ما معنى أن تكون مواطنا بالمغرب

نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 03:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

مليكة مستظرف ..
الراحلة التي كانت ..
المبدعة التي ما تزال ..
شاهدة الشاهدين والمشاهدين والمستشهدين على كل هذا الانحطاط..
أنت الآن بدار الحق ونحن بدار الباطل ..
اي حزن هذا الذي يغلف شغاف القلوب ويدميها في أزمنة الانحطاط الذهبية .هكذا يقضي الفنان في زمن الدسائس والمكائد والاحتقار والغبن والرهبة وفي أزمنة القمع والظلم والإحباط والمهانة والكبوات ..
مليكة مستظرف يا سادة يا كرام نموذج عن درجات الحمق واللامبالاة التي وصلت إليها بلادنا في غياب وعي إنساني واستراتيجية واضحة تعيد للكائن مكانته وللإنسان إنسانيته وتشد أزر الفنان والأديب في متاهات الفقر والحرمان والجوع والعوز والضياع والخبث والمرض والاعتباطية في تدبير شؤون الأمور في زمن يفكرون فيه بحنان وعطف وعناية زائدة في عشرة مليون سرير لراحة عشرة ملايين سائح في الوقت الذي لم توضع فيه سياسة مستقبلية لمصير عشرة ملايين أمي و10ملايين خريج عاطل.. و10 ملايين طفل بدون دور حضانة ومقاعد مدرسية ولا أماكن للتسلية .. و10 ملايين شخص بدون مأوى وعشرة ملايين فلاح تحت عتبة الفقر ليس لهم سوى رحمة السماء وسخاء الأرض .. و 10مليون سرير ل 10 ملايين مريض لا يجدون الدواء والعناية الكافية في زمن أصبح داء السل وسوء التغذية والأوبئة الفتاكة والأمراض المعدية التي تشكل عارا في جبين التطور الحضاري تحصد ألارواح وتشكل عائقا أمام التنمية ....
المبدع السي احمد بوزفور كانت من أهم دوافع رفضه لجائزة الكتاب الوضع الصحي المزري لمليكة مستظرف - الفقيدة نفسها أطنبت في تعداد العديد من مكابداتها ومعاناتها في دواليب الوزارة وهي تتمزق غيضا وحسرة وكمدا - زيادة على الوضع المشين لصناعة الكتاب بالمغرب في زمن وزارت الثقافة المغربية المتعاقبة والتي أصبح هاجس الوزير- الوصي على محنة وإذلال وتعذيب الشاعر والروائي والممثل والرسام والفنان - فيها تهريب التحف الأثرية واللوحات التشكيلية والمحسوبية الإثراء الفاحش وتحسين الوضع الاجتماعي على حساب المستضعفين في الأرض من فنانين وأدباء ومفكرين في زمن تهرب فيه الكفاءات الوطنية والعقول والأدمغة من علماء وأطباء وخبراء وأساتذة الى الخارج وتلوذ فيه الى مكامن الأمان بأرض الصالحين من بلاد الله الواسعة هربا بجلودهم من التلاشي والنسيان والموت البطيء ..
هذا القلب الكبير الذي يحمله المبدع السي احمد بوزفور بين ظهرانيه والذي احتضن كل هذا الحنان الذي وزعه بالقسطاس على المتأدبين توجيها وعناية ونصحا وحدبا ورعاية للمواهب .. هزت مشاعر الرأفة والشفقة نياطه أسفا وحسرة على الوضع البئيس الذي أصبح يتردى فيهم الشأن الثقافي ببلادنا في غياب امن ثقافي على وثيرة الأمن الغذائي والأمن الزراعي والأمن الديني والأمن القومي والأمن الصحي الذي هو دعامة الحس الوطني بأي بلد...
رب قائل إن بلدا فيه مفكرون كبار و فنانون كبار و شعراء كبار وكتاب كبار ومبدعون كبار يتواجد فيه بالضرورة رياضيون كبار ولاعبون كبار وعلماء كبار وأطباء كبار
كلكم مذنبون بحق الفنان المغربي لأننا لا نشاهد تكريمه الا بعد فوات الاوان ..والذنب كله يتحمل وزره وزراؤنا المهمومون تركة نصيبنا من الانتخابات المزورة بهذا البلد..

#نقوس_المهدي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات