أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صوتي في مسلسل -الاختيار-














المزيد.....

صوتي في مسلسل -الاختيار-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنتُ في حفل "إفطار الأسرة المصرية" على شرف الرئيس السيسي، وبعدما خرجتُ إلى سيارتي وفتحتُ هاتفي، غمرني سيلٌ من الرسائل على تنويعة: “كنتي منورة في الاختيار- سمعناكي في حلقة النهارده شابوو- مصر لا تنسى نضالكم- فرحت لما سمعت صوتك في الاختيار- الاختيار خلّد كفاحكم في اعتصام المثقفين .… الخ” ولم أفهم معنى تلك الرسائل إلا بعد عودتي للبيت ومشاهدة الحلقة 25 من مسلسل "الاختيار"، ذلك العمل الدرامي العظيم الذي خلّد عظمةَ شعبٍ، وفروسية قائدٍ، وبسالةَ جيشٍ، في مواجهة الطاغوت الإخواني الأشِر. كانت سعادتي بالغةً حينما ظهر صوتي في تصريح لإحدى وكالات الأنباء في "اعتصام المثقفين" التاريخي أمام وزارة الثقافة، نهتفُ ضدَّ الإخوان الذين سعوا إلى تشويه الهوية المصرية وتدمير قواها الناعمة، ونطالبُ بإقالة وزير الثقافة الإخواني "علاء عبد العزيز" بعدما حاول استلاب "دار الأوبرا المصرية" وإقالة د. “إيناس عبد الدايم" مديرة دار الأوبرا آنذاك، ومكثنا في الشارع شهرًا حتى التحم اعتصامُنا بثورة 30 يونيو التي أطاحت بالنظام الإخواني العميل.
(موعدنا 30 يونيو). تلك كانت العبارة التي أختتمُ بها جميعَ مقالاتي منذ قررنا تطهيرَ عرش مصر من سرطان الإخوان وإسقاط الجواسيس الذين سرقوها بليلٍ، فيما نحن غافلون. على مدى شهرين كاملين بدأتُ الحشدَ لذاك اليوم العظيم بكامل عُدّتي وأسلحتي: (القلمُ) في مقالاتي، (الحاسوبُ) في التغريدات والبوستات، (الحنجرةُ) على شاشات الفضائيات والإذاعات والمحاضرات، (اللافتاتُ) في الطرقات والشوارع، و (قلبي) الذي كان ينفطرُ خوفًا على وطني. تخلل ذلكما الشهرين (اعتصامُ المثقفين)، الذي أشرق غُرّةَ يونيو 2013، وانتهى بإسقاط الإخوان. انطلقنا من دار الأوبرا المصرية في مسيرة راقية حتى مبنى وزارة الثقافة بالزمالك، محل الاعتصام. وتصاعدت مطالبُنا من إقالة وزير الثقافة الإخواني (عدو الثقافة والفنون)، إلى إسقاط "مرسي العياط" (عدو الوطن) وجماعته. رددنا على خطاب مرسي المتوعّد لنا، بالغناء والرقصات الشعبية وقصائد الشعر الوطنية. وشاركتنا جموعُ الشعب من المارّة وحُراس العقارات المجاورة وسُيّاس الچراچات. وكان الفنان الجميل "عزت أبو عوف" يُلقي علينا قطع الشيكولاتة من شرفة منزله بالزمالك. "اعتصام المثقفين" كان بحقٍّ تظاهرةً شعبية راقية بالغة الجمال. من داخل الاعتصام هتفتُ في وجه الإخوان: (أهلا بكم في عُشّ الدبابير، موعدُ رحيلكم آنَ أيها الإخوان). التحمَ المثقفون والفنانون والأدباء على قولٍ واحد وقرارٍ وحيد: إسقاط حكم المرشد. في عهد الإخوان الرديء، خرج أحدُ أعضاء مجلس الشورى بحزب النور السلفيّ، وهَرَف قائلا: (الباليه فنّ العُراة)!! وأفتى بتحريمه! يومها سألتني صديقتي الباليرينا النحيلة "نيفين الكيلاني" والدمعُ في عينيها: (هل نحن عُراة؟! هل تبدو أجسامُنا مثيرة للشهوات ونحن نرقصُ الباليه؟) وأجبتُها: (من تُثِر شهواتِه الفراشاتُ، فعيناه ليستا في رأسه، بل في مكان آخر!). يومها أيقنتُ أن إسقاطَ الإخوان، بات قابَ قوسين أو أدنى. فالإخوانُ وحزبُ النور وتيارُ الإسلام السياسي والتكفيريون، جميعهم تنويعاتٌ مختلفة على نغمةٍ نشازٍ: تكره العلمَ والفنَ والحياة، بقدر ما يكرهون الوطن، وهذا لا تسمح به مصرُ.
يومها كتبتُ مقالا شكرتُ فيه ذلك التكفيريَّ لأنه فضح فكرَهم الظلامي الذي يسعى إلى تدمير قوى مصر الناعمة، وطلبتُ من فرقة باليه القاهرة أن يهبطوا من برجهم العاجي/ خشبات مسارح الأوبرا، ويقدموا الباليه للناس في الشارع، كما كان يفعل فنانو تروبادور في أسبانيا. واستجابوا ورقصنا معهم أمام مبنى وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر. أمسك بيدي راقصُ الباليه الأول بمصر "هاني حسن" وراح يعلّمني خطوات رقصة "زوربا" ومعنا مئات المصريين من مختلف المشارب والمستويات. أقسمنا نحن المثقفين ألا نفُضَّ اعتصامَنا، حتى لو أُقيل الوزير الإخواني، لكي يلتحمَ اعتصامُنا بثورة 30 يونيو الشعبية الخالدة. وكانت لوحةُ المثقفين التي رسمناها بالاعتصام هي القطعةَ الفنية الأرقى والأجمل بين كل ما أنتجته الشعوبُ من قطع فنية حيّة. وحين أشرقت شمسُ30 يونيو، هدرت جموعُ الشعب من كل صوب تنادي بسقوط الخونة عن عرش بلادنا. وجرت المياهُ في نهرٍ صافٍ جديد.
بدأ الرئيسُ "عبد الفتاح السيسي" مشوارَ التنوير الصعب منذ يومه الأول في الحكم عام 2014، ومازال الطريقُ طويلا وشائكًا. لأن البناءَ عسيرٌ بعد عقود من الهدم الظلامي المنظّم بدأه أعداءُ مصر منذ نصف قرن يضربون خاصرة مصر بمعاول التكفير والتجهيل ومحاولات تشويه الهوية المصرية العريقة. في كل خطابٍ وفي كلّ مناسبة، يُصرًّ الرئيسُ السيسي على إضاءة شمعةٍ أطفأها الظلاميون هنا أو هناك في جنبات الوطن. وعلينا جميعًا أن ندعمَه في مشواره الشاقّ حتى ننهضَ بمصرَ؛ ويغمرَ قلبَ مصرَ الفرحُ، وتحيا مصر.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحيون ...يغنّون لعيد الفطر
- هدايا/رسائلُ الرئيس السيسي في إفطار الأسرة المصرية
- أسبوع الآلام... وأسبوعُ الأعياد
- هؤلاءِ كلُّ مَن أحببتُ!
- السحورُ على شرف النسيج المصري
- نجدلُ من السَّعفِ تاجًا للوطن
- تشويهُ حائطٍ … بكلماتٍ عظيمة!
- الإفطارُ الرمضاني على المائدة الإنجيلية
- الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية
- رمضان كريم … والهدرُ غيرُ كريم
- رمضان كريم … في بلادي الجميلة
- الرئيس السيسي: المرأةُ المصرية … مفتاحُ حياة
- في حضرة الطيبات والطيبين ... المنسيين!
- ما هديتُك في عيد الأم؟
- الستّ نعيمة … مبسوطة جديدة ...تحسبُهم أغنياءَ!
- الشيخ طنطاوي … البابا شنودة … ذكرى طيبة
- ماعت المصرية … على منصّة القضاء
- جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء
- خرافةٌ اسمُها: قبولُ الآخر!
- معجزاتُ أجدادي


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صوتي في مسلسل -الاختيار-