أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ليس سيئا إلى هذه الدرجة ..














المزيد.....

ليس سيئا إلى هذه الدرجة ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأيى الشخصى أن إعادة الجدل مرارا حول عدم جواز الترحم على من مات من المسيحيين أو عدم جواز تهتنئتهم بأعيادهم ليس سيئا لهذه الدرجة ، بل اننى اتجاوز واقول أنه ربما يكون مفيدا !!

ولكى لا ننسى فإن لسان هذه التيارات المتشددة وافعالهم تؤذي المسلمين أنفسهم أضعاف ما تؤذى المسيحيين ..

ووجه الافادة فيه كالاتى ..
١ - هو تذكير دائم بما فعلته وتفعله تيارات سياسية ودينية لعبت بوعى وعقول المصريين لعقود طويلة ، وشوهت فهمه للدين وللحياة ، وبالتالى هو رفع مباشر ومستمر لمستوى وعى الناس لمدى خطورة هذه التيارات ..

٢ - أن هذه التيارات لها وجودها الواقعى ، وهى موجودة فعليا وتمثل جزءا من المشهد الدينى والسياسي فى العقود الأخيرة . إن وضع الرؤوس فى الرمال واصطناع أنها غير موجودة وغير مؤثرة لن يفيد ، وبالتالي فإن محاصرة ضررها ووضعه عند حده الأدنى هو الواجب الآن ، حتى تبين ظروف تنتهى فيه تلك الظواهر الشاذة ..

٣ - هو تذكير دائم بأن اجتهادا جديدا وفهما مستنير للدين أصبح واجب اللحظة على فقهاء المسلمين ، وإذا كان المسلمين دائما ينادون بفتح باب الاجتهاد في الدين طبقا لتغير العصور وطبيعة الحياة ، وطبقا للمقولة الشهيرة بأن الدين صالح لكل زمان ومكان فقد حان الوقت لوضع ذلك موضع التنفيذ ..

٤ - هو تذكير دائم بمدى خطورة هذه التيارات ، ليس فقط على الوعى والعقول ، ولكن على سلامة البلاد ووحدتها ، فهى فى النهاية عامل فرقة ، وإذا ترك الحبل لها تحولت الفرقة إلى شقاق ثم إلى نزاع ثم - لا قدر الله - الى حرب أهلية بين المصريين ..

ولا يظنن أحد أن فى ذلك مبالغة ، لكن تشظى أى بلد وضياع وحدتها يبدأ فى العقول أولا ، ومع ترك مساحة له يتحول ما فى العقول إلى أقوال ثم إلى أفعال ..
وبالتالى فإن تذكير هذه التيارات المستمر للناس بوجودها ومدى خطورتها هو جرس إنذار دائم بأن الخطر قائم ، وأن الشرارة قد تتحول إلى حريق فى أى لحظة ..

٥ - هو إحراج دائم لأصدقاءهم من بعض الليبراليين واليساريين الذين يتعامون عن خطورة هذه التيارات ، ويدافعون دوما عنها ، ويرون أن من حقها التواجد فى الحياة العامة ، وأن الاختلاف معها اختلاف سياسي ، بينما تناقضهم الأكبر مع " العسكر " كما يقولون !!

وربما يسأل سائل ..
وما العمل إذن مع هذه التيارات المتشددة التى وجد بعض أفكارها طريقه إلى عقول كثير من المصريين ؟!

والجواب .. حقيقة لا أدرى !!
ولكن رأيي أن ذلك لن يستمر إلى الأبد ، فلكل عصر أفكاره التى تعبر عنه ، والتى تجد من يحاول أن يدفعها إلى المقدمة ، بالمال والإعلام والجهد ..

لقد أنفقت السعودية فى الماضى القريب عشرات المليارت - بأمر مباشر من الامريكان والإنجليز - وكما أعترف محمد بن سلمان نفسه ، على هذه الأفكار والتيارات ، وتنفق اليوم قطر عشرات أخرى من المليارات - بأمر مباشر من الامريكان والإنجليز أيضا - على نفس تلك التيارات والافكار ونشرها ..

أى أن هذه الأفكار لم تنشأ وتنتشر بين الناس بصورة طبيعية ، بل بقصد وجهد ومال وإعلام ..

ومن يصدق مثلا أن الجامعات البريطانية والأمريكية تدرس - وتحث الآخرين على درس - إبن تيمية أكثر مما تدرس محمد عبده ، وأن أفكار سيد قطب وكتبه تجد دائما من ينشرها على أوسع مدى ، فى حين لا تجد أفكار الشيخ محمد أبو زهرة أو أمين الخولى من يتذكرها أو حتى يتذكر صاحبها !!

هناك قصد إذن فى اختيار آراء معينة ورجال معينين ونشر أفكارهم لأهداف محددة !!

إن تلك التيارات تجد دعما كبيرا من دول لا تريد لهذا البلد وهذه المنطقة أن تقوم لها قائمة ، وظنها أن زرع عوامل الفرقة بين اديانها هو السبيل الأمثل لذلك ، وبالتالى فقوة هذه التيارات مرهون باستمرار قوة هذه الدول ودوام سيطرتها على منطقتنا إلى الأبد ، وهو ما لا يمكن أن يسلم به أحد ..

لكن يقظة المجتمع الدائمة ، وفهمه للغرض النهائي لهذه الأفكار والتيارات التى تمثلها هو الضمانة الوحيدة لحصرها فى نطاق تجمعات محدودة ..

ولحسن الحظ أن هذه التيارات جاهلة وضيقة الأفق ومتعصبة ، والأهم أنها بغباءها ورعونتها لا تترك فرصة للناس لكى تتجاهلها أو تنسى حقيقتها ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. بين الأمس واليوم
- هل هو فجر عصر جديد ؟
- أنظروا في المرآة !
- يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين ؟!!
- عصر الإيمان
- الشك والإيمان .. والسياسة
- قبلة الموت .. الدور الإسرائيلى الجديد والغريب في العالم العر ...
- لماذا يعشق الغرب الديموقراطية إلى هذه الدرجة ؟!
- الاقتصاد والمخابرات ..
- عالم أعيد بناءه
- مريض نفسى !!
- صراع من أجل الحياة .. وليس صراع من أجل الاقتصاد .
- ما معنى ما يحدث في أوكرانيا ؟
- اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها
- الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس
- قصر نظر لا ينتهى


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ليس سيئا إلى هذه الدرجة ..