أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - الفئران تحتفل بميلاد الجرذ..














المزيد.....


الفئران تحتفل بميلاد الجرذ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 16:55
المحور: كتابات ساخرة
    


قصة ليست للأطفال


قالت جدتي.. في حكايتها الجديدة.. عن ليلة الثامن والعشرون من نيسان:

في زمن مضى.. ما زلت أتذكر فصوله العجاف.. واتذكر الساعة والوقت.. لا بلْ تلك اللحظة بالقرب من بيت عمتي.. حينما رأيت رهطاً من الفئران تتراكض نحو كوخ قديم بجوار بيت المختار..
كانت الفئران قد قررت أنْ تجتمع في ذلك المساء.. لتحيي وتحتفل بذكرى ميلاد الجرذ الكبير.. ذلك النغل الذي ولد من تكاثر فأرة صحراوية وسنجاب اعور ذميم.. سرعان ما كبر.. وأخذ يلتهم كل شيء حوله.. يقال:
كان يأكل الحشائش والدبابير.. ويلتهم الجيف والقاذورات.. وكان يتجنب شرب المياه.. ويفضل احتساء الدماء والتهام لحم البشر.. بعد ان استطعم الموت والقتل والذبح.. وأصبحت انيابه الطويلة تطقطق.. كلما ارتعش من نشوة الفتك بمن يصبح فريسة له بين وجبات الفطور والعشاء.. التي يصعب التحكم بمواقيتها ومعرفة لحظة جوعه ورغبته في التهام أي شيء يصادف وجوده بالقرب منه..
وحينما كبر وانتفخ.. أخذ يمنح نفسه النياشين والرتب ولقب نفسه بالمهيب الركن.. واختار لنفسه يوم ولادة ومعرف ميلاد.. لا يعرف لماذا جرى تحديده بهذا التوقيت.. الذي يصادف الثامن والعشرون من نيسان.. وفرض على اتباعه في الغابة المشاركة في طقوس الاحتفال تيمناً بميلاده الميمون..
ومن ذلك العهد.. أصبحت مجاميع الفئران.. تمارس هذا التقليد.. وأخذت تتجهز وتتحضر للمشاركة والرقص في هذه المناسبة كأنه يوم عيد.. لحين حدوث عاصفة قوية.. اقتلعت مساحات واسعة من أشجار الغابة.. ترافقت مع امطار غزيرة وسيول جرفت العديد من البيوت والجسور.. ومن يومها تغيرت معالم الكثير من الأشياء.. واختفى في لجة الأحداث الجرذ القبيح.. الذي كانت تجرى له الاحتفالات الكبرى في هذا التوقيت لعدة سنوات مضت بشكل متكرر..
ويقال..
والعهدة على الراوي.. كما تقول جدتي..
ان الجرذ كان قد اختفى في حفرة عميقة.. وساعدته غريزته الحيوانية على التأقلم مع القاذورات.. ومياه المجاري.. كان يستلذ برائحتها.. وأخذ يصبغ لحيته بالتقن الأسود المتساقط في قاعها.. و"يتعطر" بما يفوح منها من روائح.. كانت تفتح خيشومه.. فينتعش ويهدأ..
وبقي الجرذ في مكمنه لحين اصطياده.. من قبل هر.. من فصيلة بزون امريكي كان على معرفة به من أيام الجمهورية ورافقه صبيحة شباط الدامي عام 1963..
واستمر في رصده وتعقبه بمساعدة من تواجد في تلك الديرة.. وتضرر من أفعال الجرذ واتباعه بعد حين..
وقالت جدتي.. موضحة تفاصيل تلك اللحظات..
حينما اقترب الهّر المذكور.. من الفتحة المطلة على حفرة الجرذ.. مسح شاربيه بكف يده.. وجلس ليشعل سيكارة روثمن بانشراح.. وبدأ يهمس..
ـ بسْ.. بسْ.. بسْ..
كررها ثلاث مرات..
وسرعان ما خرج الجرذ من مخبئه.. منفوث الشعر بلحية متسخة.. وكان السر في هذا الاستدراج للخروج من الحفرة.. كلمة السر..
بس.. بس..
التي كانت مختصراً متفق عليه.. من لقب أحد زبانيته.. ممنْ كانوا يحيطون ويحرسونه في ذلك الوقت العصيب.. وتم اختيار اسمه ليصبح كلمة السر المتداولة بينهم.. اثناء ذلك الاعصار الشديد.. بعد أن التقط الجرذ حرفين من لقب خادمه.. الحاجْ البرمكي ابو بسمان.. وهذا ما جعله يخرج ليقع في الفخ.. بعد ان انطلت عليه البسبسة في تلك اللحظات..
بس.. بس
كررتها جدتي وقالت.. مع نهاية الحكاية.. وهي تستخلص منها عبرة لتسوقها لنا..
ـ لا تهتموا يا اولادي بالفئران.. التي ما زالت تحتفل بذكرى ميلاد الجرذ..
اضحكوا.. اضحكوا عليهم.. بسبسوا لهم.. كلموهم بلغة البس التي يفهمونها..
فهذا زمن الضحك على الأغبياء.. من رهط الفئران.. وغيرهم.. ممن عبثوا.. وما زالوا يعبثون.. ويحنون للمجاري والحفر النتنة.. وأيام الجرذ وعهده المقبور..
ـــــــــــــــــــــــــ

12/5/2022
ـ اهداء ـ على مضض ـ مفروض على الكاتب.. بكل سخرية.. للذين شاركوا في الاحتفاء بميلاد الدكتاصور في احدى قرى سهل نينوى ليلة 28 من نيسان من عام 2022
ـ لدى الكاتب توثيق كامل مصور.. مع الأسماء التي حضرت.. سنعلنها لمن يرغب بالمزيد من الضحك في هذا الزمن الملتبس الذي يكاد يخلو من الفرح والمرح



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية صالح..
- رواية مخلص الصغير عن الأنفال..2
- رواية مخلص الصغير عن الأنفال..1
- كتاب يستكمل مهمة الدواعش الفاشلة في سنجار
- عن كريم أحمد الداود....
- رمزية الدائرة في المعتقدات الدينية القديمة
- رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم
- حوار مع رزكار عقراوي عن آفاق -اليسار الالكتروني-..
- المرأة التي انقذتني من موت محقق..
- رسالة الى.. الرئيس الأمريكي جو بايدن
- رسالة الى الرائد صباح الحمداني..
- كتاب كنت أتمنى ان لا اقرأه..
- اسطورة ( مير مح ) وفلسفة الموت عند الإيزيدية ..
- أبو تحسين وتلك الصور التي اعلنت نهاية الدكتاتور ونظامه الدمو ...
- برنامج القيثارة يُهين الفن والفنانين..
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق..
- وقفة مع الشاعر هوشنك بروكا بحضور إبراهيم محمود
- لإيزيدية.. محاولة للبحث عن الجذور رحلة في أعماق التاريخ
- لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!
- عن غير المؤهلين في هذا العصر


المزيد.....




- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...
- لماذا يعد -رامايانا- أكثر أفلام بوليود انتظارا؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - الفئران تحتفل بميلاد الجرذ..