أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - قصيدة بسيطة كالحرب حرب صعبة كالقصيدة














المزيد.....

قصيدة بسيطة كالحرب حرب صعبة كالقصيدة


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


اساعة معطلة في القيامة بيروت
تك تك تك
تنبض والجنوب لحد لمن؟
اجاب المقاومون
بالطريقة التي يفهم الغزاة.
ففي الحرب
لا يكترث الموتى عادة
لمرور الطائرات اللطيفة
تنزعج الحياة
تكزّ على اسنانها
ولاتحرّك في قلب الحرب شيئا

000

بيروت هشة كقلب
فكيف سيعض الموتى
على اصابع الاحياء
لتستفيق من رقادها
ساحات بيروت,
دراويشها
والساحل على بعد حرب
من صراخ بحر يستغيث
على مسافة انفجارين يتزاوجان
وينجبان آلاف الشظايا

000

قبل ان تغير الطائرات للمرة الالف
كيف سيخبئ الاطفال احلامهم في الظلّ,
العابهم في زاوية لا تراها
قبل ان تذهب ارواحهم
الى نزهة في الهشيم
وقبل ان تلعب ريح وسخة
بجدران البيوت,
باعمدة الكهرباء,
وبالجسور والارصفة.

000

بيروت هشة كقلب
لا مزيد من المراثي
للطفل الذي كتب في دفتره المدرسي:
مللتَ دور الضحية
لا لون للسماء في عيوني
لا صفاء للبحر والالعاب
لا طعم للبرتقال
لا غواية للخبز
في هذا الموت السفيه
ابحث عن اقصر لوعة
من صدر امّي
الى حليب البلاد.

000

ساعكّر دم القصيدة
بادخال اسم امريكا الكريه
في ابياتها
وساغافلها
لتكون اسرائيل حاضرة
كما يليق بسفاح
وببساطة ساكتب:
هذه الحكومات خدم واكتفي
وسافترض ان الطائرات
غربان الجحيم
ولكن كيف سافترض
ان بيروت وردة المطر الاخيرة ؟.

000

في الجنوب
لا يلعب الاطفال في الشوارع
تختفي الشوارع مجبرة
تتكوّر على نفسها
ملتقطة آخر الانفاس
لا تلعب الطيور في الهواء
يلعب هواء اسود
بريشها
وببقايا الاعشاش
لا تلعب الحافلات بالمسافة كعادتها
تلعب الطائرات بها
تعضها من اقدامها الحافية
لا يكتشف الهاربون من الحرب الفارق
بين الموت والحياة
حين تبدل الحدود اماكنها
في القصف الذي
يحيل كامل الارض
الى جثة هامدة.
000

الحرب بسيطة كالقصيدة
وسهلة كالموت
الحرب هي الرسائل المريضة
التي يرسلها
قاتل الى قتلاه المحتملين
ويرقص للدم
وهو يغيّر لونه
على الحجارة والتراب
ولان القصيدة
عاجزة عن خدش كرامة الحرب
ابارك المسامير التي
ابقت صور عائلة على الجدار

000

كيف سيصف الشاعر الموت
اكما يحسّ به
حين لا يراه
وهل سيقوى
ان يعيد حجرا شاردا
الى مكانه القديم
ان يعيد المياه الى ارض
مثقوبة بالرصاص
او ان يحاول جدولة القتلى
على ارومة الحياة
وكيف سيقبض على الحرب متلبسة
بلغة عادية تماما
دون الوقوع في احابيل البلاغة
وكيف يسمي الطفل طفلا
حين يحصي اعضاءه الناقصة
وكيف يجمّع
كل هذا الذي تناثر
في مقطعين قصيرين
لنستدلّ أي موت يعني
اموت حداثيّ
ام موت قدبم
بمخالب واضلاف
لنتصالح مع نوايانا الجميلة
في مقبرة هذه الحرب
حيث لم يبق شييء
على حاله
حتى القاتل بامكانه
دون مخاتلة
ان يتقدم الصفوف في العزاء.
000

تتشابه القصائد التي تكتب عن الحرب
ولا يتشابه الموت
يتشابه الموت احيانا
وتختلف القصائد
على سبيل المثال:
تتشاجر المفردات
على وصف طفل ضائع في البكاء
على وصف امرأة
بكامل احلامها
في لحظة الموت
في وصف بيروت
كما يليق بجنازة
تتشابه القصائد
ويختلف الشعراء
ايمزح احدهم
حين يكتب قصيدة حب
ليسدد طعنة الى الحرب
ويراوغ آخر
لادخال السياسة
من ثقوبها الضيقة
ينجح او يفشل
هذا متوقف
على قوة ضخ الدم في القصيدة
على الزاوية التي يرى الموت منهاجماليا
قدرته تجميع العناصر المتباعدة
في جملة
في سطر
في مقطع
دون التباهي
بصورها النازفة.

000

بسيط هو الموت
والقصيدة لا تحتاج للكثير من المهارة
لتدخل الحرب في شراكها
بسيطة هي الحرب
لا تحتاج ان يسبح الاطفال
في غبارها الناري لنعرفها
كما لا تحتاج الطائرات
الى ادلاء

لتوزع هداياها الحميمة
بسيط هو الموت
ولا يتكلف الكثير
ليقتنص خمسين روحا
في ضربة واحدة


000

لن اكتب في قصيدة الحرب البسيطة:
تساقط الاطفال كالنجوم الصغيرة
لان المباني لم تقرر من امرها شيئا
حين تهاوت
على اجسادهم الناعمة
والحجارة لم تضمر أي عداء
حين افترشت لحمهم
كفراش وثير

سهل هو الموت في الجنوب
كطائر حط بسلام
على شجرة آمنة
سهلة هي الحياة
ولكن
في اماكن اخرى من العالم



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما
- بديهيات -اسرائيل-وسقوط النظام العربي الاخير
- صباحكِ له اجنحة...قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة..قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة وقلبي سماء.........الى..هبة
- .في الاول من ايار....كرنفال الايدي الخالقة
- شموع عيد الميلاد الاخير .الى تانيا في وحدتها العارمة
- عابرة ….. الى سيليفيا حبث تحتشد الارصفة بالغرباء
- موتى يقتسمون الوقت
- الى شهداء آذار والى نيروز, وامَي
- احتفي بكِ كما لم يحتفِ عاشق من قبل. اليها في عيدها
- فخاخ معلنة
- لا يكفي الذي يكفي
- رغم امتلائه با لحياة
- على شفة الناي الاغنية
- كم تبقى يا دمشق لتستريحي
- عيدان في تونس
- مقاطع وقصيدة حرية
- قصيدتان
- قصص حب شعرية قصيرة


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - قصيدة بسيطة كالحرب حرب صعبة كالقصيدة