أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جرجس نظير - الخيط الواهي














المزيد.....

الخيط الواهي


جرجس نظير

الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 09:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قصة قصيرة
إني أكرهك أكرهك أكرهك، ولا أطيق النظر إلى محياك لحظة واحدة، لقد لعنت اليوم الذي شاهدت صورتك فيه، قالها بنبرة زلزلت جدران المكان، كانت ملامحه تشع غضبا كبركان نار، ونظرته تحمل كرها لا حدود له، اختنق المكان بالأنفاس المتناحرة ودخان الغضب ، الأمر الذي أضفى على المكان الحزن واليأس وعبث الأمل في غد أفضل.
قالت له: وأنا أيضا ،أقابل مشاعرك بمشاعر تماثلها وأكثر
قال: ألا تخجلين؟ تقوليها أمامي يا ملعونة، وبحركة جنونية أمسك بفازة كانت تزين وسط الحجرة ألقاها عليها، فانحنت لتفاديها، وخرج غاضبا بعد أن حطم ما تبقى أمامه.
سالت الدموع كالنيران على خديها، لتسقط على هشيم أواني الورد المحطمة، ثم ألقت نفسها على فراشها بلا حول، عاجزة تماما عن أي حركة جدية عدا حركة العينين بالبكاء، لا تعلم أي من الوقت مضي، استيقظت من النوم مثقلة الرأس من فرط البكاء، شاحذة همتها لملاقاة المتاعب واستقبال المنازعات
وقفت أمام صورة السيد المسيح المعلقة على الجدار أمامها، ونظرت إليها باكية قائلة: لماذا يا رب كل هذا؟ لم أعد أحتمل مثقال ذرة، خارت قواي،وانهارت عزيمتي وذبلت إرادتي، ما من ساعة من نهار أو ساعة من ليل إلا وتشاجر معي لأتفه الأسباب، غضبي قتل محبتي، واحتمالي لم يستطع تجرع قسوته، خطيئتي في الكره تتغير طرديا مع معاناتي ، فهل هذا يرضيك؟ إذا كان هذا صليبي، فأنا لا أستطع حمله، فسخر لي أخر ليحمله عني، كما فعلت أنت يا سيدي الفادي.
بعد أن انتهت من الصلاة أخذت الهاتف
ألو مساء الخير يا أبونا
الكاهن: مساء النور
هل الوقت مناسب للحديث؟
تفضلي
أريد مقابلتك
الكاهن: لو تسمحين أي مشاكل بينك وبين زوجك، لا شأن لي بها، يكفي ما قاله لي في المرات السالفة، أمامك أب اعترافه إلجئي إليه
قالت بنبره يائسة: أنا آسفة يا أبي
أغلقت الهاتف، بعد أن أرخى اليأس سدولة على إنحاء نفسها المحطمة، فحتى رجال الدين لا تجد راحة في واحتهم، ولا من سبيل لإيقاف هذا.
فكم باتت الليالي لاهثة باحثة عن حَلّ وحِلّ وتجد أمامها عبارة لا طلاق إلا لعلة الزنا
عاودت الاتصال ولكن مع أب اعترافه في هذه المرة
اتفقا على المقابلة بعد قداس اليوم التالي، لصدور قرار حديث بعدم أخذ الاعتراف في المنازل، بعد مشاكل عديدة حدثت أثر ذلك.
جلست مع أب اعتراف زوجها، قالت بصوت يكبّله البكاء: لقد اعترف لي بخيانته الفعلية، وإنه لا يريد الحياة معي، فماذا أنتظر؟
أجاب الكاهن: لكنه ينكر أمامنا بكل هذا، احضري دليلا ملموسا على صدق ما تدعيه، واتركي لي الباقي، دليلاً واحدًا، إنه يقسم ببراءته وينعتك بالكاذبة التي تريد أن تشوه صورته، فمن نصدق إذن؟ ما هو الدليل ؟
قالت: حتى أنت يا أبانا !!!
فهاج الكاهن وماج، ما معنى حتى أنت؟ ماذا أعطاني زوجك لأدافع عنه؟ اخبريني؟
لم أقصد ما وصل إليك يا أبي، فصاح: إذن ماذا تقصدين؟
رفقًا بي رفقًا بي يا أبي، فأنا إناء ضعيف كما قال بولس الرسول، وهل قال لك بولس الرسول أن تلقي التهم جزافا على أبائك؟
أخطأت يا أبي سامحني، أريد حلا
أجاب الكاهن: المحبة تحتمل كل شيء، التفاهم والقبول أساس الحياة بين الزوجين، لكنك تريدين الانفصال، وقد قلنا مرارا وتكرارا: لا طلاق إلا لعلة الزنا
هل يسمح لي أبي بالمناقشة ولو مرة واحدة؟
تفضلي
الكنيسة تعلمنا أن الحرف يقتل والآية تقول: الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي. (2 كو :3: 6)
صحيح
واستطردت قائلة:
وعندما طبق العلامة أوريجينوس الآية القائلة: يوجد ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، الواردة في أنجيل متى الإصحاح التاسع عشر، وخصى نفسه حرمته الكنيسة لأنه طبق الآية حرفيا، وهذا الكلام موجود يا أبي في كتاب أوريجانوس عبقري المسيحية الأولى – هنري كريمْونا - دار المشرق ص6، وكتبه الدكتور سامح فاروق حنين
فلماذا أنتم تطبقون الآية حرفيا.
حاول الكاهن الحديث، فاستجدته قائلة: أمهلني يا أبي أرجوك
حتى أباء الكنيسة أنفسهم من ناحية أخرى وصفوا الزنا بالابتعاد عن الله، وهذا واضح في كتاب حياة التوبة والنقاوة للبابا شنودة الثالث
والسيد المسيح نفسه لو أخذنا كلامه حرفيا عندما قال : كل من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه، إذن على كل الأصعدة والتفسيرات، إذا أخذنا بحرفية النص أو بروح النص نجد أنفسنا غير ملزمين بالتفسير الراهن، فلماذا ، فقاطعها الكاهن قائلا:
لا أستطيع أن أحتمل كلمة أخرى ثم قال ساخرا : اذهبي لبابا الكنيسة واخبريه بكل علمك الذي لا يعلمه غيرك
وتركها ومضى



#جرجس_نظير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الأديان
- الأديب المسامر محمد شمروخ
- الفقراء علي مقصلة الفاسدين
- هذيان السبع رسائل
- هل تطور السلوك الانساني؟
- الربت فوق كتف الارهاب
- الثقافة الحاضرة والسلوك الغائب
- حواري مع الكاتبة فاطمة ناعوت
- الفاجر والمنحل
- إلي زعيم مصر البطل السيسي
- كرهونا في القراءة
- الاقباط يدفعون الثمن
- حذاء محمود بدر وحذاء الشيخ محمود شعبان
- احذروا موقع الحق وضلّل
- تحية لقواتنا المسلحة حامية ثورتنا العظيمة
- ياللا يا مصر ياللا نثور علي الدولة الفاشية
- نحن ضحايا الثوار والاعلام والمجلس
- إيًاكم أن تذبحوا مدينة الدولة
- خواطر مواطن في مجتمع الأديان
- أنا عذراء وافتخر 2(ردا علي رسائل القراء)


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جرجس نظير - الخيط الواهي