أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم سلمان - ارق ازلي















المزيد.....

ارق ازلي


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


يغدو الهواء الساخن ويروح مع (مهفة) الجريد التي يرفرفها عبد الحسين فوق جسد عائشة المنشغلة برجاء الرب لنفخ تيار الحياة في عصب المروحة المعلقة فوقهما. يتضاعف القيظ في الليالي عندما توصد الأبواب والشبابيك تخوفاً من الاقتحامات الليلية لتغدو الغرف كحمامات بخار في زمن يصعب النوم فيه على أسطح المنازل هرباً من رشقات المطر القاتل .
يتفاقم أرقه حينما تهدر الدقائق وهو لم يقبض بعد على لحظة نوم ؛ فقط سويعات تبقت قبل بدء عمله في مخبز الزهراء . أما عائشة الغارقة في تعرق جسدها الواهن فقد يئست من توسلاتها وقالت بصوت مفخخ بالأسئلة والظنون : كيف لا يمكن له أن يبعث الروح في آلة بسيطة وهو القادر على كل شيء؟
- الخنوع فراش وثير وآمن وهو ما نريده وسط هذا اللهيب , والتساؤل فراش من شوك, قال لها .
حاول تسكين روح زوجته المربكة ، قامعاً توتره ، ومقترحاً بدء حكاية يشتركان معاً في سردها وكأنهما يمارسان طقوس استحضار النوم .
الزوج : كان هناك شاب يدعى عبد الزهرة عليوي يسكن في مدينة بابل ويدرس في جامعة بغداد. عاد عبد الزهرة ذات يوم لقريته بعد نهاية العام الدراسي و استقبله أخوه وأخته مع أطفال الجيران بالسؤال عن علبة (زنود الست) التي اعتاد جلبها من بغداد في كل مرة يأتي بها للبيت كما كان يفعل أبوه قبل أن يجدوه بلا زنود ولا أفخاذ مع أشلاء أطفال ونساء ورجال في احد الأسواق الشعبية. أمطرته أمه بالقبلات وذهب للقاء عمر وحسن الذين ينتظرانه على أحر من الجمر لتسلم دفعة جديدة من منشطات المخيلة, المتضمنة صور زميلاته البغداديات .
الزوجة : كادت سعدية تجن من انتظار عبد الزهرة فهي لا تستطيع البقاء أطول في البستان تخوفاً من اكتشاف أخوتها لغيابها عندما يعودا من المزرعة . أحست بخطواته تدوس الأحراش وهو يقترب من شجرة أسرارهما. انهالت عليه بالقبل المبللة بدموع الحنين والحرمان وغدا جذوة من شوق . مص كل سوائلها ولما تزل رطبة تنضح عشقاً.
الزوج: غطت سعدية فتحة الشرف بأيادي قلقة بينما زحلق عبد الزهرة خرطومه بين ساقيها ليطفأ حريقه , وجذبها أليه بخشونة وهو يرتعش شبقاً. كان عمر وحسن يراقبانهما من بعيد قابضين على لحمهما الناتئ بشغف مما أثار فضول بكر الملقب بالفحل اخو سعدية الأكبر والأكثر تشدداً ورعونة . اقترب بكر من العاشقين وصعق برؤية أخته سعدية في حضن عبد الزهرة. رفع منجله الحاد للأعلى عازما قطع رأسيهما .
مسحت عائشة العرق من جبينها وأحست بلهيب الغرفة يزداد . أطلقت دفعة هواءٍ حارٍ كأنه دخان محصور منذ قرون لإعلان تذمرها مما آلت إليه الحكاية وقالت : تحدت سعدية أخيها واعترفت بحبها العارم لعبد الزهرة الذي ستفديه بدمها فهو أغلى ما تملك وهو من ستعيش معه للأبد . مد عبد الزهرة يده لبكر الفحل طالباً يد أخته منه ومفصحاً عن استعداده لعمل أي شيء من اجل نيل المغفرة.
سخر الزوج من رومانسية عائشة وقال بتهكم : واقعنا يحتم على بكر الفحل أن يضرب عنق أخته وعشيقها غسلاً للعار سيما أن عبد الزهرة اسم مرفوض لدى قبيلة بكر الفحل . لكنه استجاب أخيراً لرغبة زوجته بأن يجعل الحكاية اقرب قليلا للحلم , وأدلى بشطره من القص : وضع بكر المنجل في مكانه واكتفى بإشباع عبد الزهرة ضرباً وتوعده بالذبح إن رآه ثانية و اقتاد سعدية للبيت ليجلدها هناك بحزامهِ ولم تنفع كل توسلات أمه وأخاه بالكف عن ذلك.
الزوجة: أفلحت أم سعدية وأخوها بإنقاذها من أيادي بكر الفحل وتسكين سورة غضبه العارم , كما إنهما عددا محاسن وميزات عبد الزهرة التي تجعله أفضل شباب القرية مما جعل بكر يغفر لها ولعشيقها.
الزوج: سرعان ما انتشر الخبر في كل أرجاء القرية والقرى المجاورة فغدت الفضيحة أكثر درامية ,حيث تقول آخر نسخة من الحكاية كما تناهت إلى مسامع إحدى العجائز أن سعدية كانت تمارس العهر مع عبد الزهرة وعمر وحسن حتى نفخوها , والآن أهلها يبحثون عن الأب الحقيقي للجنين حتى يذبحوه, ووصلت نسخ مختلفة من هذه الحكاية إلى مسامع أعمام بكر فعيروه وهددوه بالطرد من القبيلة إن لم يذبح أخته وعشيقها غسلا للعار وحفاظا على شرفهم ,مما زاد من انتفاضة بكر العشائرية ؛ فقرر قتل سعدية مع عشيقها أمام القرية مستعيداً الهيبة والاحترام لعائلته وليؤكد فحولته بين الرجال .
تقلبت الزوجة في فراشها من شدة الحر ومن مسرى الحكاية ؛ وحاولت إنقاذ القصة من مخيلة زوجها المنقوعة بالدماء والمقدسات وأصوات المفخخات كي تهنأ بحكاية ترخي جسدها وتجذب نوماً سريعاً بلا كوابيس ؛ واستأنفت ألحكي : ولإيقاف سريان هذه الإشاعات وبإلحاح من أخيه وأمه وأبيه الراقد بفراش الموت وافق بكر الفحل بأن يزوج أخته من عبد الزهرة ,وان يمنحهم بعض المال كي يقضوا شهر العسل في دولة مجاورة بعيداً عن جحيم الحروب المحلية والمستوردة التي تعصف بالبلاد.
الزوج: كانت موافقة بكر الفحل مشروطة بتغيير اسم عبد الزهرة حيث اسمه غير مقبول لدى أعيان القبيلة, وألا سيكون مصيره الذبح.
قطعت عائشة تدفق الحكاية بصيحة معبأة بالنفور والأرق والرفض : لماذا لا يحق لها العيش مع عبد الزهرة فهي تعشقه ؟ وما شئنها هي برفض القبيلة لأسم زوجها ؟
امتعض عبد الحسين من صياح زوجته وصرخ بغضب قابضاً على (المهفة) بقوة : أنتِ حقاً ساذجة وغبية , ألا تدركين أننا عجينة من القبيلة والطائفة والحرب والثأر والفحولة حيث لا ينفعُ بعد كل هذا الهراء .
الزوجة: أنت تهينني!
.... الزوج: طز



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحياز الفضائية العراقية
- حلول تنتج مشاكل
- نحو حوارً متمدن
- الاربعاء الاسود
- فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز
- امطار العراق
- قائمة الأ ئتلاف تسيء للمرجعية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم سلمان - ارق ازلي