أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجا زعاترة - المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- سطحي زائف!














المزيد.....

المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- سطحي زائف!


رجا زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 495 - 2003 / 5 / 22 - 03:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


 

الإعلام – وسيلة إنتاج وعي
مكانة المرأة في المجتمع وحقوقها ليست قضية النساء فقط، بل هي قضية المجتمع بأسره، وحين نتسائل حول مصدر استقاء الأفكار المسبقة عن المرأة، فلأجهزة الإعلام الشعبية التي تصل الى كل بيت دور هام ومصيري في بلورة وعي جمهور متلقيها، الرجال والنساء على حد سواء، وبالطبع الصغار الذين ينشؤون على هذه الأفكار ويعيدون إنتاجها والإحتفاظ بها في عقلهم الباطن.
وبما إننا نعيش في نظام رأسمالي-استهلاكي، فالإعلانات التجارية تحتل جزء كبير من أدوات بلورة وعينا، فالإعلانات تخترق كل شرائح المجتمع، وإذا إستطلعنا آراء أي مجموعة من الناس سنجد إن نسبة الذين يعرفون الدعاية الفلانية أكثر من نسبة الذين قرأوا الكتاب الفلاني أو شاهدوا المسرحية العلانية، ومن المعروف إن أحد افضل وسائل الدعاية هو التغلغل الى وعي المشاهد عبر مخاطبة عقله الباطن، ودغدغة غرائزه أو حتى معتقداته الغريزية، تلك المختزنة داخلنا والتي غالبًا ما نُسلِم بها كمعتقدات موروثة دون وضعها في إمتحان النقد ودون البحث عن مسبباتها المادية التاريخية، والأهم من كل هذا: دون طرح بدائل لها.

"العالم الأول" ليس أقل ظلمًا للمرأة!

يسيء الكثيرين الإعتقاد، بإن الثقافة الغربية في الدول الصناعية المتطورة قد حققت المساواة للمرأة، وإنه حتى لو بقي هناك بعض معاقل التمييز فوضع المرأة فيما يدعى بـ"العالم الأول" أفضل منه في باقي الدول لا سيما الدول الشرقية والعربية والإسلامية، وكي لا نطيل الحديث تعالوا نفحص صحة هذا الإدعاء عبر التأمل في الإعلان الأخير لشركة "فوكس" لإنتاج الملابس: يظهر التصميم الحديث لبنطال الجينس يتجول وحده في الشارع، يبحث عمن يرتديه، في النهاية يقف أمام "فاترينا" زجاجية بها 4 او 5 نساء عاريات، وبعد لحظات يدخل الى "الفاترينا" ويخرج وإحدى النساء (ياعيل بار زوهار) ترتدي البنطال.
إذا كنا في الماضي نتحدث عن ظاهرة تسليع جسد المرأة وتشييئه كأمر مبطن في الإعلانات التجارية، فالتسليع والتشييء هما لب إعلان "فوكس"! البنطال هو الذي يختار الجسد الذي يلائمه وليس العكس، المرأة "المثالية" هي التي يتناسب جسدها والبنطال، البنطال هو المعيار، أما جسد المرأة فهو مجرد متغير في معادلة الموضة.
إن إستغلال الجنس في الإعلانات التجارية ليس دليلاً على التقدم ولا على تحرر المرأة الغربية، بل هو دلالة دامغة على إن كل ما أقدم عليه الغرب هو تجيير حقوق المرأة وحريتها على جسدها لما ينفع التجارة الرأسمالية.

الشرق ومؤسسة الأمومة

في دول العالم الثالث، وهي الدول غير المصنعة، العائلة لم تفقد مكانتها الإجتماعية والإقتصادية كما حدث في الغرب، وفي هذه المعادلة المرأة هي ربة المنزل، الزوجة الصالحة، المحافظة دينيًا، ولكنها في الأساس أم، على كل ما يعنيه ذلك من تبعية للزوج والعائلة وإقتصار دورها على تميزها البيولوجي فحسب.
وإذا تمعنّا في إعلانات الفوط الصحية على سبيل المثال، نجد إن الفوطة تسوق كسلعة تساعد المرأة على مباشرة حياتها العادية.. وهذا لأول وهلة جيد: فللمرأة حياة ومن حقها مباشرتها، ولكن إذا نظرنا الى ماهية "حياتها العادية" بمعنى ألا تنتقص العادة الشهرية من كفاءتها المنزلية، أو قدرتها على التجول في المجمع التجارية (بالعربية: كنيون)، او ما الى ذلك من "أمور نسائية".
الدعاية الأخيرة تحكي قصة مرأة شابة (محجبة طبعًا)، لها طفلة، هذه الطفلة ستغني في حفل الدرسة، المشكلة هي إن الحفل يتزامن والدورة الشهرية، وهنا يأتي دور الفوطة التي لا تدع العادة النجسة تعطل على أهم واسمى ما يمكن للمرأة العربية القيام به: الأمومة، وهكذا تنقذ الفوطة المرأة التي لا يعيقها شيء عن رعاية طفلتها رغم العادة الشهرية، بالطبع وجود الزوج بدل زوجته أمر غير وارد في الحسبان، لأن رعاية الطفال هي مهمة النساء فقط.

الخلاصة

بالإمكان إيجاد عشرات ومئات وآلاف الإعلانات التجارية في الشرق والغرب، والتي تكرس دونية المرأة، أو تظهر جسدها كسلعة، أو تحصرها في المطبخ والمنزل الخ.. ولكن يبقى السؤال كيفية مواجهة هذا الحالة المقلقة من إنتاج الوعي الزائف لصالح اصحاب رؤوس الأموال الذين يجنون المليارات على حساب تشويه وعينا كمجتمع وكبشر..
لا شك إنه لا يمكن تحقيق تقدم في قضايا المراة بمعزل عن القضايا السياسية والإقتصادية، فالنظام الرأسمالي هو سبب كل ما نحن فيه من ويلات ولن تتحرر المرأة إلا بزواله (لا بل إن هناك من يرى إنه حتى في نظام إشتراكي لن تتحرر المرأة، وإنها ستتحرر فقط حين تتخلص من دورها البيولوجي كأم أي حين يتم إتباع وسائل الإخصاب خارج الجسم، ولكن هذا نقاش "طويل عريض" لن يجدينا دخوله في سياقنا)، ولكن حتى ذلك الحين المطلوب من النساء أنفسهن أن يعوا من هو عدو تحررهم والأخذ بزمام الأمور وعدم الإكتفاء بالضجر من وضعهن ثم فش خلقهم في "الكنيون"!

عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/



#رجا_زعاترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجا زعاترة - المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- سطحي زائف!