|
وحدانية التطور الرأسمالي وحزب اليسار الاشتراكي
لطفي حاتم
الحوار المتمدن-العدد: 7233 - 2022 / 4 / 29 - 15:29
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
اثار انهيار خيار التطور الاشتراكي وسيادة وحدانية التطور العالمي كثرة من الأسئلة الفكرية الملحة منها- ماهي البرامج السياسية للأحزاب الاشتراكية؟ ماهي اساليبها الكفاحية؟ وما هو شكل الدولة الوطنية المزمع بنائها؟ ما هي قاعدة اليسار الاشتراكي التحالفية؟ ما هي القوى الطبقية الفاعلة في التحالفات الوطنية؟ وما هي السياسة الخارجية المزمع انتهاجها في برامج اليسار التحالفية. أسئلة كثيرة ورؤى فكرية متعددة تتلاقى في محاور فكرية – سياسية وتتعارض في محاور أخرى. استنادا الى تشابك اللوحة الفكرية- السياسية الناتجة عن انهيار التطور الاشتراكي نسعى الى ابداء رؤية فكرية قابلة للاختلاف والاغناء والتطوير مستمدة من قوانين التوسع الرأسمالي على اساس المحاور التالية - أولا – وحدانية التطور الرأسمالي وبرامج اليسار السياسية. ثانيا – اليسار الاشتراكي وقاعدته الاجتماعية. ثالثاً - اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الوطنية. اعتماداً على المحاور المثارة أتناولها بتكثيف بالغ. أولا – وحدانية التطور الرأسمالي وبرامج اليسار السياسية. - بسبب سيادة أسلوب التطور الرأسمالي في التنمية الوطنية بات أسلوب التطور الاشتراكي هدفا نظريا الامر الذي يتطلب من قوى اليسار الاشتراكي البحث عن منطلقات نظرية وطنية ساندة لكفاحه الديمقراطي الهادف الى بناء دولة العدالة الاجتماعية. - وبهذا التحديد بات على اليسار الاشتراكي البحث عن المساند الفكرية – الاجتماعية القادرة على تطوير كفاحه الديمقراطي وشد الطبقات الاجتماعية المعنية ببناء دولة العدالة الاجتماعية وتحديد طبيعة الاساليب الكفاحية الشرعية القادرة على استلام الى السلطة السياسية وكيفية مواجهتها للعالم الرأسمالي المعولم. -- ان المهام الفكرية – الاجتماعية المثارة تستمد راهنتيها من قوانين التوسع الرأسمالي المتمثلة بالتبعية والتهميش المستمدة من التناقض بين الدول الرأسمالية المعولمة وبين الدول الوطنية باعتباره التناقض الرئيسي في التشكيلة الرأسمالية العالمية المرتكز على التوسع والالحاق. -اعتبار التناقض بين الدول الرأسمالية المعولمة والدول الوطنية تناقضاً رئيسياً يستمد مشروعيته من انهيار دول التطور الاشتراكي وانتقال التناقضات الرئيسية بين الدول الرأسمالية وبين الدول الوطنية ضعيفة التطور وما يشترطه من تحديد الطبقات الاجتماعية الساندة لبرنامج اليسار الاشتراكي المرتكز على إعادة بناء الدولة الديمقراطي وتحديد اشكال الكفاح المناهضة للهيمنة الدولية. ثانيا – اليسار الاشتراكي وقاعدته الاجتماعية. بداية لابد من معاينة التركيبة الطبقية للدولة الوطنية المتمثلة بطبقات متعددة أهمها- الطبقة العاملة، البرجوازية الوطنية بشرائحها المختلفة - من برجوازية صغيرة تتواجد أهم شرائحها في أجهزة الدولة الادارية فضلا عن شرائح الطبقة الكمبورادورية المتحالفة مع الرأسمال الدولي واحتكاراته الدولية. ان التنوع الطبقي في الدول الوطنية يقدم لنا إمكانية تقاسم المسؤولية الوطنية التي تتحملها الطبقات الاجتماعية في بناء الدولة الوطنية والتي اجدها في- أولا- تتمتع الطبقة العاملة بقدرة تنظيمية - سياسية على قيادة الكفاح الوطني الديمقراطي استناداً الى برنامج وطني يجمع الطبقات الاجتماعية المتضررة من الهيمنة الرأسمالية. ثانياً- بسبب انضباطها الطبقي وانتشارها الوطني وعدم تنازلها عن الحقوق الأساسية لشعبها تتمتع الطبقة العاملة وكفاحها السياسي بقدرات وطنية – قيادية. ثالثا – بسبب مكانتها الوطنية وصلابتها الكفاحية تستطيع الطبقة العاملة إقامة تحالفات وطنية - ديمقراطية قادرة على مناهضة قوانين التبعية والتهميش. ان السمات المشار اليها وانتشارها في قطاعات الدولة الاقتصادية تستطيع الطبقة العاملة بناء برنامج – وطني- ديمقراطي قادر على قيادة كفاح طبقات التشكيلات الاجتماعية الوطنية. -ان الدور السياسي للطبقة العاملة ومواقعها في الكفاح الوطني الديمقراطي يستمد مشروعيته من قوانين وحدانية التطور الرأسمالي المتسمة بالتبعية والتهميش حيث تشكل الشرائح الكمبورادورية وقواها الحزبية القاعدة السياسية – الاجتماعية الساندة لقوانين التهميش والتبعية. - ان التحالف الوطني الديمقراطي يشكل اداة سياسية - اجتماعية مناهضة لمساعي الطبقات الفرعية الهادفة الى تهميش القاعدة الإنتاجية للدولة الوطنية وما يشترطه من تهميش للدولة الوطنية وطبقاتها الاجتماعية وما ينتجه من صراعات داخلية والحرب الاهلية. - قيادة الطبقة العاملة للكفاح الوطني - الديمقراطي تشترطه وطنيتها وتمركزها في قطاعات الدولة الاقتصادية فضلا عن دفاعها عن تمتين دور الدولة الوطنية في التشكيلة الاجتماعية الوطنية ومنع انجرارها الى الفوضى. ان الكفاح الوطني الديمقراطي بقيادة الطبقة العملة تشترطه مكافحة قوانين التطور الرأسمالي ونتائجه المتسمة بالتخريب والتفكيك وما ينتجه ذلك من فتح الأبواب امام التدخلات الخارجية وإشاعة الارهاب ضد القوى الوطنية ناهيك عن سيادة وهيمنة الطبقات الفرعية عل سلطة البلاد السياسية. ثالثاً - اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الوطنية. - تنفيذ برنامج قوى اليسار الاشتراكي يشترط تحديد الأولويات وبهذا يتمتع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية وتقوية أجهزتها الإدارية بأهمية قصوى في تمتين وحدة الكفاح الطبقي الديمقراطي المستند على برامج تحالفية تقودها الطبقة العاملة يستند الى مهام وطنية- ديمقراطي يتمثل بالتالي -- أ - صيانة الدولة الوطنية من التبعية والتهميش. صيانة الدولة الوطنية يتمتع بأهمية كبيرة في ظروف وحدانية التطور الرأسمالي وقوانينه الهادفة الى الحاق الدولة الوطنية وتحويلها الى تابع إرهابي بيد الشركات الاحتكارية ضد القوى الوطنية. ب– مناهضة وحدانية التطور الرأسمالي الهادفة الى تهميش التشكيلة الاجتماعية الوطنية عبر تفتيت طبقاتها الوطنية وما يعنيه ذلك من تحجيم فعاليتا السياسية. ج – تمكين الطبقات الفرعية والقوى الهامشية من السيطرة على سلطة البلاد السياسية بمساعدة خارجية وما يحمله ذلك من سيادة الاستبداد السياسي وتبذير الثروة الوطنية. ان الدالات المشار اليها يمكن الحد منها بعد قيام تحالفات وطنية شاملة ترتكز على - أولا – تشكيل تحالفات وطنية ديمقراطية بقيادة الطبقة العاملة بسبب وطنيتها وثباتها ودورها في دورة البلاد الإنتاجية. ثانيا - حماية الدولة الوطني من التبعية والتهميش وتأكيد استقلالها وهيمنتها على ثروات البلاد الوطنية. ثالثا – توحيد القوى الاجتماعية المناهضة للهيمنة الخارجية وتأكيد مصالحها الطبقية عبر قيام دولة العدالة الاجتماعية. رابعاً – اعتبار دولة العدالة الاجتماعية أداة سياسية لصيانه مصالح البلاد الوطنية ومصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية. خامسا– تسعى دولة العدالة الاجتماعية الى صيانة البلاد من التبعية والتهميش وتحجيم نهوج الطبقات الفرعية المتسمة بالإرهاب والتحالفات الدولية. سادساً - وصول اليسار الاشتراكي الى سلطة الدولة السياسية عبر الشرعية الانتخابية والمنافسة السلمية بين البرامج الانتخابية يتلازم ومكافحة الإرهاب والتدخلات الدولية.
#لطفي_حاتم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التيار الديمقراطي وإعادة بناء الدولة الوطنية
-
وحدانية التطور الرأسمالي والتناقضات الدولية
-
فصائل اليسار الأممية والتدخلات الدولية
-
وحدانية التطور الرأسمالي والتحالفات الدولية
-
التدخل الروسي في أوكرانيا ودوافعه الدولية
-
التوسع الرأسمالي وفعالية اليمين المتطرف
-
الوطنية والاممية في فكر اليسار الاشتراكي
-
وحدانية التطور الرأسمالي وأبنيته العسكرية
-
المؤسسة العسكرية والفصائل المسلحة
-
الدولة العراقية وتراجع بنيتها السياسية
-
النزعة الوطنية ومضامينها الطبقية
-
وحدانية التطور الرأسمالي وتناقضات بنيته الدولية
-
الدولة الفدرالية ووحدة اليسار الاشتراكي
-
التحالفات الوطنية ودور اليسار الديمقراطي
-
التوسع الرأسمالي وتطور نزعته العسكرية
-
الدول العربية وتحالف قوى اليسار الديمقراطي
-
السلطة السياسية وشرعياتها الوطنية
-
الرأسمالية المعولمة وتجديد رؤية اليسار الفكرية
-
الدولة الوطنية وتيارات بنيتها السياسية
-
التوسع الرأسمالي وإعادة بناء الدولة الوطنية
المزيد.....
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
-
انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي
...
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|