أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - معركة أدبية جديدة بطلها أمل دنقل.















المزيد.....

معركة أدبية جديدة بطلها أمل دنقل.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 7258 - 2022 / 5 / 24 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


معركة أدبية جديدة بطلها الشاعر الراحل "أمل دنقل"

اشتهر عند دراسي الأدب العربي الكثير من السجالات الأدبية والشعرية منها خاصة، على طول خط سير الأدب العربي، ولعل أشهر تلك السجالات والمعارك الأدبية، ما صار يُعرف باسم "النقائض"، في إشارة إلى المعركة الشعرية التي كان طرفاها الشاعرين العربيين جرير والفرزدق إبان العصر الأموي، والتي حظيت باهتمام واسع من كل المشتغلين بالأدب العربي بالبحث والتحليل، والمتابعين لتطورات الشعر العربي، وربما تكون تلك المعركة وغيرها ألهمت اللاحقين بمعارك أُخر، اشتهرت كذلك في العالم العربي، بل لا نُغالي حين نقول إن ظاهرة المعارك الأدبية كانت سمة في كثير من الأدب حول العالم وفي مختلف العصور، وإن جاءت عبر صور أدبية مختلفة.
ويحظى القرن العشرين بمعارك كثيرة مشهورة، تداعى حولها كثيرون في عالمنا العربي، ولعل أشهرها تلك المعارك التي تدور حول القصيدة العربية وشكل نظمها، وهي معركة تمترس لها أصحاب القصيدة الخليلية في مواجهة المنادين بالتجديد في شكل القصيدة العربية عبر جيلين من الشعراء أو مدرستين هما "مدرسة التفعيلة" ثُم "الشعر الحرّ"، وهو خلاف قُتل بحثًا، ظل أنصار كل فريق على رأيهم، لكن ولأن دوام الحال من المحال، عاد الفريقان المتناحران إلى الوقوف جنبًا إلى جنب في مواجهة مدرسة شعرية جديدة وهي مدرسة قصيدة النثر، وأعجب ما في تلك المعركة التي لا تزال رحاها قائمة، هو هجوم الفريقين على شعراء قصيدة النثر، واستمرارهم في جدل واسع حول "أدبية" أو "شاعرية" قصيدة النثر، التي يستميت روادها وقائلوها في دفاعهم عنها، خاصة حين يواجهون باتهامات من عينة الاتهام القائل إن "قصيدة النثر مؤامرة على اللغة العربية، بل هي مؤامرة على القرآن الكريم!"، حسب ما أشار عالم الأنثربولوجيا د. صامولي شيلكه في واحد من مقالاته التي بناها على دراسة إثنوغرافية لبيئة الأدب في مصر خاصة الإسكندرية.
هجوم حاد على صاحب "لا تُصالح":
يبدو أن ثمة معركة أدبية جديدة/ قديمة تتحضر اليوم حول واحد من الشعراء المصريين، الذين ذاع صيتهم في النصف الثاني من القرن العشرين، الشاعر أمل دنقل (1940-1983) صاحب القصيدة الأشهر "لا تُصالح"، إذ تمَّ استدعاء دنقل وما كتبه، ووضعه في وسط ساحة الصراع التقليدي الذي يمكن وصفه بصراع القديم- الحديث، وكانت منصة الفيس بوك ساحة النزال بين فريقين يكبران، الفريق الأول يقوده أحد الأساتذة الجامعيين المصريين يعمل في إحدى الجامعات بالمملكة العربية السعودية، ويتبعه آخرون من زملاء وتلاميذ ومتابعين، نجده يوجه سهام الاتهام إلى الشاعر أمل دنقل، بل ويبالغ في اتهاماته فيصفه حسب منشوره على الفيس بوك إنه شاعر سارق ومنتحل بل وخائن! نعم هكذا جاء الوصف، إضافة إلى مجموعة من الاتهامات حاول فيها الانتصار للقصيدة العمودية الخليلية متهمًا شعراء التفعيلة والحر بالتضيق على أصحاب الخليلية، وينسف الأرض نسفًا من تحت أقدام شعراء قصيدة النثر. بينما كان الشاعر المصري فتحي عبد السميع على الطرف الآخر من هذا الصراع، مدافعًا عن شخص أمل دنقل الشاعر، ومنتصرًا له بقوة، مفندًا الاتهامات التي كالها الأستاذ الجامعي لدنقل، مطالبًا الجميع أن ينتبه ويُفرق بين النقد الأدبي وبين ما وصفه عبد السميع بـ"الجهل المركب"، خاصة حين يصدر عن أستاذ جامعي دوره الأساسي تربية الطلاب الجامعيين على التذوق الأدبي وتربية حاستهم النقدية على أسس علمية دقيقة لا على هوى وميل.
معركة غير نبيلة:
بدأت تلك المعركة القائمة الآن تتحول شيئًا فشيئًا إلى أمر آخر غير الأدب والشعر، ربما يجوز لي وصفه بـ"قلة الأدب ولا شعر"، إذ ضاق أفق الطرفين في تلك المعركة، ولم يحتمل طرف أن يكون على خطأ يحتمل الصواب أو صواب يحتمل الخطأ، بل راح كل فريق يكيل من الأوصاف التي لا تليق بالطرف الآخر، وصل إلى حد اتهامات "الاسترزاق" و"العمالة" و"الخيانة" و"التلون"، وتحول فضاء الفيس بوك إلى ساحة للشتم والسباب في الطرف الآخر، ومحاولة إثبات خطأ الآخر بديلاً عن محاولة محاورته أو تفهمه، ليخرج الأمر من باب الأدب والشعر إلى "قلة الأدب واللا شعر" كما قلت.
للحقيقة؛ وحتى نكون منصفين، لم يتجاوز الشاعر فتحي عبد السميع –أحد المدافعين عن دنقل- إنما حاول الردّ على اتهامات الأستاذ الجامعي بعقلانية وتأنٍ، وإن كان المتمترسين إلى جواره راحوا يكيلوا اتهامات لا تقل في دسامتها عن اتهامات الفريق الأول لدنقل ومن يتبعه أو يحبه كأحد رموز الشعر العربي والمصري في القرن العشرين، ولا تزال صيحات الفريقين صاخبة على منصات التواصل الاجتماعي، دون لحظة لالتقاط الأنفاس ومراجعة النفس مرة أخرى حول ما كتبوا أو يقولونه، وصار الأمر معركة غير نبيلة بالمرة.
ماذا لو اختلفنا بصدق؟ :
يأخذني عملي بالبحث الأنثربولوجي خاصة في خط الثقافة والتاريخ، إلى مناطق مختلفة من المجتمع العربي، ودومًا أحاول مقارنتها مع مجتمعات أخرى درستها أو قرأت عنها، وأندهش من هذا الغضب الذي يملأ الناس حين يختلفون حول أمر ما، ولا أفهم أين تختفي مساحات الحوار فيما بيننا، متى اختلفا؟! ولماذا يستغرقنا العداء والغضب أكثر مما يستحق، فنهدر طاقاتنا فيه؟! في حين كان الأولى أن نستثمر كل تلك الطاقات –المهدورة من وجهة نظري- في أمور أخرى يمكن أن تُعلمنا عن أنفسنا ومجتمعنا أكثر وأكثر، فمثلا؛ ماذا لو كان الخلاف حول الشاعر "أمل دنقل" خلافًا محمودًا، تُساق فيه الأدلة والشروحات الأدبية والنظريات الشعرية، ويتم مناقشتها بدون انفعال أو بدون توجيه اتهامات شخصية للشاعر، ووضعت كل الأراء أمام الفريقين بهدوء وشفافية، لنتعلم جميعًا معهم، ونعرف أكثر عن رموزنا وأعلامنا الأدبية؟ فماذا لو اختلفنا بصدق دون أن نحول اختلافنا إلى خلاف غير إنساني بالمرة؟! لماذا يتحول الاختلاف في الرأي إلى حملة تشويه شرهة ضد الآخر، دون الانتباه إلى أنه لو اختلاف الأذواق لبارت السلع؟!
ختامًا؛
أعرف أن الاختلاف أمر صحي ومفيد، لكنه حين يتحول إلى خلاف يتم شخصنته وتُكال فيه الاتهامات بلا دليل، فإنه يتحول إلى نوع من الجهالة التي لا يُحمد عقباها، ولا ناتج عنها إلا التشدد والمغالاة، وهو ما يعانيه عالمنا العربي عبر تاريخ طويل، عانى فيه الجميع من صلابة الرأي والتشدد في كل أمور الحياة.
يا معشر السادة المهتمين بالأدب والشعر في وطننا العربي، ويا معشر أساتذة الجامعة الأفاضل: لطفًا بنا، كجمهور وطلاب، فحري بكم أن نتعلم منكم كيف يكون أدب الاختلاف، وحري بكم أن نتعلم منكم نبذ الخلاف خاصة حين يتحول إلى وصلة من السُباب والتشويه وتسفيه الآخر الذي نتشارك معه لغته ومعتقداته وتراثه والأرض.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطر أبو قلب حديد بيعترف بالحُب
- الإبداع في زمن الكورونا
- أسئلتي حول السرد والتراث
- ضع رهانك
- جنازة خرساء
- الاستعمار حمَّال أوجه
- رسالة إلى الكلب البلدي المسكين
- عيد ميلاد مجيد
- عكازان ونصف ساق
- في القطب الجنوبي
- لقاء عابر في البار
- الجيوب الثقافية والأديب الذري الجائل... -مبدع القرية مثالًا-
- من تاريخ النشر والطباعة
- التاريخ الحي وكتابة الحدث التاريخي المعاصر
- وداع جديد
- في انتظارك يا ربّ
- مفاوضات البرد
- يد الله
- إعلان
- سيرة ذاتية


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - معركة أدبية جديدة بطلها أمل دنقل.