أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زوهات كوباني - العقلية الذكورية في مواجهة النهضة الجنسوية














المزيد.....

العقلية الذكورية في مواجهة النهضة الجنسوية


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 09:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


معلوم لدى الجميع هيمنة الرجل بعقليته الذكورية على مقاليد الامور في المجتمع والحياة منذ ان سلط على الحكم فيها، وجعل من استعمار للمرأة استعماراً جنسياً يتجاوز الاضطهاد الطبقي والقومي والفئوي، بحيث وصل الامر الى وصف كل ما يتعلق بهذا الجنس بدءاً من اعضائها الى حركاتها وتصرفاتها الى نمط تفكيرها موضع الاستهزاء والاستصغار والضعف والمحرمات والعيوب والخطيئة وو...الخ.

نتيجة العقلية الذكورية المهيمنة على طبيعة الحياة والمجتمع، فسرّ وحللّ الرجل كل شيء في المجتمع والحياة وفق عقليته هذه، حتى ان المراة نفسها دخلت تحت هذا التاثير واصبحت تفكر وتحلل وتنظر الى الامور وفق تلك المقاييس التي حددها الرجل وأصبح لايتجاوز نمط تفكيرها ونظرتها الى الامور تفكير ونظرة الرجل لها، دون ان تدرك ان هذه الافكار هي العامل الاساسي في استعمار جنسها. فقد سيطرّ الرجل بعقليته الذكورية على السياسة والاقتصاد والدين والميتولوجية والعلم والفلسفة في جميع الميادين، وبدأ كل شيء في المجتمع يتخذ ويصبغ بصبغته، لذلك فان كل تحليل وفق هذا الجنس كان يواجه بالرد والفناء ويٌوصف بالخرافات والجنون لعدم الثقة بحقيقة قدرة الجنس الانثوي، لان هذا ما كان مترسخاً في عقليته الباطنية وحتى في صبغياته.

ان صراع المرأة مع هذه العقلية الذكورية وتجاوزها والانتصار عليها هي من المهام الاولى والاساسية، ويتطلب اظهار حقيقة وعي جنسها بشكل علمي وموضوعي دون الدخول في النظرة الانكارية والذاتية والانانية والتخلص من النظرة الدونية، وتحليل كيفية سيطرة الرجل على مقاليد الامور في الحياة والمجتمع والعوامل التي ساعدته في ذلك وكيفية التغلب على تلك العوامل والظروف وذلك بخلق وابداع ظروف جديدة تعطي الفرصة لها في اظهار قدراتها وطاقاتها. فالانكار لا يمكن ان يٌرد بالانكار والانفعالية، بل يتطلب الرد عليه بالموضوعية والعلمية، وايجاد الارضية التي تنافي مثل هذه العقليات والافكار.

ان هيمنة العقلية الذكورية بدأت مع سيطرة الرجل على مقاليد الامور، وجعل كل شيء في المجتمع يصٌبغ بصبغته، بدءاً من الفرد الى العائلة الى العشيرة والقبيلة والمدينة والدولة وكل المؤسسات المرتبطة بها والمتفرعة عنها من سياسة وتنظيم ومؤسسات وطراز حياة ومعيشة، وكل ماعداه اعتبر ويعتبر من المحرمات وحتى الكفر والزندقة والبطلان. فاصبح المقاييس تاخذ في كل الامور صبغة الذكر هذا. ولكن هذه العقلية لم تكن مهيمنة عبر التاريخ فقد شهدت ما قبل هذه المرحلة مراحل تتخذ فيها صبغة المرأة حيث كان الحياة عبارة عن حياة طبيعية ومساواة قريبة من البيئية الايكولوجية، وهذا ما تظهره الكثير من الدراسات التاريخية واللقى الاثرية والميتولوجيات، ومع دخولنا في القرن الواحد والعشرين والتطورات التي خلقتها الثورة العلمية التقنية وثورة الاتصالات جعلت من المساوئ التي كان يعتبرها بالنسبة للمراة في القرون السحيقة الماضية تتحول الى محاسن ، وسحبت البساط من تحت قدم الرجل الذي كان يستغل محاسنه وقدراته العضلية والعقلية وغيرها، واصبحت المراة تاخذ مكانها في العلم والدراسة وجميع ميادين الحياة بعد ان كانت محاصرة في البيت في المطبخ وتربية الاطفال والانجاب، لذلك فقد بدأت هذه القوالب تتشقق ويظهر الجديد رويداً رويداً، وتتخذ المرأة دورها ومكانتها في المجتمع والحياة بدءاً من النظام والتنظيم الى السياسة والعلم وجميع الميادين تعيش نهضتها الجنسوية.

الرجل الذي كان سيد الامور عند رؤيته لهذه المسائل بدأ يعمل على اظهار العراقيل، او القيام ببعض التجديدات والاصلاحات من اجل الاستمرارية والبقاء واطالة الحياة السياسية والادراية والسلطوية، ولكن ينسى ان الجدران التي تشققت معرضة للانهيار لا محال ولا يمكن العودة الى الماضي الذي كان بمثابة الجنة للرجل والجحيم للمرأة، ولم يعد يكفيه الرتوش والتدهين بل لا بد من التحليل الموضوعي لحقيقته واجراء التحول الحقيقي في شخصيته بالخلاص من هذه العقلية التي اصبحت السبب في المشاكل والازمات ليس فقط له ولعائلته بل للمجتمع والحياة الى ان وصل الامر به الى تهديد المجتمع والحياة والبيئة، فقبل كل شيء يجب ان تدرك المرأة انه لم يعد للرجل سوى اعادة النظر في حياته السابقة، ولا بد للمرأة من متابعة الخطى في ثورتها الجنسوية والاصرار في المسير. ان اعادة صبغة المرأة على طبيعة الحياة هو المؤشر على التوجه نحو الطريق الصحيح، الذي يقود الى العدالة والمساواة والجمال والانسانية.



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية بين المهام والتقاعس
- دعاة القوموية في مواجهة مشروع الكونفدرالية الديمقراطية
- صمت المثقفين إزاء الحشود التركية وقصف قرى جنوبي كردستان
- زمن المفارقات
- هل تنجح تركيا في مناوراتها السياسية
- رسالة الى الوطنيين الكرد بمناسبة اعلان كوكبة من الشهداء في غ ...
- المراة وصراع الحرية مع الرجل
- رسالة الى دعاة ذوي الضمائر الحيٌة ..
- الطرح الكردي بين القول والفعل
- التنظيم بين العقلية الفردية والمؤسساتية
- صلاح سعد الله والقراءة الخاطئة لاوجلان
- الموقف والحقوق من قتل المناضلين الكرد والاطفال بالاسلحة المح ...
- نوروز 2006 ، نوروز الاستفتاء ،
- رسالة ماكو ، قامشلوا ، حلبجة شمدنلي الى نوروز 2006
- قراءة في عقلية الرجل والمراة بمناسبة الثامن من اذار يوم المر ...
- الحركة الكردية وانتفاضة الثاني عشر من اذار
- سورية والملف الكردي
- نحو تحقيق الاهداف في عام جديد
- قراءة مقارنة في قصة كليلة ودمنة
- العلاقة بين التبعية والاستقلالية في الواقع الكردي


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زوهات كوباني - العقلية الذكورية في مواجهة النهضة الجنسوية