|
الكتاب الخامس _ الفصل الثالث تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 21:07
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مقارنة بين فكرة الله وفكرة الزمن _ تكملة الفصل الثالث
1 البعض يؤمن بوجود إله ، والبعض الآخر لا يؤمن . ما الفرق بين النوعين ؟ يوجد معيار موضوعي ، كالصدق مثلا ، لقياس الايمان أو درجة الثقة في فكرة أو موضوع معين . المؤمنون في بلاد تحكمها نظم دينية ، بعضهم يكونوا مدفوعين بغريزة القطيع والخوف والطمع ، وغيرها ، بالإضافة إلى القفزة المزدوجة بين الثقة والطيش ، والتي نخبرها جميعا مع التقدم في العمر . بينما يتضح العكس أكثر ، في البلاد التي تحكمها نظم تحارب الدين ، كالشيوعية مثلا ، حيث يكون كل شخص متدين صادقا بصورة عامة . والموقف العكسي بالنسبة لرفض الدين ، حيث كان يتوجب على الشخص الملحد أن يثبت ولائه للنظرية الشيوعية ( وللزعيم خاصة ) كبديل للدين والله . .... لا أريد الخوض في مسألة الاعتقاد الديني ، الخاص بالأديان والمذاهب وشخصيات الأنبياء ورجال الدين موضع تقديس أتباعهم ، بل يقتصر بحثي على المستوى الفكري _ المنطقي والفلسفي _ والموقف العقلي المشترك . 2 ما هو المستقبل ؟ ما هو التصور الصحيح ، المشترك والمنطقي ، لفكرة الله ؟ .... المستقبل هو الغد وما بعده ، بالإضافة إلى أكثر من نصف اتجاه اللحظة الآنية . ( اللحظة الآنية مزدوجة الاتجاه بطبيعتها ، حيث يتقدم الفاعل والحياة من الحاضر إلى المستقبل _ وبالتزامن يحدث العكس بالنسبة للحظة الزمن والحدث ، التي تتراجع إلى الماضي ) . المستقبل والمطلق والله واحد ، يتعذر الفصل المنطقي بين المفاهيم ( الأفكار ) الثلاثة الكلاسيكية . 3 خلال السنوات العشر السابقة ، اعتدت طرح سؤال على المقربين جدا : من عشرة ، كم تضع _ين نسبة ايمانك بالله ، أو العكس ؟ أغلب الأصدقاء ، الذكور ، يرفضون الجواب . وأما الصديقات ، فكانت الأجوبة ضمن ثلاث فئات : 1 _ أكثر من تسعة من عشرة أؤمن بوجود إله . 2 _ أقل من واحد من عشرة اؤمن بوجود إله . 3 _ صديقة واحدة فقط ، وضعت نصف أو خمسة من عشرة . .... أعتقد أن مسألة الايمان ، أو القفزة المزدوجة بين الثقة والطيش ، تتعلق بالشخصية المتكاملة للفرد . 4 مثال تطبيقي موروث ، ومشترك : يوجد خطأ في الثقافة العالمية ، لا العربية فقط ، يتمثل في اعتبار المصلحة الفردية أنانية بطبيعتها_ بحيث تقتصر على المصلحة المباشرة . وعلى التضاد مع المصلحة المشركة ، الاجتماعية أو الإنسانية أو الاثنتين معا . .... هذه الفكرة تطورت عن موقفي ، أريك فروم والدلاي لاما ، بالإضافة إلى علوم النفس الحديثة _ خاصة العلاج المعرفي _ السلوكي . أدعوك لتأمل أكثر من شخصية من بين معارفك الأقرب ، لكي يتكشف المثال بشكل واضح ، ودقيق ، وموضوعي : المصلحة الفردية أو الأنانية والمباشرة ، هي على النقيض من المصلحة الاجتماعية والإنسانية للشخص نفسه بعد العاشرة . لنحدد أكثر : المصلحة المباشرة للفرد ( الأنانية والنرجسية ) ، هي على النقيض من المصلحة المتكاملة ( والإنسانية بطبيعتها ) . مقارنة بين ياسر عرفات مثلا ، وبين محمود عباس ؟ ( أو جورج حبش ، أو نايف حواتمة ، أو الدلاي لاما ، أو هتلر ، أو أي شخصية شهيرة ومؤثرة بصرف النظر عن الموقف الأخلاقي منها ) . اخترت شخصيات شهيرة ، لتوضيح الفكرة وليس لأحكام قيمة . 5 فكرتي البسيطة ، هي على النقيض تماما من الموقف الثقافي السائد _ في مختلف اللغات _ الذي يوحد بين المصلحة الفردية والشخصية . أنا أعتقد أن العكس هو الصحيح : المصلحة المتكاملة لكل فرد إنساني بعد العاشرة ، نقيض مصلحته المباشرة ( النرجسية أو الأنانية أو الدغمائية ) . بعبارة ثانية ، المصلحة الفردية غدا ، بعد أقل من عشر ساعات ، تختلف عن المصلحة المباشرة لأي فرد ( أنت وأنا ) إلى درجة التناقض . بينما المصلحة المتكاملة والإنسانية بطبيعتها ، تتضمن الذكاء العقلي والجسدي والعاطفي والاجتماعي والروحي . هذه الفكرة ، تكملة مباشرة لفكرة أريك فروم حول حب النفس : حبك لنفسك ، او كراهيتك لنفسك ، هي ضمن موقفك من الانسان . أنت إما في موقف الحب للإنسان ، الذي تمثله أنت أيضا . أو العكس ، أنت في موقف العجز عن الحب للإنسان وغيره ، وضمنهم أنت نفسك . 6 أشعر بالصدمة إلى اليوم ، من شيوع الأفكار الخطأ في الثقافة العالمية ، وضمنها العربية بالطبع . مثالها ، أيضا فكرة منقولة عن أريك فروم : الشخصية الأنانية تحب نفسها كثيرا . يشرح أريك فروم ، ان العكس هو الصحيح : الشخصية النرجسية أو الدغمائية أو الأنانية ، وكل شخصية عصابية او سيكوباتية ، لا تحب نفسها سوى قليلا جدا ، وفي حالة خاصة ( الربح والسيطرة على الآخر ، او الخضوع لدى المازوشيين ، وغيرها ) . وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل مباشر ، حيث أن الشخصية العصابية ، تعجز عن العيش ( وحتى البقاء لوحدها عدة ساعات ) ، فهي لا تحب نفسها غالبا . .... ما علاقة الحب ، والايمان ، والمصلحة الإنسانية بالزمن مثلا ؟ اهتمامي الأساسي بالصحة العقلية ، وهو مستمر منذ ثلاثة عقود . وكانت النتيجة ، الصادمة لي أيضا ، اكتشاف العلاقة العكسية بين الحياة والزمن . نتيجة مناقشة فكرة " تغيير الماضي " . 7 العلاقة بين الماضي والمستقبل غريبة ، ولا أحد يعرفها . للتذكير : يتساءل ستيفن هوكينغ : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ .... للتذكير أيضا ، أفصل دوما بين الشخص والتعبير . وبرأيي أن السؤال سطحي ، وعديم القيمة والمعنى أيضا . المستقبل لم يحدث بعد ، فكيف نتذكره . بينما الماضي ، الشخصي خاصة ، حدث سابقا ويمكن استعادته بالتذكر . .... أرجو أن يعذرني القارئ _ة المتابع ، وأن يتسع صبر القارئ _ة الجديد . 8 فكرة الله ، وفكرة الزمن تتقاربان إلى درجة المطابقة . .... فكرة الزمن مستويين : المستوى الأول مشكلة مزمنة ، هل الزمن فكرة أم له وجوده الفعلي ؟ ما تزال هذه المسألة معلقة منذ قرون . المستوى الثاني ، الموقف الشخصي من الزمن غير مهم ، قبل حل المشكلة السابقة أو التفكير فيها لأكثر من مرة . موقف ستيفن هوكينغ ، وقبله أينشتاين ، من الزمن سطحي ومتناقض . ( ناقشت ذلك سابقا ، وأكتفي بالتذكير ) . من غير المعروف ، بالنسبة لي ، موقف ستيفن هوكينغ من فكرة الزمن ووجوده الموضوعي أم أنه مجرد عداد تمثله الساعة الحديثة بالفعل . بينما موقف أينشتاين متناقض بطبيعته ، ويشترك الاثنان في تأييد فكرة ( السفر في الزمن ، وهي نسخة عن فكرة عودة الشيخ إلى صباه ) كما أعتقد . 9 النصر الذاتي : عقلك صديقك الأول . .... تحقيق التجانس بين العمر البيولوجي والعمر الفردي ، مهمة الانسان الأساسية ، والمشتركة . عتبة النصر الذاتي ، وشرطه الثابت كما أعتقد . الفجوة بين المثير والاستجابة ، تسمية ثانية للنصر الذاتي . بالنسبة للحيوان والطفل _ة والمريض العقلي ، لا توجد الفجوة عادة . خلال تقدم العمر الفردي ، تتوسع الفجوة بين المثير والاستجابة غالبا . لا مشكلة في اتساع الفجوة ، سوى في حالة الكبت الشديد كحالة خاصة وشاذة . غير ذلك تمثل الفجوة ، ودرجة اتساعها علامة الصحة المتكاملة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب الخامس _ الفصل الثالث
-
الكتاب الخامس _ الفصل الأول والثاني
-
الكتاب الخامس _ الفصل الثاني تكملة
-
الكتاب الخامس _ الفصل الثاني
-
الكتاب الخامس _ المقدمة مع الفصل الأول
-
مقدمة الكتاب الخامس
-
الكتاب الخامس _ مشكلة العيش في الحاضر
-
الوقت الراهن ، أو فترة العيش ، طبيعته وحدوده
-
تكملة التكملة _ لماذا يتعذر العيش في الحاضر
-
لماذا يتعذر العيش في الحاضر _ تكملة
-
لماذا يتعذر العيش في الحاضر _؟ السؤال المزمن والمعلق منذ قرو
...
-
نص القارئ _ة
-
ملخص الكتاب الرابع وخلاصته
-
الكتاب الرابع كاملا _ الأسئلة السبع التي توضح العلاقة بين ال
...
-
خاتمة الكتاب الرابع
-
الخاتمة _ الكتاب الرابع
-
الكتاب الرابع _ الصيغة 4 للنظرية الجديدة
-
القسم الخامس _ والأخير
-
المشكلة اللغوية مثال جديد ، بدلالة العلاقة بين القيمة والسعر
-
تكملة ...
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|