أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - وحياتك من جهتك














المزيد.....

وحياتك من جهتك


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


وحياتك من جهتك ما بني شي،
ما يكنلك فكرة، ما بعرف يمكن بكرا
يا عين،

نعم، ليس بي أي شيٍ من جهتك، ما بي هو ما بي، يعني ببساطة لا يمكنه أن يكون تبعاً لتكهناتك وتوجساتك، ورؤيتك للأمور، أجل لم أخنك الليلة ولا البارحة، ولا حتى غداً. عيونك التي تتباهين بلمعانها لن تترك أثرها كالسياط على جسدي بعد اليوم، حينما أعري هذا الجسد أمامك. نعم! في بلادنا اعتادت النساء أن يكنَّ في موقعي، أن تجلد أجسادهن بسياط رجالهن، ولكنني الآن تحت رحمة سياطك. كل يومٍ كل ليلة، تتبرجين بصمتي، وحزني، وتتحدثين عن الخيانة، وكيف أن الرجال يخونون نساءهن، ولو حتى بالنظر.
وأرقب اختلاسك للنظر لهذا الجسد الذي تذمينه في ذهابك وإيابك، لديك "كرش"، شعر ذقنك طويل، لديك رائحة مزعجة حينما تتعرق. أعرف يا امرأتي بين النساء، أعرف! وهل هناك إنسانٌ بلا هذه الصفات؟ وهل هناك من جسدٍ كامل؟ أو بشري كامل؟
يا امرأتي اللطيفة، ما الذي يجعلك تعتقدين أن السوط الذي تمسكينه كل ليلة لا يترك أثره علي، ألا تعرفين بأن الكلمات لها وقع أشد من السكاكين أحياناً؟
تقتربين مني برائحتك المدهشة، بجسدك المليء بالرغبات، وعقلك المشبع بعفن المجتمع المتحضر، وتبدأ يداك بافتراسي، وعيونك بجلدي، بنفس السياط، ولكن تختلف الرغبة هذه المرة، فأنتِ لا تريدين تحطيمي الآن، أنتِ تريدين متعتك. وتحصلين عليها! وينتهي الأمر. تنتهين، تضجعين بجانبي، ثم نعود لنفس الدائرة المغلقة.
"كرشك" ضايقني، ذقنك غير الحليقة "تشوك". "أنتَ حتى لا تعرف التقبيل" –كما لو أن للقبل مدرسة-.
أرقد بصمت، سئمت الرد عليكِ حينما تتحدثين ذلك. سئمت مجرد التعليق على الأمر، فتعليقتي لا تؤثّر فيكِ، هكذا يبدو لأنك تعيدين وتعيدين. هي الحياة الزوجية أظن يا امرأتي، هو التعود، هو الجلوس معاً، والسكن معاً، والصمت معاً، حينما تعتاد الكلام حتى لم يعد هناك ما يقال!
حتى كلام الحب لم يعد يقرأ في محاضرنا، ولا حتى فعل الحب! هو لحاق لرغبة، هو لحاظٌ لرغبة، وبالعادة هي رغبتك أنتِ. وأنا المحاصر بين جسدي "المعاق" كما ترينه، حتى وإنِ كنتِ لا تسمينه كذلك، أو بين "خيانتي" المفترضة لكِ أعيش!

بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا أنا أنا لأ، أنا مش قبلان
مدري كيف حاسس إني زعلان
أنا مدري مش، أنا مدري شو
ما حدا عاجبني، زهقان وتعبان
أنا أنا أنا لأ، أنا أصلاً لأ لأ لأ
أهرع إلى الحمام، آخذ "دشي" الهادئ، أنتهي، تقتربين مني بصمت، أعرفك حين تسكنكِ الرغبة، أمسك بيدك التي باتت تتسلقني، أكاد أوقفكِ، تبسمين بثقة المتأكد من انتصاره، من فوزه هذه الليلة بالذات، ومن ضعف الدفاعات أمامه. تمسك شفاهك بشفاهي، أشد عليها، تأتي توجيهاتك من خلف القبلة ذات الأشواك، "شوي شوي، بوسني شوي شوي". ترتجف شفاهي، وهل يقاطع فعل حب؟ هذا إن كان حباً أصلاً. تكملين اجتيازك لعتباتي، وتكملين تقبيلك كما تشتهين، وأنا جامد، وأنتِ تجتاحين، وتربحين هذه المعركة، شأن كل معارككِ معي!
وحياة عيونك ما إلي خاطر
ما كانلي خاطر مكسور الخاطر
بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا أنا أنا لأ، أنا أنا أنا، أنا أصلاً لأ لأ لأ
بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا مدري مش، أنا مدري شو
ما حدا عاجبني، ما حدا عاجبني زهقان وتعبان
أنا أنا أنا لأ، أنا أصلاً لأ لأ لأ
(الأغنية الواردة في النص هي أغنية مارسيل خليفة "بعد اللي كان" وهي بالعامية-المحكية- اللبنانية).



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ليس لي
- دوران
- إنه النفير ألا تسمعون؟
- حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري
- تأثير الملح
- حينما يلتقي العسكر بالماء
- أجل، نحن لا نستسيغ النقد
- منغانا الحاج في ديوانها -عمر الماء-:: تجربةٌ تستحق أن تقرأ
- فلسفة الأمر البسيط
- نرى ما نريد!
- القسر لا يدوم - 2-
- في بلادنا...
- عارياً
- القسر لا يدوم! -1-
- رقص
- أنا وسحر وسحر
- الإرادة الأخيرة: نيتشه ونحن!
- حدثتني نهلة
- لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد ...
- كم يحتاج واحدنا إلى -غالا-


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - وحياتك من جهتك