق في عنوان السياق الإباحي، وبمعنى آخر فقد جعلت من الحوار يكشف عن تلك الإثارة المكبوتة في ذات الأنثى في الطلب العلني، ثم حاولت الاستفادة من منظور هذا الطرح على أن انوثتها هي مصدر الحيرة عند الرجل، وهذا يعني أن الشاعرة أحكمت تعديل القضايا الاجتماعية بالتثبت بجمالية انوثتها الصارخة، المرتبطة بواقعها المثير المشتق من مكانتها الملكية، وهي تحاول قدر الممكن أن تصاهر التأملات وتجعل منها حافزا مشجعا، حتى تغادر المكانية الصحراوية إلى البوح المفتوح الذي يحقق لها تجسيد يتجلى فيه الدليل الزمكاني بينها وبين الذكر، في قولها: " لا تنتقد خجلي الشـديد فإنني بسيطة جــدا / وأنت خبير / يا سيد الكلمات هبني فرصة / حتى يذاكر دروســه العصفور / خذني بكل بساطتي وطفولتي / أنا لم أزل أخطو / وأنت كبير". وللتأكيد على "خذني" تصبح الشخصية واضحة على هيئة الكائن البشري أن يكون منفتحاً على العرض في موضوع التناسب "أنا لم أزل أخطو وأنت كبير"، وهذ مما يجعلها واقعية أكثر مما ينبغي بالتوافق مع الجنسانية المباشرة، أن تكون واضحة في تمنياتها وإن كانت مستترة، بدل خضوعها الدائم لمقررات ونصائح التقاليد من طبقة تتواصل أبعادها المتخلفة إلى طبقة أخرى، ومن زمن إلى زمن أكثر تحييدا للمتعة وحرية الاختيار. يتضح أن الحرية الجنسانية التي تتمتع بها الشاعرة الصباح عفوية بتمثيلها المباشر وهي تحاول من خلال هذه الصراحة المباشرة أن تعطي صورة واضحة للبرهان على الملمس الحسي، ليكون مفهومه الحب المباح قادرا على تلبية طلب المحب كما ينبغي، بقدر موسوعة الماهية المتقابلة ومنها مستوى العلاقة المباشرة في طبيعتها على شكل تطابق صورة المباشرة حتى أن تجعلها تنعكس على طلبها المتسكع في حضن الذكر، فالشاعرة تعتبر واحدة من الشاعرات العربيات اللاتي جعلن الأيروتيك لذة للذات الطيَعّة للنفس وغايتها، بما تشتهي في متخيلها المثير أن تتوج رغباتها الخاصة بالوضوح والشجاعة، باعتبار أن الميدان الذي تريده لنفسها هو بحد ذاته فاعل إنساني يجسد حقيقة رفضها للجوانب الاجتماعية التي تتشكل لتكون عاملاً متخلفاً ومباشراً لمشتهياتها الخاصة، ولذلك هي تبحث عن السهولة في العلاقات الودية المحتملة دائما بين الذكر والأنوثة، على أن يتباين شوقها العلني يستوح في كيانها أن الفارق بينها وبينه مجموعة كبيرة من المزايا التي تجعلها رهن إشارته بكل الأحوال، والدليل في قولها: "فرق كبير بيننا يا سيدي / فأنا محافظـــة / وأنت جســـور / وأنا مقيّدة وأنت تطيـــــر / وأنا محــجّبة وأنت بصيــــر / وأنا أنا / مجهـــولة جدا / وأنت شهير". ونحن نستعينً بالتواصل نستكمل تحليلنا بوازع منح الصورة الشعرية عند الصباح أنها تتباين في التوضيح بين شاعرية الأنوثة ومشتهى والذكر الشهير بشخصه أو بشعره أو في مقامه، ولكي تبقى الصورة الشعرية عند الصباح ذات قيمة منعشة وجلية في وضوحها واهميتها عند الناقد والمتلقي بآن. 5- البهيتي، محمد نجيب: تاريخ الشعر العربي، دار الكتب المصرية، الطبعة الأولى 1950، ص18. كن صديقي: كن صديقي. إنني أحتاج أحياناً لأن أمشي على العشب معك وأنا أحتاج أحيانا لأن اقرأ ديواناً من الشعر معك وأنا – كامرأة- يسعدني أن أسمعك فلماذا –أيها الشرقي- تهتم بشكلي؟ ولماذا تبصرالكحل بعيني ولا تبصر عقلي؟ إنني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار؟ ولماذا فيك شيء من بقايا شهريار؟
ذهبت الشاعرة في عنوان هذه القصيدة إلى تحديد طلب "كن صديقي"، مع أنها لم تمنحه البرهان الحسابي في القول الذي تمكنه من نفسها، أي توضيح علنية الشعور الباطن للرغبة عن طريق التمييز بين الحدود الحبية الأولية، والحدود الاجتماعية العامة، التي تحدد ماهية هذه الصداقة الخارجة عن التلميح في الخواص الذاتية، إذ نجد أن علم الاجتماع لا يضع الفردي والزوجي في مباح اعتمدته العلاقات الأوروبية، لمجرد أن طلب الشاعرة يحتاج أن تمشي معه على العشب، ومفهوم دلالة "العشب" يعني الاتصال الصوفي بالسعادة والحياة الساحرة بجماليتها ومطلقها العفوي، بينما في حقيقة الأمر نجد رؤيتها تتصف بالتمني لهذه الحال لا غير، لأن الرغبة لم تعتمد على مبادئ التلاقي العذري، أما أن تكون ملزمة بعلاقة واضحة تتطور إلى محاسن يثبتها البرهان المتساوي بين الأثنين أي الذكر والأنثى، فإذا ما قصدنا البرهنة على القياس في التساوي نجده يتصف في أغلب الظن على الشكل الاجتماعي المعروف بين المرأة والرجل في المجتمع العربي الشرقي، من حيث البينة التي تتمثل بالحب العذري على مسافة بعيدة، أو قد تصل العلاقة بين الجسدين إلى الغرام المباح بالتمني على أكثر تقدير، ولي أن أعبر بكل ثقة استحالة مفهوم هذه القصيدة إلى أن مبادئ المعاني تتميز بالطلب الجنسي، بما تشير له العلاقات إلى الانفتاح المجتمعي العربي المتأثر بالحضارة الأوروبية، خاصة وأن الشاعرة منفتحة إلى أبعد الحدود على أن تتصف حالتها بالحرية الغربية، لذا فالشاعرة الصباح تتناص مع تلك الحضارة بكل أبعادها من جنس إلى جنس آخر بالمعلن، مع أنها استعانت بالرمز "شهريار"، في قولها: " ولماذا فيك شيء من شهريار؟"، يقول أرسطو في هذا: " هي تلك التي يؤخذ أيضاً أنها موجودة وهذا هو الذي ينظر العلم من امره في العلاقة الموجودة بذاته 6
كن صديقي. ليس في الأمر انتقاص للرجولة غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدورٍ غير أدوار البطولة فلماذا تخلط الأشياء خلطاً ساذجاً؟ ولماذا تدعي العشق وما أنت العشيق إن كل امرأةٍ في الأرض تحتاج إلى صوت ذكيٍ وعميق وإلى النوم على صدر بيانو أو كتاب فلماذا تهمل البعد الثقافي وتعنى بتفاصيل الثياب 6- طاليس، أرسطو: كتاب العلم البرهاني، منشورات وزارة الثقافة والأعلام، بغداد، الطبعة الطبعة الأولى 1984، ص68. لم يكن الشعر عند سعاد الصباح مأخوذاً بالتبجح كشاعرة، إنما يأخذ من حيث التباين المعيون في وضوح طلب العلاقة على أساس وضع مسموع من الآخر سواء أكان هذا الآخر مفرداً أم جمعاً، في كل ما يوافق العلاقة في التوحد والتكامل الأدبي بكونها شاعرة وروائية، لأن مبادئ الشاعرة تتميز بكونها منبعثة من كيان تعلن عنه بمقام الصراحة والشجاعة، استناداً إلى ذلك فإن العلم اللغوي يكون واضحا في حسابات الشاعرة، بالبرهان والدليل، في قولها: "أن كل امرأةٍ في الأرض تحتاج إلى صوت ذكي وعميق / وعلى النوم على صدر بيانو أو كتاب / فلماذا تهمل البعد الثقافي / وتعني بتفاصيل الثياب" نجد التحديث في الصورة الشعرية منفتحاً على بيان الثقافة المجردة من تخلف بعض الرجال المتلبسين بكل ما هو يوافق التجريد الديني الذي يحكم العادات والتقاليد الفارغة الجزئية من الثقافات العالمية المتطورة، باعتبارها فارغة من فروض الحريات الخاصة، المجردة من العلاقات الاجتماعية المحسوسة بالمعاني النبيلة المبينة بقياس العلاقات الخاصة، وعليه فإن الشاعرة في هذا النص الشعري المميز تحاكي التناقض في الفارق في الهيام الجنسي بين الرجل والمرأة من حيث طبيعة العلاقة الجنسية العابرة عنده، وهنا لا أعني الوضوح المباشر في العلاقة العارية، إنما أعني طبيعة الخيال من حيث المعايشة الذاتية ما بينهما التي تشملها العلاقات العامة عندما تكون حساسية الإعجاب ترتبط بالمظهر الذي يتمثل في وضوح البيان بينهما، معبرة بذلك عن العلاقة برؤية الأنثى الظاهرة بالبخترية في أحوَطِهَا وأطوَقِهَا، التي ترتبط بالمظهر الخارجي للمرأة، وما تشملها من محاسن أخرى كالنظر المغري، وحركة الخصر، خاصة وأن الشاعرة لم تنفصل عن نيات الرجل في نظرته الشرسة في جنسانية عبثية، وتلك النصائح في حد ذاتها تعطي من خلال الوحدة المادية توعية مشبعة في تشكيلها وحسيَّتها ورؤيتها المعروفة والواضحة عند عموم الشعوب المتخلفة.
كن صديقي
كن صديقي أنا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبيرا لا ولا أطلب أن تبتاع لي يختاً وتهديني قصورا لا ولا أطلب أن تمطرني عطراً فرنسياً وتعطيني القمر هذه الأشياء لا تسعدني اهتماماتي صغيرة وهواياتي صغيرة وطموحي هو أن أمشي ساعاتٍ وساعاتٍ معكْ تحت موسيقى المطر وطموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتكْ عندما يسكنني الحزن ويبكيني الضجر
تشتغل شعرية الخطاب المحترف عند الشاعرة سعاد الصباح ضمن تصورها للعام المتطلع إلى أن تلد حالة شعرية مختلفة على أن تكون هي نفسها القصيدة، كجنس تعبيري يشتمل عما عداه من بعض الاستسقاء الشعري عند السياب ونزار قباني ونازك الملائكة، تحتضنه الصورة الإيقاعية كما هو الحال عند بلند الحيدري، بين التوافق في الوزن، وبين الأشكال المقننة بالاستسيقيا، ولا شك فأن ما بَوَّأَ قصيدتها عن بقية الشاعرات العربيات هو قوة وهج صراحتها الشعرية سواء أكان في المواجهة أم في الشاعرية غير المباشرة، مع أنها لا تدعي على اعتبارها شاعرة جنسانية كما فعلت الشاعرة غادة السمان في المعاصرة، والشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي، ولكن تبقى الشاعرة الصباح تختص قصيدتها بالنبرة الغرامية الحالمة ذات البعد الرمزي، خاصة اتصال نصها بالرومانسية التعبيرية، وفي هذا نجدها تحاول أن تتدارك محدودية القصيدة التقليدية في أحوال صوّر الأيروتيك المشتمل على النبرات الواضحة في النزوة التوليدية في حال تداعيات الأمر الجنسي، الذي حرك النقد الأدبي المعاصر فأخذ يُظهرها وكأن النص الشعري النثري تنضيد للغة إلى أجناس، كما فعلت "ليد نانسي" بتوجهاتها النقدية مع "دانتي"، ومع أن الصباح لم تبتعد عن خيالها الفروسي في مغازلة القادة بأسماء معروفة، وكأنها تستجيب للنزوات غير المستقرة على حلم كبير بحد ذاته، فهي تمشي مع الريح للحصول على زاوية تحت السماء لتجد نفسها تشاطر تلك الشخصية بمهواها وأجوائها الخاصة في قولها: " وساعاتٍ معكْ تحت موسيقى المطر / وطموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتكْ / عندما يسكنني الحزن / ويبكيني الضجر" تلك تداعيات الحلم المضاف ضمن المنظور العاطفي الرومانسي، خاصة ما يتصل بإبراز العاطفة المستسلمة للآخر، والحاصل أن شاعرية الصباح في كثير من الأحيان تأخذ الموضعة في شاعريتها عندما ينتظم في احساسها نسق الحيوية المباشرة في الخيال النوعي. كن صديقي
كن صديقي فأنا محتاجة جداً لميناء سلام وأنا متعبة من قصص العشق، وأخبار الغرام وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام فتكلم حين تلقاني لماذا الرجل الشرقي ينسى حين يلقى المرأة، نصف الكلام؟ ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى وزغاليل حمام ولماذا يقطف التفاح من أشجارها؟ ثم ينام
هكذا يتصاعد الحلم الرومانسي عند الشاعرة على هوى تغاريد موزونة منقحة مغناة في عاطفتها المرتبكة، وكأنها عذراء تخاف لحظة الوصل حين يقطف الرجل التفاح من اشجارها، مع أنها لا تريده هكذا، تريده يقظاً على تدوير صباها لكي تبتسم له ليغادر النوم خيالها، إذن التصوف الشعري عندما يكمن لأن يكون متفاعلاً في الروض الخيالي الناعم الذي يركز على أعضاء جسدها، وهذا يعني أن الكلمات الجنسانية ليس كلمة وحسب إنما هي تمثيل للقاح يفوح بجنسه، فنجده تارة تفاحتين، وتارة ترف الشفتين، وتارة يزحف النصيب إلى ذلك الرمز المأنوس في وحدته ينشد اللقيا لصاحب يركز على طاقة جمالية يحتدم فيها الاعتبار والغناء الروحي وملهى صاخبة في تصوفها الروحي الإنساني، لأن الكل في الأيروبيكس يتمثل بين بوح الجسد وبين منح السلطات العضوية الجسدية حق التحكم بالتلاقح لبعضها البعض، كقولها: "لماذا الرجل الشرقي ينسى / حين يلقي المرأة نصف الكلام / ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى / وزغاليل حمام / ولماذا يقطف التفاح من أشجارها / ثم ينام" ومع هذا ووفقاً لكل هذه القيم لا يتم إنها العلاقة الحبية المتسمة بالعلاقة الجنسانية في العالم المكاني يعني الجسد، وإنما يتم في تلازم التكوين المعاش من منظور الرؤية المركزة على الفعل القيمي الذي يعني الروح في وحدة ملموسة التفاعلات، وتحكيم جهة النظر الأخرى، فالعاشق هو الذي يُقَدر كيف يكون فعالاً مشتركاً بالحياة في الخارج الجسدي والداخل الذي يرغب في جمع العلاقات في حالة واحدة.
قل لي هل أحببت امرأة قبلي ؟ حين تكون بحالة حب نور العقل.. قل لي كيف تصير المرأة حين تحب شجيرة فل كيف يكون الشبه الصارخ بين الأصل وبين الظل بين العين وبين الكحل كيف تصير امرأة عن عاشقها سخة حب طبق الأصل قل لي لغة تتخذ الشاعرة من البعد النوعي ما يصعب رفضه، بكونها تستند إلى أساس قيمي في أسلوبيتها المرنة، لأن شعرها يعكس الموقف الجمالي من قيم تتناسب فصاحتها المعهودة مع المواقف التي يصعب على الكثير من الشاعرات البوح في هكذا مبنى تنويري فكري يستهدف إحياء المعالجة الكامنة في الكثير من النصوص الشعرية، والهدف هو تجاوزه النقص إلى مستوى مؤثر في التلقي، ففي قصيدتها "قل لي" هو حوار لامع في تجليه نحو الطلب والاستفسار والرغبة لتجسيد علاقة تلوح في الذات المتمدنة، فقد أحكمت الشاعرة على نفسها بالعفوية التي تميز كيانها، فهي تنتقد بداية العصر الخليجي وتطال من خلال نهجها الشعري الملوك والشيوخ الجهلة، وخاصة بعد أن أزاد دورها التنويري في استعباد الناس عنها بعد قصيدتها: "العراق" بعد أن أثارت فضيحة الشيوخ الجهلة في قصيدتها "العراق" عن الذين جعلوا من شعوبهم يستسلمون بروح اليأس والخضوع الذي ساد في قناعاتهم على أنهم ليسوا سوى عبيد لا يطلبون أكثر من لقمة تسد جوعهم، والشاعرة تستمر في مناداتها على احترام الروح البشرية مطالبة إيّاهم أن يشيدوا للحرية فضاء يحافظ على كراماتهم، وعلى ضوء ذلك فالبشرية يجب أن تؤمن بالعلمانية أن تتحد لتأمين عيشها بسلام، حيث نجد الشاعرة تتساءل وهي تجمع بين الحب وبين الحالة الاجتماعية في قولها: "كيف يكون الشبه الصارخ ؟ / بين الأصل وبين الظل ؟" وفي هذا المعنى يدلنا هوبز: " لو تمعّن إنسان في أصول هذه السيطرة العظيمة، لتبين بسهولة أن الملكية ذو الأرواح الجاهلة قد جلست متوجة على قبور المظلومين."
7- ماركيوز، هربرت: كتاب النظرية النقدية، دار التنوير للطباعة والنشر بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1993، ص41. وتستمر الشاعرة لتعلن أنها امرأة ليس ككل النساء، بطلب تبرع بجسدها حيث تقول:
لم تسمعها امرأة غيري خذني نحو جزيرة حب لم يسكنها أحد غيري خذني نحو كلام خلف حدود الشعر قل لي إني الحب الأول قل لي إني الوعد الأول قطر ماء حنانك في أذنيا إزرع قمراً في عينيا إن عبارة حب منك تساوي الدنيا يا من يسكن مثل الوردة في أعماقي
"إن عبارة حب منك / تساوي الدنيا" مع أن هذه الصورة تميل إلى المباشرة لأنها قريبة من التناصف مع القول الشائع بين الناس في حالة المدح، "تساوي الدنيا" ولأنها معتاد لفظها إلاّ أنها حصلت بالتواصل مع الجملة التي قبلها والتي بعدها، لأنها تضفي الطابع الفردي على النص بكيفية الملفوظ فيكون تعليلها ثنائي الدلالة، على اعتبار النص مشخص بها، وتلك الأسلبة كأنها كُلَّ في جوهرها مرتبط بوحدة النص، حيث تكون قصدية اللغة متداولة مع مقاصد اللغة اليومية التي تحاكي المعنى بجوهره في إثارة الانفعال وحسب ملاحظة لتودوروف قوله: " أن اللفظ الذي يستخدمه الشاعر / الشاعرة يمكن أن يفيد سهولة المعنى للقارئ." وكما نعلم أن الشاعرة التي تحاكي نفسها بلغتها الخاصة فإن لغتها وإن بدت أحادية أو مباشرة لكن حكمتها لم تنكسر عندما تضمن إيقاعية الصوت قوة نظمها وتلاقحها في تلاقي المعاني بالصوَّر المتجانسة بوحدتها، خاصة عندما تكون القصيدة محكمة بالغزل الحيوي، لأنها تحقق توحيداً للرؤية الإبداعية في تلاقي الألفاظ في جناس يؤسس للصورة الشعرية مكانتها اللغوية والفنية، المحكمة بإعادة انتاج التباين الشعري بنحويه. 8- باختين، ميخائيل: كتاب النظرية الجمالية، ترجمة محمد برادة، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2009، ص 53.
يا من يلعب مثل الطفل على أحداقي أنت غريب في أطوارك مثل الطفل أنت عنيف مثل الموج وأنت لطيف مثل الرم لا تتضايق من أشواقي كرر كرر اسمي دوماً في ساعات الفجر وفي ساعات الليل قد لا أتقن فن الصمت فسامح جهل فتش فتش في أرجاء الأرض فما في العالم أنثى مثلي أنت حبيبي لا تتركني أشرب صبري مثل النخل إني أنت فكيف أفر بين الأصل وبين الظل --- تستمر الشاعرة سعاد الصباح بتوفر منهجها الشعري بالحيوية الصالحة التي تخصب الصورة الشعرية بدلالاتها المقنعة وصدق معانيها الجاذبة للقراءة، حيث نجدها تعاود وتكرر المدح بعشقها وفتنتها وأنوثتها وخصوبتها الجنسية، في قولها: "فتش، فتش في أرجاء الأرض / فما في العالم أنثى مثلي / أني أنتَ فكيف أفر / بين الأصل وبين الظل؟" وتماشياً مع هذا الأسلوب الأقرب إلى البلاغة العاطفية منه إلى المفهوم السياسي، فإن ما توصلنا إليه في تحليلنا لنصوصها تطلب متابعة الشاعرة من البدء وحتى التوسع في التحليل والتفكير والتعديل والمراجعة المستمرة، لكي نحرص على مكانتنا النقدية وأسلوبنا في النقد الثقافي الخاص جداً والمستقل بالمطلق، وبالعودة أن نكمل دراستنا للشاعرة المميزة سعاد الصبح، ومن خلالها نأمل من القارئ أن يتابع تحليلنا ونحن نتواصل معه أن يكون الجزء الثاني بين يديه. وبالمناسبة فإن الأيروتيك عند الشاعرة الصباح لا يدل على أن جسدها قابل لأي زمن ومع أي رجل، بل يصبح الاعتراف بحبها عنصراً إيجابياً مولداً للجديد، وهو في الوقت ذاته التقاء الألفاظ الإيقاعية داخل ساحة تتأمل الصوّر الشعرية المحكمة برموزها.
الهامش:
1- ماركيوز، هربرت: النظرية النقدية، دار التنوير، الطبعو الأولى، 1993، ص95. 2- عون، أنطوان: الشعر بين الفصحى والعامية، عن منشورات تعاونية الطالب، الطبعة الأولى، 1982، ص9. 3- الدكتور عمر فروخ: تاريخ الأدب العربي، مطلع القرن الخامس الهجري، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى 1984، ص 95. 4- نيتشه، فردريك: كتاب العقول الحرة، ترجمة محمد الناجي، دار أفريقيا، الطبعة الثانية 2010، ص 122. 5- البهيجي، محمد نجيب: تاريخ الشعر العربي، دار الكتب المصرية، الطبعة الأولى، 1950، ص18. 6- طاليس، أرسطو: كتاب العلم البرهاني، منشورات وزارة الثقافة والأعلام، بغداد، الطبعة الثانية، 1984، ص68. 7- ماركيوز، هربرت: كتاب النظرية النقدية، دار التنوير، بيروت / لبنان، الطبعة الأولى، 1993، ص 53. 8- باختين، ميخائيل: كتاب النظرية الجمالية، ترجمة محمد برادة، دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2009،ص 53. تمت
#جعفر_كمال (هاشتاغ)
تôôèô_ؤôéôم#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الواجهة الشعرية بين القديم والمعاصرة / نتناول الشاعرة سعاد ا
...
-
نبوغ المؤثرات الحسيَّة في شاعرية / غادة السمان
-
البراعة الصوفية في المعيون اللغوي العربي / عند الشاعرة أمينة
...
-
المعاني المقررة في شاعرية يسرا الخطيب
-
تدوير المسار الروائي عند أ. د. قصي الشيخ عسكر
-
الإحكام والعرفان في إرادة التصوف عند الشاعرة عاتكة وهبي الخز
...
-
الروابط المقدسة بين الشاعرة والوطن / عند الشاعرة آمال عبدالق
...
-
الصدفة المُيّسَرَة
-
وقار - هايكو -
-
سوريا الجريحة
-
شكثر صعبه
-
الذات، والمدن الصامتةجعف
-
الذات، والمدن الصامتة
-
كورونا إلى متى؟
-
ابنة الحدائق
-
أمي المساء
-
نلتقي
-
خَلِيَّةْ الانتقال في: شاعرية كاتيا راسم.
-
الوطن والناس
-
تجليات الصورة.. المحاكية للأشكال
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|