أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان














المزيد.....

سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


تشكل دور السينما فيما مضى محطات استقطاب جذب مختلف شرائح المجتمع العراقي، ولعل الأفلام الهندية كان لها النصيب الأكبر من المشاهد لدرجة أن بعض الدور اختصت بهذا النوع من الأفلام. ويعد نجم السينما الهندية اميتاب باتشان من أكثر الممثلين في نفوس الشباب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ،وأكثر ما يثير اهتمام تسريحة شعره التي ينز منها الدهن، وحركاته الراقصة وملابسه الجميلة بحيث تستهوي اغلب الشباب في تقليده ومتابعة أخبار أفلامه حتى أصبحت صوره تعلق في الغرف وعلى الكتب المدرسية.
تعد سينما علاء الدين في مدينة الثورة ( الصدر حاليا) واحدة من داري السينما بعد الرافدين ،وكانت هذا الدار يجتذب الكثير من أبناء المدينة بما تعرضه من أفلام لاسيما الهندية ذات التأثير في المباشر في النفوس لدرجة التناقض حيث تُجتمع الدموع مع الفرح والرقص مع الموت والغناء مع رائحة البارود. هذه المشاهد تثير محبي هذا النوع من الأفلام في الحصول على تذكرة في السطر الأول، ولكن هذه الغاية دونها أهوال ومصاعب لابد من فدائي شجاع تتخطى الصفوف حتى شباك التذاكر مع خسائر بسيطة من تمزيق الملابس والخروج بفردة حذاء واحدة وغيرها من خسائر معركة شباك التذاكر. وقد يكون فيلم الشعلة الهندي(من أخراج راميش سيبي ومن بطولة أميتاب باتشان،دارمندرا ديول،سانجيف كومار،هيما ماليني،أمجد خان ، انتاج سنة 1975) من أكثر الأفلام مشاهدةً لدرجة أن الكثير عمدَ إلى مشاهدته أكثر من مرة. حفظ هؤلاء الشباب حركات الفيلم وأغانيه فضلا على اسم (جبارسنك) الشخصية الشريرة التي نالت حقد وانتقام الجميع. وفي اغلب الأوقات تكون مقاعد السينما مشغولة مما يضطر بعض محبي أميتاب إلى افتراش الأرض متحملين بقايا (تكريز الحب) الذي يسقط كالمطر على الروؤس والأكتاف. مع هذه الأجواء يسود الهدوء لدرجة انك عندما تلقي بإبرة تسمع صوتها، ويكسر هذا الصمت عامل السينما ومع مصباحه باحثاً عن مكانٍ فارغٍ لأحدهم الذي حضر متأخراً. الكل مشدود مع الفيلم الذي ينتهي بتفاعل ودموع تنهمر من العيون، وهم يتابعون موت البطل وكيف ضحى في سبيل صديقه، وأحياناً يفقد احدهم شعوره، ويخرج عن صمته عندما يشاهد الرجل الذي قطع (جبار سنك ) كلتا يديه، وكيف اختراع حذاءً ذو مسامير تنغرس في جسم الخصم. انه السلاح السري الجديد الذي ابتكرته معركة الخير ضد الشر. رجل قوي البنية ، شر يتطاير من عينيه وآخر بلا يدين هذه من مبالغات السينما الهندية التي تزل كالبلسم على الجروح.
سينما علاء الدين التي تقع خلف سوق الأولى كانت منصة للمشاهدة الأفلام تحولت إلى غرضٍ تجاري آخر، لتطوى فترة مهمة من تاريخ السينما استطاعت أن تكون سلوى للكثير الذين يهربون من التلفزيون الأسود والأبيض وما يعرضه من أفلام ما خلا فيلم العربي في الساعة الرابعة عصراً في يوم كل جمعة حيث تعد الأسر نفسها لاقتناص لحظة حلوة يراد لها أن تكون حاضرة في ذاكرة الأجيال.
اليوم شاخت دور السينما وهجرها روادها، وتحولت إلى مخازن ، وفي حين عششت العناكب وغبار الزمن في أركانها، وتحول أميتاب الشاب الأسمر ذو الشعر الأسود المُسرح اللماع لكثرت الدهن إلى عجوز وقد كسا الشيب لحيته ورأسه، وأصبح غير قادر على القيام بتلك حركاته المبهرة التي كانت ضربا من المستحيل، انه الزمن الذي يفني كل الأشياء، ولكن لا يمحو الذكريات الجميلة .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان