أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - الانتخابات في شرح قصيدة دريد بن الصمة














المزيد.....


الانتخابات في شرح قصيدة دريد بن الصمة


الفضل شلق

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذه دعوة صريحة للامتناع عن انتخاب لوائح السلطة في الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل. لم أكن مضطراً لهذا الإعلان لموقفي لولا بعض الالتباسات التي أحيطت بالأمر، خاصة وأن العيش في منعزلي في كفريا لا يسمح لي بالإعلان عن موقفي سوى بهذه الطريقة.

أحزاب السلطة سواء كانت موالية أو معارضة شاركت فيما وصلنا إليه جميعاً، وهو إفقار المجتمع وإنتاج الكوارث وقمع وإنهاك اللبنانيين بسبب ثورة 17 تشرين. وتعاقب السلطة اللبنانيين بسبب اختراقهم في الثورة الجدار الطائفي وخلق هوية (سوبر-هوية) فوق الطوائف وعابرة لها. إذا كانت قوى السلطة قد لجأت بأجهزتها الأمنية الى القمع، ورفع شعارات طائفية لإرهاب الثوار، فإن الجزء المعارض منها قد خالف مبادئه التي تتعلّق بالاقتصاد الحر والملكية الخاصة وحرية التمويل والتحويل. تكون بذلك قد شاركت السلطة في الخروج على الدستور والقانون. هي أيضاً مشاركة في نظام رأسمالي. سمعت بالأمس أحد المرشحين المعارضين يدافع عن الاقتصاد الحر ورفع دعم الدولة عن الموارد الأساسية. ليس هنا مجال نقاش قرار رفع الدعم، لكن النظام الاقتصادي الحر لم يعد موجوداً. هم موالون ومعارضون في السلطة وللسلطة. ما زالوا يدافعون عن الأوهام من اجل التعمية الرأسمالية، وخلق الوعي وطرائق التفكير التي تمنع المواطن اللبناني الذي سُلخت عنه المواطنة، وجعله عبداً في طوابير الذل. إن مصادرة إيداعات اللبنانيين في المصارف مهما كانت التبريرات هو خرق للقانون والدستور، وهو في نفس الوقت تضييق لمجال الملكية الخاصة وتقليص لها، بتجريد جزء كبير من اللبنانيين من ملكيتهم. الخوف أن يتطوّر الأمر الى سلخ الملكية العقارية، أي ما يسمى الأموال غير المنقولة، بطريقة أو بأخرى. وقد حدث ذلك في تاريخ الرأسمالية وفي كل نظام رأسمالي خلال القرون الخمسة أو الستة الماضية. مصادرة أملاك الضعفاء والمشاعات في كل قرية أو مدينة هي أساس قامت عليه الرأسمالية وما تزال. كان هذا قاعدة التطوّر الرأسمالي الذي أدى الى مزيد من إفقار الناس وسلب ملكيتهم.

دفاعهم عن المصارف، سواء كانوا في السلطة أو معارضين لها، مبني على المقولة الإجرامية التي قادتهم الى فرض الاستنتاج أن المصارف لا يجوز أن تفلس. لكن يجوز أن يفلس المواطنون المودعون، خاصة أصحاب الودائع الصغرى. سقطوا في امتحان النزاهة الفكرية، إذ لم يجيبوا صراحة أو مواربة عن العقيدة التي تمارسها السلطة، وهي أن المواطنين من الطبقات الأدنى يجوز، بل يجب أن يفلسوا، وأن المصارف لا يجوز أن تفلس، دفاعاً عما أسموه النظام الاقتصادي الحر الذي لم يعد موجوداً. إن الودائع في المصارف دين عليها، ومهما كانت اللائمة على “الدولة” أو المصرف المركزي، أو وزارة المال أو غيرها، فإن الدين (الإيداعات) يجب أن يسدد لأصحابه (المودعين). وفي القانون أن من لا يسدد دينه يجب أن يُعاقب. في العصور القديمة كان من لا يسدد دينه يعاقب بأن يصير عبداً.

خلق أهل السلطة الأزمات المتتالية لانهاك الناس وذلهم. أزمات مثل الانقطاع الدائم للكهرباء، وندرة المحروقات وأسعارها، وارتفاع سعر ربطة الخبز والسلع الأخرى، والتزوّد بالمياه، الخ… وأما طوابير الذل فالكل يعاني منها. وصولاً الى تعدد أسعار العملة الوطنية بالدولار، فهو لا يحدث إلا في أنظمة انعدم فيها الاقتصاد الحر. هذا التعدد يعني أن من يسحب قليلاً من الدولارات، أو لديه بعضاً منها في خزانته، فهو يُعطى منها ما يقل عن 15%، وعندما يذهب لشراء حاجياته، يجد أن ما لديه بالليرة يكفي لجزء مما كان يشتريه. وذلك بسبب التضخّم أي الغلاء. والحديث المنتشر حول تخزين بعض الدولارات في البيوت، هل يعني إلا أن العين هي على ما في جيوب الناس أو خزائنهم؟
عن الحجة المنتشرة لدى بعض أهل السلطة والقائلة “ما خلونا”، فهي عذر أقبح من ذنب. أنت لا تعتلي كرسي السلطة، أو يفترض بك أن لا تفعل، إلا إذا كنت تعرف البلد ولديك الحلول وتمارس السياسة من أجل التنفيذ. لا مبرر للعجز، والعجز عن الاعتراف بالعجز عجز أكبر.

عن الثورة وما يقال أنها فشلت، هذا الكلام في غير محله. الثورة لا تنجح ولا تفشل. هي حدث. والحدث حصل. ما كنا نتوقعها وليس لدينا المبرر للقول عن نتائجها. والحمد والشكر أنها حصلت أو حدثت. هي تعبير حقيقي عن حيوية المجتمع.

الولاء الوحيد والمبرر والمصيب هو للثورة. حينذاك صوّت الناس بأقدامهم. عبروا عما يجيش في صدورهم. الانتخابات الراهنة لن تعكس إرادة الناس. الانتخابات ليست الديمقراطية، لكنها ضرورية على طريق الديمقراطية. وعلى المواطن أن يصوّت أو يقترع كما يشاء ولمن يشاء. إذا لم نشارك في الحياة العامة ستكون النتائج أسوأ.

لن أطيل الحديث. أختم مع بيت من الشعر قاله دريد من الصِمة:

“أَمَرْتُهُمُ أَمْرِى بمُنعَرَجِ اللِّوَى … فلم يَسْتبِينُوا الرُّشدَ إِلا ضُحَى الغَد”

الأمر هنا بمعنى النصيحة ولا فرض الرأي.
ملاحظة: “منعرج اللوى” اسم موضع.



#الفضل_شلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوية الحزب الديني تميزه عن الحزب الطائفي
- الحزب الشيوعي اللبناني: أوهام جديدة بخطاب قديم
- الإرادة فعل ومعرفة
- المؤتمر الخامس للمنظمة الشيوعية سابقاً اليسارية حالياً نقد و ...
- كسب الحرب وخسارة النتائج السياسية
- هستيريا الحرب بعد الكورونا
- انتصار ثقافة العمامة على ثقافة الحداثة عندنا
- أوكرانيا: أنذال يأخذون قرار الحرب أو اللاحرب. وفي الحالتين ا ...
- الثورة بحدوثها، بنتائجها أو أسبابها
- دفاعا عن المجتمع المفتوح
- الوباء وتهميش الإنسان
- كيف يقبض العرب على زمام التاريخ
- أحزان مواجهة الامبراطورية العظمى
- أحزان الامبراطورية
- التحوّل من دولة فاشلة الى مجتمع فاشل
- أحزاب السلطة تريد دولة فاشلة
- لا خوف على الدين من الغزو الثقافي
- الدولة: الانتظام والنزاع ٢
- الدولة بين الانتظام والنزاع
- بؤس محاولة أسلمة العلوم الحديثة


المزيد.....




- السعودية.. شقيقة الأمير الوليد بن طلال وابنة الأميرة منى ريا ...
- البحرية الكورية الجنوبية تجري أول مناوراتها في 2025
- عبد العزيز آل سعود: كيف استطاع -نابليون العرب- توحيد المملكة ...
- في ذكرى 6 يناير.. ذكريات الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي ...
- عودة ترامب تربك حسابات أوروبا في علاقاتها بروسيا وأوكرانيا
- عاصفة تهدد 62 مليون أمريكي
- انهيار جسر في ولاية أوريغون أثناء مرور قطار شحن عبره (صورة) ...
- أنقرة: نحو 40 ألف سوري عادوا من تركيا إلى وطنهم منذ الإطاحة ...
- مشروب بثلاث مكونات قد يساعدك على -تنظيف القولون وفقدان الوزن ...
- -آبل- تتوصل لتسوية بقيمة 95 مليون دولار في قضية التجسس على م ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - الانتخابات في شرح قصيدة دريد بن الصمة