أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - هل اقتربت النار من دمشق














المزيد.....


هل اقتربت النار من دمشق


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل كانت مفاجأة كبيرة أن وقع عمل إرهابي في العاصمة السورية؟ في الواقع ليست مفاجأة لان الأرض السورية تعج بالإرهابيين الذين يتدربون للتوجه إلى العراق لتنفيذ أعمال إرهابية. فالعراق يقول أن معظم الإرهابيين الذين يقومون بالإرهاب على الأراضي العراقية تدربوا في سورية وجاؤا منها.

ويبدو الآن أن نار الإرهاب اقتربت من الحكم السوري ونقول اللهم لا شماتة وان السحر قد ينقلب على الساحر. الحكومة السورية التي هددت بكشف قواعد القاعدة في لبنان وسلمت العديد من الإرهابيين للأميركيين باتت مهددة من القاعدة. فالمجموعة الإرهابية التي نفذت عمليتها في دمشق كانت جماعة إرهابية تكفيرية وهي بهذا لا تبعد كثيرا عن فكر القاعدة وأسلوبها.

المهم الآن ماذا سيقول مؤيدو الإرهاب في العراق الذين ينعمون بالهدوء في لبنان والأردن ومصر؟ هل سيسمون هذا العمل بأنه إرهاب أم مقاومة؟ فقد اعتاد هؤلاء دون أن نسميهم بالاسم أن ينعتوا الأعمال الإرهابية في العراق التي يقتل فيها عراقيون شيعة وغير شيعة بأنها عمليات مقاومة ضد الأميركيين. الآن وفي دمشق كانت العملية الإرهابية مباشرة ضد السفارة الاميركية وهي رمز السيادة الاميركية. بماذا سنصف هذه العملية؟

بطبيعة الحال السلطات السورية وصفت العملية بأنها إرهابية. وكذلك كل عاقل يسفها بأنها إرهابية لأنها كذلك بماذا سيصفها أبطال الانتصار الاستراتيجي ورواد التصفيق والتطبيل للإرهاب؟ ماذا سيقول أولئك الذين تنطحوا للتعليق على العمل الإرهابي الذي وقع في عمان في الأسبوع الماضي عند المدرج الروماني؟ لقد تباروا لإظهار ذلك العمل بأنه عمل فردي معزول لا علاقة له بالإرهاب. ثم اخذوا يتناولون ما يسمونه الاحتقان الداخلي مطالبين بمزيد من الحريات ومؤكدين أن التعامل مع الإرهاب لا يتم بصورة أمنية فقط.

هذا كلام جميل على راسي. ماذا سيقولون الآن عن العملية التي وقعت في دمشق؟ هل يجرؤون على القول إنها نتيجة احتقان داخلي وان الشعب السوري يعاني من الكبت والقمع وانه بحاجة إلى تنفيس سياسي؟ أصحاب الأعمدة في الصحف الأردنية الذين يتباهون بتأييدهم للإرهاب في العراق ويصفونه بأنه مقاومة مطالبون بان يجيبوا بصراحة: كيف يصفون هذا العمل؟ هذا العمل شبيه جدا بما يجري في العراق سواء من حيث الطريقة أو الأسلوب أو الهدف. فهل هذا عمل بطولي للمقاومة أم انه عمل إرهابي؟ فان كان هذا عمل إرهابي فان ما يجري في العراق أعمال إرهابية. وان كان ما يجري في العراق أعمال مقاومة بطولية فان هذا الذي جرى في دمشق عمل بطولي ومقاومة مشروعة.

عندما وقعت تفجيرات إرهابية في الفنادق الأردنية خجلت الأصوات الصحفية المأجورة ولم تستطع سوى أن تصف ما جرى بأنه إرهاب. لكنها ورفعت صوتها مبررة وشارحة ومفسرة. أولئك الذين برروا التفجيرات لأسباب داخلية ماذا سيقولون الآن عن عملية دمشق؟ والذين فسروها لقربها من السفارة الإسرائيلية هل سيقولون أن هدف عملية دمشق قريب من السفارة الإسرائيلية في عمان بمسافة مئتي كيلومتر؟

غريب أمر المعلقين في الصحافة العربية، فهم أما متعامين عن الحقيقة أو أنهم مأجورين. وان كنت لا أحب هذه الكلمة وأفضل عليها كلمة جاهلين. تجد شخصيات تحسب نفسها كبيرة وصحفيون يعتبرون أنفسهم من أعمدة الصحافة العربية لكنهم يتعامون عن الحقائق أو يقفزون عنها.

سمعنا كثيرين ممن يرفعون لواء الصوت العالي في النقد الفارغ وأيديهم ملوثة بكوبونات النفط الصدامي يبررون أي عمل إرهابي يقع في الأردن ويدافعون صراحة عن الأعمال الإرهابية في العراق، الآن جاء الوقت ليقولوا قولهم لو كان لديهم قول: هل عملة دمشق مبررة أم غير مبررة؟ لماذا فقط الإرهاب إذا وقع في الأردن يجدون له التبرير والتفسير والشرح وإذا وقع في دمشق يسارعون لترديد المقولة الرسمية مهما كانت؟ حان الوقت لصحوة ضمير عند الكتاب والصحفيين ليروا الحق حقا ويرزقون أتباعه، ويروا الباطل باطلا ويرزقون اجتنابه. فهل ستكون هناك صحوة؟



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة
- انه الإرهاب من جديد
- بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا
- فلسطين الى اين
- فرسان الحق مقابل فرسان الباطل
- أسلحة حماس في الأردن والخطاب السياسي للحركة
- هوامش على الاوضاع السياسية الراهنة
- لا حوار مع الارهاب
- عار عليك اذا فعلت جميل!
- مكافأة الارهاب وجني ثماره
- من علم الشعب ما لم يعلم
- الاعلام السعودي ومستشارو السوء
- الارهاب يضرب مجددا
- اي تسوية واي مقاومة؟


المزيد.....




- وصف حرائق لوس أنجلوس بـ-آية من الله-.. مقتدى الصدر يشعل ضجة ...
- -خائف للغاية-.. عم أحد الرهائن في غزة يتحدث لـCNN وسط آمال ب ...
- فلسطينيون وإسرائيليون يعربون عن -تفاؤل حذر- بشأن إبرام اتفاق ...
- حمص تنهض من بين الأنقاض.. جهود مجتمعية تبعث الأمل بعد سقوط ا ...
- وزير خارجية ترامب: الصين غشت لتصبح قوة عظمى
- مسؤول ألماني رفيع يدعو لإحياء -السيل الشمالي-
- الجيش الإسرائيلي: إصابة 3 جنود بتفجير عبوة بمركبة عسكرية قرب ...
- -أمر مأساوي-.. قنصل إسرائيل السابق بنيويورك يكشف سبب قرب الت ...
- بزشكيان يحذر ترامب من -حمام دم-
- عالم: الحياة على الأرض ستختفي حتما بعد 1.6 مليار عام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - هل اقتربت النار من دمشق