|
الدليل : قصة قصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 23:33
المحور:
الادب والفن
الدليل اوقفت عددا من سيارات الاجرة : - هل توصلني الى المدينة الموعودة ؟ - وأين تكون ؟ آسف ، لااعرف الطريق يطول بك الاستفسار ، وجميع من اوقفت سياراتهم ،ابدوا الأسف الشديد لجهلهم بالطريق ، وصفوا لك االمدينة ، ورسموا لك خارطة لها ، واخبروك انها مكان سعيد أهله ، لايعرف التعاسة من عرف ناسه ، لايصل التعب اليهم ، ولا يعرف طريقهم الارهاق ، واطنبوا في الوصف والثناء، تودين ان تذهبي الى هناك ، علك تجدين ما بقيت طوال عمرك تبحثين عنه ولا طائل ، الامن وطمأنينة النفس ما اعياك الحصول عليهما ، كل من سمع بمرادك ضحك عاليا : - انه مطلب يسير ، كلنا نعرفه ،كيف فشلت في العثور عليه؟ وقفت سيارة الاجرة بجانبك ، ابتسم سائقها حين وجهت له السؤال : - انا اعرف الطريق ، استقلت سيارتي احدى الأسر مساء الامس ، وقدتهم الى هناك تبدو عليك علائم الفرح الشديد ، فيسارع السائق : - اعطيني كل ما في محفظتك اليدوية توافقين على الفور ، تنطلق السيارة بك ناهبة الطرق باقصى سرعتها - كنت في الامس اسير على الطريق نفسها ، اعرف كل تضاريسها ومحلاتها ، وأسواقها ، وكل الساكنين في ازقتها ، وأشجار عوائلهم ، وبناتهم اللائي خسرن العائلة واولادهم المتزوجين والعزاب ، كيف انك لاتعرفين عنها شيئا ؟ - فارقتها منذ زمن طويل ، ولم اعد أتذكر من معالمها شيئا - جئتك في الوقت المناسب ، سوف اوصلك الى هناك بسرعة لاتحلمين بها ، ولكن لاضير بالاستعانة ببعض اهلها علهم يرشدوننا الى الطريق الصحيح ، انا اعرفها جيدا ، وحتى ازيل اي شك في نفسك، وتثقين بكلامي ، فانا دليل ماهر ، لاتخفى علي الطرق ، واي مكان يريد من يستقل سيارتي اوصله اليه، هؤلاء الرجال يبدو انهم من اهل المدينة ، سوف أذهب اليهم وأستفسر عن المكان يعود السائق متجهما : - كيف لايعرف الناس موقع المدينة ، جئتها بالأمس وأعرفها تمام المعرفة ، سأوصلك الى المكان الذي ترومينه ، ولن أدعك تتركين سيارتي الا بعد الوصول الى مرادك ، هاهم شرطة المرور ، انهم حتما يعرفون الطريق ، سوف أسالهم ، هم يعرفون كل المدن ، والطرق الموصلة اليها ، وجميع السبل المرتبطة بها ، سوف يخبرونني هل اتوجه يسارا ام يمينا ، وهل اسير بهذا الشارع حتى نهايته ؟ ام اعرج على يمينه ؟ ام ان اليسار اكثر ضمانا واقرب الى المبتغى ، سوف استفسر وأعود لأوصلك الى المكان الذي تطلبين - شرطة المرور يقولون ان التوجه يسارا يوصلنا الى المدينة الموعودة ، انهم محقون ، تذكرت ، امس توجهت يسارا ، واوصلت العائلة الى المنطقة التي ارادوها ، ولكن كيف ؟ شرطة المرور لاتعرف الطريق ، الشارع مسدود ، كيف زعموا ان التوجه يسارا يوصلنا الى مرادنا ويحقق لنا الطموحات ؟ هؤلاء المتجمعون هنا من أبناء المحلة ، وهم يعرفون مسالك الطريق جيدا ، سوف أستعين بهم ، اننا قريبون من المدينة التي تتوجهين اليها ، لاشك في كلامي ، أتيت الى هنا بالأمس ، وكانت الأسرة معي ، اعرف كل الطرق ، واستطيع ان اذهب بك الى المكان الذي ترغبين ، سكان المدينة ينصحوننا بالسير يمينا ، سوف اوصلك الى المكان الذي تتوقين اليه ، اعرف الاتجاه الذي يجب علي أن أسلكه ، اليمين سوف يجعلك تصلين الى المكان المرغوب ، لاعليك ، سوف تصلين بعد دقائق ، لن اتركك قبل الوصول ، لقد وعدتك وانا انفذ الوعود واحترمها ، الانسان باحترام الوعود ، انها الطريق الصائبة ، ألم أقل لك ؟ انك ستصلين بعد دقائق الى ما ترغبين به من اماكن ، جئت الى هنا بالأمس ، اعرف هذا الشارع المتعرج جيدا ، لقد مررت بهذه الأبواب ، وهؤلاء اللاعبون بكرة القدم اعرفهم جيدا ، كانوا بالأمس حين مررت من هنا ، وأوصلت الأسرة الى المكان الذي طلبته ، لاتخشي ان تتأخري ، ستصلين في الوقت المحدد ، ولن اتركك قبل ان تصلي الى ما تحبين ، هذا الطريق ليس غريبا امام عيني ، رأيته قريبا جدا ، ألم اخبرك أنني مررت من هنا أمس ؟ أعرف بكل الطرق وكل الشوارع المؤدية الى المدن القريبة والبعيدة ، من حسن حظك انني انطلق بك الى المدينة المطلوبة ، ولكن ماذا أرى ؟ ان الشارع مسدود أيضا ، هل اذهب بك الى المكان الذي وجدتك به حين ركوبك ؟ ولكن نقودك انتهت ، لقد شاهدت معي كل معالم المدينة ، صحبتك في رحلة طويلة ممتعة لم تكوني تحلمين بها ، لكني اعرف الطرق جيدا ، وأستطيع ان اكون دليلا ناجحا لكل الراغبين في الوصول الى المدن المرغوبة بأبخس الأثمان
19 ماي 2013
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية راحلون رغما عن انوفهم - الجزاء الاول
-
البديل : قصة قصيرة
-
قراءة جديدة لمجموعة قصص التابوت لصبيحة شبر
-
الر ائدة سافرة جميل حافظ تحول مكتبتها الخاصة الى عامة
-
عيد ميلاد في 1/7
-
راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الثاني: الفصل الخامس و
...
-
راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الاول : الفصل الاول وا
...
-
بائعة الورد : قصة قصيرة
-
وصول متأخر: قصة قصيرة
-
كيف تنأى عن موقفك ؟
-
وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الخامس والأخير
-
وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الرابع
-
وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الثالث
-
وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الثاني
-
وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الأول
-
نازك الملائكة عاشقة الليل والطفولة
-
لميعة عباس عمارة
-
لماذا يتم التحرش بالنساء ؟
-
رسالة الى امرأة عراقية في يومها الوحيد
-
المساواة بين الجنسين هل هي حقيقة ؟
المزيد.....
-
بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan
...
-
الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
-
فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
-
-رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
-
فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
-
فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال
...
-
اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة
...
-
كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك
...
-
الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي
...
-
وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون
المزيد.....
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
-
البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان
...
/ زوليخة بساعد - هاجر عبدي
-
التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى
/ نسرين بوشناقة - آمنة خناش
-
تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة
/ كاظم حسن سعيد
-
خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي
...
/ أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
المزيد.....
|