أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبري الرابحي - تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل














المزيد.....

تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7244 - 2022 / 5 / 10 - 21:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من الواضح أن الوضع السياسي في تونس ساخن جدا تماما كصفيح رهاناتها الإجتماعية.لقد إنتقلت حرب الفرقاء بإمتياز إلى العالم الإفتراضي حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دور الرقعة التي لم ترد لها بعد منظومة 25 جويلية أن تكون مجمعة للمختلفين على قاعدة الإصلاح و تحميل المسؤوليات.التونسيون أنفسهم يراقبون بدهشة توالي التسريبات المسجلة لما يبدو أنه مكالمات هاتفية للمديرة المستقيلة لديوان الرئيس قيس سعيد. هذه المرأة شكلت لوقت طويلاً صندوق الإئتمان الرئاسي لكبرى أسرار الدولة كما مثلت بالنسبة للكثيرين المرأة الحديدية في الفريق الرئاسي خاصة بعد 25 جويلية و ما إقتضته اللحظة من تضامن متناه لمواجهة المعارضة التي أخذت في الإنتظام بأكثر براعة أمام ضبابية الرؤية و إستعجال الشارع للإصلاحات الموعود بها حتى و إن لم تكن واقعية في مجملها.
من ناحية أخرى شكلت هذه التسريبات دليلا آخر على وهن فكرة الفريق بما يقتضيه من إنضباط و إلتزام سواء خلال الإنتظام فيه و حتى بعد المغادرة، حيث لم يتسنى لأحد أن يحدد الفترة الزمنية لهذه التسجيلات. كما شكلت أيضاً دليلا على تجند الأطراف لتأمين المكالمات و غيرها من اللقاءات لساعة الصفر في خصومات أجنحة الحكم، حيث كان واضحا للتونسيين الصراع الخفي بين المقربين من الرئيس و لم يستطع أحد أن يتبين سبب ذلك إن كان متعلقا بحرب التموقع أو التخطيط أو حتى الخلافة.
و بخصوص المسألة الإجتماعية فقد بدأ التونسيون في إستشعار الأزمة الخانقة و التي صارت إرتداداتها تهدد قوتهم اليومي و تؤثر على ما إعتبروه مكاسب مواطنية مقدسة لا مجال للتراجع عنها مثل إنتظام الأجور و زياداتها الدورية و سلاسة التزود بالمواد الأساسية و حتى حقوقهم المدنية و حرياتهم في علاقة بالتظاهر و الإحتجاج و التجاهر بالموقف السياسي دون قيد أو شرط و هو ما تنفيه السلطة الحاكمة بشدة كل ما أتيحت لها الفرصة، غير أن التهديد الحقيقي هو شعور التونسيين بأن الخطر الداهم لم يعد يتوقف على إستبدال الطبقة السياسية الحاكمة فقط و إنما القطع مع أسباب و مسببات الأزمة التي مست كل الطبقات تقريباً.
كما أن تباطئ الرئيس و طرحه لبدائل إعتبرها الكثيرون غير معقولة كالإستشارة و الإستفتاء و إحداثه لقطيعة شبه دائمة و أزمة تواصل حقيقية مع كبرى المنظمات الوطنية و على رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل ينبئ بتواصل الأزمة كما يشير إلى نية حصر دور هذه المنظمات في التوافق حول الإصلاحات التي يطرحها صندوق النقد الدولي بما يجعل هذه المنظمات شريكة في تقاسم الأعباء الإجتماعية و الإقتصادية لهذه الإتفاقية و في نفس الوقت خارج دائرة الإهتمام أو الحوار في ما يخص الأزمة في مجملها.
و الثابت أن التغافل عن أهمية الزمن السياسي و عدم تسريع الخطى سوف يعمق الأزمة و يضاعف التكلفة الإجتماعية للإصلاح خاصة إذا ما إعتبرنا أن الثقة المتبقية في منظومة 25 جويلية أصبحت متهالكة أما تعدد الشعبويات التي تبشر بتونس أخرى ممكنة في إطار التجارب التي أنهكت الوطن. كما لا يخفى على أحد تنامي الخوف من الحد من الحريات و تهديد السلم الإجتماعي من خلال توليد الضغط على الطبقات الشعبية و الإكتفاء بالمعالجة الأمنية و هي جميعها ظروف تؤثر سلبا على مناخ الإستثمار الذي يكاد ينعدم في ظل مناخات التخوين و التناحر و التنافر حول حوار جدي جامع يضع الأسس الحقيقية للإصلاح.
فأي أفق للأزمة التونسية في ظل هذا التنافر القطبي الذي يهيمن على المشهد السياسي و أي تأثير له على مستقبل البلد؟
أما آن الأوان لحل أزمة التواصل بين جميع الأطراف من أجل إنقاذ حقيقي يقطع مع الشعبوية و الإيهام بأن كل شيء على ما يرام؟



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم
- الوجه الآخر للنزاع المغاربي
- : -تونس، ديبلوماسية الحزب و الفرد في زمن الكورونا-
- تونس، وباء الكورونا أم الليبرالية؟
- تطرف النظام.. إلى أين؟
- جياع في خنادق السياسة
- إن لم تكن فلسطين قضيتك...فلست إنسانا
- تونس:الإعلام الرسمي المشهدي في العهدين
- إيفر غيفن-مصر و إدارة الأزمة
- فايروس كورونا... صديق الرأسمالية
- تونس: أسبوع الكيوي


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبري الرابحي - تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل