أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية














المزيد.....


العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الأولى يبدو تحديد الموقف من طرفي الحرب الروسية- الأوكرانية تشوبه شيء من الضبابية والحيرة في أوساط أقسام غير قليلة من اليسار العالمي وبضمنه اليسار العربي، فمع أن الأمبريالية الأميركية و صنيعتها نظام زيلينسكي وحلفاؤوهما الغربيون يتحملون مسؤولية رئيسية في أنفجار الأزمة الروسية الأوكرانية، إلا أن ذلك لا يعني البتة أن يد موسكو البوتينية بريئة تماما من مسؤولية قرار شن الحرب على أوكرانيا وكأنه الخيار الوحيد الآني لحل أزمة تهديد أمنها القومي من الناتو ومصالح الروس وحقوقهم القومية في إقليم الدونباس دون تقدير دقيق لعواقب القرار على مصالح الشعبين الروسي والأوكرني على المديين القريب و البعيد، ومن المفيد هنا إعادة التذكير بمقولة أناتولي جروميكو نجل وزير الخارجية السوفييتي الأسبق أندريه جروميكو وهو واحد من أشهر وزراء خارجية الدول الكبرى في القرن العشرين وأكثرهم حنكة رغم نعت الغرب له ب " السيد لا " لكنه خِبر عذابات ومآسي الحرب التي تعرض لها لشعبه ابان تصديه للوحش النازي خلال الحرب العالمية الثانية للنازية، وفي هذا يقول إبنه أناتولي : " طوال حياتي لن أنسى هذه المقولة التي تعلمتها من والدي وسأظل أنذكرها طوال حياتي، ولطالما أستشهدت بها في محاضراتي لطلابي لأنها أحتلت مكانة في قلبي : " أن تنفق عشر سنوات في المفاوضات أفضل من أن تخوض الحرب ولو يوماً واحداً" .
وبالعودة لموقف العرب واليسار العربي خصوصاً من الحرب الجارية على الساحة الأوكرانية، فكما هو معروف ففي سني الحرب الباردة بين الأتحاد السوفييتي والولايات المتحدة كان الأول يتمتع بشعبية لدى العرب، وبالدرجة الأولى لدى قوى اليسار، بالإضافة إلى أوساط واسعة من الشعب الفلسطيني، وعلى رأسه الفصائل المسلحة الفلسطينية، وكان هذا الموقف يفسره وقوف موسكو إلى جانب العرب سياسياً في صراعهم مع إسرائيل وحتى دعمهم عسكرياً، وخصوصاً الدول العربية الصديقة له التي كانت تُعرف ب " الأنظمة الوطنية"، كمصر وسوريا وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي.وفي أعقاب أنهيار الأتحاد السوفييتي، وتحديداً منذ تسنم الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين السلطة والمعروف بتوجهاته القومية وأعتزازه بأمجاد الحقبتين القيصرية والسوفييتية ،وتطلعه لمحاكاتهما، يمكن للمتابع السياسي للرأي العام العربي أن يتلمس بسهولة ثمة شريحة غير قليلة من اليسار العربي ما فتئت توالي روسيا، بل وتجدها مفتونة بالرئيس بوتين، أو كما وصفها الكاتب اليساري المصري علي طه بأنهم اُصيبوا بحالة من التجمد من عصر الحرب الباردة متأثرين بالدعاية الروسية التي تظهر بوتين زعيماً قوياً يهدف إلى أستعادة أمجاد الدولة السوفييتية بما يخدم قوى اليسار عالمياً ! وفي تقديرنا أن ذلك يعكس "حالة نفسية" مستقرة في العقل الباطني تمر بها هذه الشريحة لعدم قدرتها على التكيف مع حقيقة أنهيار الأتحاد السوفييتي. وفي مقابلة إعلامية اُجريت مؤخراً مع المؤرخ اليساري الهندي فيجاي برشاد وصف الدعاية البوتينية الروسية الحالية بأنها غارقة في القومية وتستمد جذورها من قوة الرأسماليين الأحتكاريين.
وهكذا نرى بأنه بالرغم من تحول روسيا إلى دولة رأسمالية وواحدة من أكثر دول العالم في أعداد المليارديرية، على أن اللافت في الحرب الروسية الأوكرانية الراهنة فإنه علاوة على تأييد تلك الشريحة اليسارية لروسيا البوتينية باتت هذه الأخيرة تحظى بتأييد مجاميع غير قليلة من العرب على أمتداد العالم العربي، ولربما لو اُجري اليوم أستطلاع للرأي العام العربي حول الموقف من طرفي الحرب لتمتعت روسيا -على الأرجح- بتأييد ما لا يقل عن 80%، من المستطلعين، وأنت لا تتعجب إذا ما وجدت اليوم خليطاً عجيباً من تيارات إسلاموية ويسارية وقومية تتخذ موقفاً مؤيداً بقوة لروسيا ومناوئاً لأوكرانيا والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، وإذا كان هذا الموقف ليس غريباً إذا ما أدركنا الكراهية الشديدة التي يكنها العرب للولايات المتحدة وأشتداد النقمة الشعبية ضدها بسبب حروبها الإجرامية في المنطقة، ناهيك عن عدائها للقضية الفلسطينية ودعمها الدائم اللامحدود لأسرائيل سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً،فإن مالا يمكن فهمه عدم قدرة تلك الشريحة من اليسار العربي على التخلص من هواها المزمن لروسيا حتى بعد تبنيها الرأسمالية ووقوعها تحت نظام فاسد شمولي أقرب إلى حكم الفرد!



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية
- شخصية بوتين المخابراتية وأعباء الحرب المنظورة على شعبه
- ثغرات القوة الروسية في الحرب
- هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية
- ايران وحزب الله والقضية الفلسطينية .. والمطالب الإصلاحية الد ...
- الشمولية وعبادة الزعامات العربية
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية