أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - البديل : قصة قصيرة














المزيد.....

البديل : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 21:45
المحور: الادب والفن
    


البديل

إنها لحظتُك السعيدة ، انتظرت طويلا ، الساعة الثانية ظهرا وقد خلت الشوارع من الفضوليين ، ودنا منك من كنت تتمنين أن تلتقي به ، شهور طويلة مرت عليك وأنت تتفقدين أخباره ، وتتابعين بشوق كبير ما يقولون لك من صفاته ، يشبهه كثيرا ، أيكون هو من فقدته يوما ، وطال انتظارك لأوبته ، و لم تحصدي إلا أشواك الصبر ، عزيزك الذي خرج يوما قبل سنتين غاضبا منكما لأنكما لم توافقا على اقترانه بسلمى ، الفتاة اللعوب التي وقع جميع شبان حيكم بحبها ، وهي تتلهى بمشاعرهم ، عشرات من الشبان يخطبون ودها ، والمعشوقة لا تود أحدا منهم ، وتتمنى أن تجعلهم يموتون غراما ويعانون ألام الوجد والفراق ، لتتلهى بأوجاعهم ، جاءك يوما يزف لك البشرى
- أريد أن أكمل نصف ديني يا أمي ..
- إنها فرحة العمر يا بني ، يسرني أن اخطب لك من اختاره قلبك لتشاركك رحلة الحياة..
- سوف تخطبينها رغم من تكون ؟
- لا يهمني من تكون ، مادام قلب ولدي الحبيب يطلبها
- إنها سلمى جارتنا يا أمي
تسكتين ، أخذت على حين غرة ، لم تكوني تتوقعين إن ابنك البار والذي رضع مكارم الأخلاق، وشب على احترام المبادئ والقيم ، يريد سلمى الخارجة على العادات والتقاليد ..
- ماذا قلت يا أمي ؟
- أعطنا فرصة لنفكر أنا وأباك
- لا داع للتفكير يا أمي ، لقد اتخذت قراري
تعود بك ذكريات ذلك اليوم الحزين ، هل عاد ابنك بعد غيابه ، و اشتاق قلبه الى حنانكما الكبير وعطفكما العظيم ، إنكما الآن وحيدان في الزقاق الضيق ، وقد آوى الناس إلى منازلهم في هذا الحر اللافح ، تتمنين أن تتحدثي معه ، هو لم يرك كنت تتابعين أخباره ، لا يعلم بأمرك ، يسكن عند عمته المريضة ، تشكين بصدق كلامها ، من أدراك أن ما تدعيه صحيح ؟ ، لم تكن تخبركم شيئا عن ابن أخيها، المسافر إلى بلاد أجنبية ثم عاد إلى وطنه فجأة ، ألا يمكن أن تكون كاذبة ، هذا الشاب الوسيم هو ابنك الذي فقدته فبل عامين حين خرج غاضبا
- مستحيل يا ابني أن أوافق على هذا الزواج ، اختر أي فتاة أخرى من بنات العائلات ، وسوف اذهب لخطبتها فورا ، سلمى لن اقبل بزواجك منها ، أنت ابني وعليك طاعتي..
نفس ملامح الوجه ، ابتسامته التي تغمر قلبك بالسعادة ، لم يخفت توهجها ، عين الوسامة والمظهر الأنيق ، سمرة البشرة الجميلة ،إلا إن ابنك لم يكن غامق اللون ، الفراق كان عامين اثنين ، ولا تدرين كيف عاشهما ، تعذب حتى حصل على عمل ، سهر الليالي وتحمل الصعاب من أجل الرزق ، هل وجد المعاملة الجميلة التي كان يلقاها في منزل الوالدين ، كل شيء ينقلب ما إن يغادر المرء موطن الحب والحنان ،هل نفذ قراره ،و تزوج سلمى ،ثم خبر سلوكها الفاحش ، فأراها ما تستحق من حزم ؟
- انه ابني وقد تعبنا في تربيته ، سوف يكون مسرورا حين يراني بعد عامين كاملين ، كنت حنونة دائما معه ، وأكثر من كل الأمهات الأخريات ، علمته على الاعتزاز بالنفس واحترام الآخر ..
يدنو منك ،اختلافات قليلة ، خلقتها المعاناة الطويلة، وهو بعيد عن حضن الأبوين وعطفهما ، سيكون بارا بك ، ويخفف من وحدتك ،فبعد إن فارقك الابن مات الأب مقهورا ، فلم يكن لهما سواه ، وسوف يعرف قدرك ويشفق على حرمانك من وحيدك..
- مساء الخير
- مساء النور سيدتي
اختفى الصوت الدافئ ، والنبرات الهادئة الواثقة ، والنظرات التي تتوهج حنانا ومحبة ، سلم عليك وحاول أن يمضي قي طريقه لا مباليا بما تشعرين به من أحاسيس متعارضة..
- ما اسمك يا بني
- كريم
ابنك كان محمودا ، هل مازال غاضبا ويدعي اسما آخر ، يختلف كثيرا عن ذلك المخلوق الحبيب ، شتان بين حبيبك وهذا الغريب، أين ذهب ابنك ؟ أنسيك حقا ؟ وهل استطاع قلبه الكبير ان يسلوك ؟ ،أنت أمه.. تحبينه أكثر من أي مخلوق آخر ، لم يسأل عنك ، ولم يهتم بمعاناتك وآلامك وهو بعيد ، تناسى كل تعبك من أجله وسهرك الليالي الطوال لتنويمه، تهدهدينه وتغنين له ، تنكر لكل تضحياتك ،كيف يمكن ان تتحملي هذا العقوق ، لم تسيئي إلى ولدك ، أبوه لم يوافق على خطبة سلمى ،وحاولت إقناعه ، فلم يستمع إليك ، فما ذنبك أنت ؟ تودين أن تجدي مبررا لكل هذا الجحود الذي يقابلك به .. ابنك تعرفينه ، تمام المعرفة ، هل تتوه الأم عن ابنها الوحيد ، عمن قضت الليل تناجيه وتعتني به ، تسهر على راحته ، هل نسيك حقا ؟ أم إن عارضا قويا ألمّ به ، أين هو الآن ، هل مضى ككل الآلاف من أبناء قومك بطرق مجهولة ، وغيبته الأرض اليباب التي لم ترحم أحدا ؟ وهل مضى لأنكما لم توافقا على طلبه ؟ أم هناك أمر آخر اجبره على الذهاب ؟ من يمكنه أن يعرف ، والغموض يحيط بك من كل جانب ، ومئات المفقودين تنبؤك ان سبب غياب حبيبك لم يكن كما توهمت ، مالك ولهذا المخلوق ، وكيف تريدين ان يكون ابنا لك ؟ هل نستطيع ان نوجد محبة الابن من أناس مجهولين نجدهم في الشوارع؟
- الوحدة قاسية ، وقد قضيت عمري غريبة منبوذة .. سأعتني بهذا الإنسان ، وسيكون لي ابنا تعويضا عمن فقدت .. حزن طاغ يظهر عليه ، قد أجد معه بديلا عن عزيز اختفى .
ينطلق السؤال رغما عنك :
- ألا تعرفني ؟
- لا ..مع الأسف.. سيدتي
تكتمين آلامك وشعورك المتواصل بالخيبة :
- هل نسيت أمك يا بني ؟
- ماذا ؟ ماذا تعنين سيدتي ؟
- هل تذكر أمك ؟
- لا ادري سيدتي ليس لي أم
يبتعد عنك ، يتجاهل آلامك،ويستخف بمتاعبك ،يستهزئ بلوعتك واشتياقك الى أن تحضني ابنك الوحيد وتضميه الى صدرك الظامئ ، هل أنسته معاناة عامين كيف يمكن للام ان تصبر حين يتنكر لها ابنها الوحيد ..
يلتفت إليك
- - عذرا سيدتي ، ماتت أمي وأنا رضيع ، كيف يمكن لي أن أتذكرها






2 آب 2010



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة لمجموعة قصص التابوت لصبيحة شبر
- الر ائدة سافرة جميل حافظ تحول مكتبتها الخاصة الى عامة
- عيد ميلاد في 1/7
- راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الثاني: الفصل الخامس و ...
- راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الاول : الفصل الاول وا ...
- بائعة الورد : قصة قصيرة
- وصول متأخر: قصة قصيرة
- كيف تنأى عن موقفك ؟
- وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الخامس والأخير
- وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الرابع
- وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الثالث
- وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الثاني
- وأدتُك قلبي: رواية : الجزء الأول
- نازك الملائكة عاشقة الليل والطفولة
- لميعة عباس عمارة
- لماذا يتم التحرش بالنساء ؟
- رسالة الى امرأة عراقية في يومها الوحيد
- المساواة بين الجنسين هل هي حقيقة ؟
- التكسب بالقصيدة العربية
- قراءة في المجموعة القصصية ( غسل العار) لصبيحة شبر بقلم يوسف ...


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - البديل : قصة قصيرة