جمال هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتردد الرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد،في الدعوة إلى >الجامعات الإيرانية من معتنقي الفكر الليبرالي المتفتح ،فقد كان واضحا وهو يخطب في طلبة الجامعة حين أكد على ضرورة التحكم في نظام التعليم كي يسير وفق ما خططه ملالي وسدنة النظام والمرشد العام للجمهورية،وبما أن >الإيرانية ديمقراطيةشكلية ،لأنها محروسة من طرف رجال الدين المتشددين ،فإن السلطات الأساسية تبقى بيد المرشد العام للجمهورية والهيآت الساهرة على <<مصلحة النظام>> والجميع يعلم أن<<ديمقراطية>>إيران غريبة ،فالمرشحون يخضعون لغربلة دقيقة ،ومن لم يتوفر على مواصفات يحددها<<آيات الله>> فإن ترشيحه سيرفض،وبما أن التيار المحافظ لازال هو المهيمن في الساحة الإيرانية ،فإنه نجح في عرقلة كل الإصلاحات التي شهدها البلد في المرحلةالسابقةوساند الرئيس المتشددأحمدي نجاد الذي يعمل الآن على تلميع صورته أمام الخمينيين الجدد بإعطاء إشارة قوية لمحاربة التيار الإصلاحي وشن حملة ضد الليبراليين والعلمانيين وتخوينهم ،خاصة وأن التيار المحافظ يخوض حربا تصعيدبة ضد المنتظم الدولي حول الملف النووي المثير للجدل . إن ما يخشاه الملاحظون هوأن تفهم إشارات أحمدي للمتشددين فهما مبالغا فيه كي تبدأالحملة التطهيرية ضد الإصلاحيين بأساليب تصفوية وإقصائية لاديمقراطية. إن أحمدي نجاد بأسلوبه الشعبوي ركب موجة تعاطف شريحة واسعة من الشعب مع الحق الإيراني في امتلاك السلاح النووي ،كي يصفي حسابه مع التيار الإصلاحي الذي كان يمثله خاتمي وكل الليبراليين الذين يسعون إلى بناء نظام ديمقراطي حقيقي وليس نظاما مزيفا. إن اختيار الجامعة لإلقاء خطبة إقصائية وتحريضية من طرف الرئيس الإيراني المتشدد لم يكن اختيارا اعتباطيا بل كان رسالة واضحة للنخبة الفكرية الإيرانية كي تنضبط للخط الذي رسمه المرشد علي خاميناي والفقهاء المتشددون الذين لازالوا يحلمون ببناء دولة دينية متشددة وتصدير الثورة إلى الدول المجاورة على غرار <<نبيهم >> الخميني . إن إيران بتشددها تسعى إلى إعادة مرحلة حكم الخميني بكل سلبياتها(بالتضييق على الحريات،وضرب حقوق المرأة وإلغاء مظاهر التحضر والإنفتاح وبث نزعة العداء ضد الغرب...) هذا النهج سيقود حتما إلى عزلةدولية قاتلة وإلى إعادة التوترإلى منطقة فيها ما يكفي من عوامل زعزعة الإستقرار. إن استغلال النظام الإيراني لصراعه مع أمريكا والدول الغربية حول الملف النووي لايمكنه إخفاء الطابع الديني الديكتاتوري لهذه الدولة التي تراجعت عن نهجها الإصلاحي كي تلعب بالنار...
#جمال_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟