أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين المعطاوي - مكاشفة مع الذات














المزيد.....


مكاشفة مع الذات


ياسين المعطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 10:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما ان اقتربت 2022، حتى علا صوت الضمير مرة اخرى يساءلني: اين انت من مثلك العليا؟ كم قرأت؟ ماذا عرفت وماذا فهمت طوال هذه السنة؟ ما الهدف من حياتك؟ الازلت مسترسل في عدميتك المريحة؟ وغيرها من الاسئلة الوجودية التي يصعب تجاهلها كلما حضرت وألحت.
عزمت ان اقرأ هذه السنة حوالي مائة كتاب على الأقل.. وتعلم لغة جديدة.. والتمرن على استعذاب السمفونيات الخالدة: موسيقى شوبان وبيتهوفن وباخ وغيرهم..
كانت هذه المرة مساءلة ومكاشفة الذات جدية لاقصى حد، ربما لتراكم الاخفاقات او ربما من خلال مقارنة نفسي بمن قطعوا اشواط مذهلة في تجاربهم الوجودية (المقارنة النبيلة)، او ربما صوت مثلي العليا الساخر، الذي يقول لي اينك يا هذا منّا!؟
هذه الجدية في المكاشفة استتبعها حماس قلما ان انتابني فيما مضى.. فوضعت برنامجا يوميا حددت فيه ثلاث ساعات لكل نشاط؛ برنامج لسان حاله يقول الويل لي اذا تخلفت عن التنفيذ!
مر يناير وفيراير ومارس في لمح البصر وبسرعة مذهلة وجدت نفسي قد قرأت أكثر من ثلاثين كتابا، كلها كتبا عميقة ورصينة يستحيل ان يبقى المرء كما كان بعد كل كتاب وقد ضمت القائمة اسماء ابرز المفكرين والعلماء العرب من بينهم الدكتور ابراهيم زكريا، فؤاد زكريا، مالك بن نبي، محمد كامل حسين وغيرهم من العباقرة والمفكرين الذي تركوا بصمة واضحة في اتجاهات تفكيري واشاعوا النور حول الكثير من الظواهر والقضايا الفكرية.. بالموازاة مع ذلك ازداد سمعي رهفة للموسيقى.. اما اللغة المزمع تعلمها فإن فِلماً عائلياً صار فهمه ايسر واندماجي معه كبير.
كان حقا الامر ممتعا وآمنت انه حقا السعادة في التعلم والاكتشاف وفي الطريق نحو تحقيق الاهداف.
لكن مع دخول اڤريل دخلت نوبة من الاكتئاب لا ادري مصدرها فقدتُ معها كل الشغف والحماس حتى الرغبة في الطعام انعدمت، كل شئ صار تافها حتى القراءة التي كانت ملاذي في التخفيف من التوتر ومصدر متعتي فقدتْ معناها..
الاكتئاب بقدر ما كان حدثا متعبا كان باعثا لافكار صادقة.. صرت استيقظ من النوم وانا شاعر بوجودي اكثر، فهمت آنذاك معنى الكوجيطو.. الزمن صار شيئا مخيفا يجري لاهثا بسرعة خاطفة. فكرة الموت وانحداري الحتمي نحو هذه الهاوية المجهولة قض مضجعي وجعلني اتمثله بطريقة لم يسبق لي ان عشتها من قبل.. اسبوع من الاكتئاب هجرت فيه الكتب التي فكرت انها السبب، كانت في اغلبها كتب فلسفية وتندرج في العلوم الانسانية عمقت الهوة بيني وبين المحيطين بي.. هجرت كل شئ حتى التفكير نفسه، فلم يبقى سوى حضور وتموقع في كون شعرت لاول مرة انني قذفت اليه وعلي ان اتقبل عبثية الحياة وان استأنف دفع الصخرة باحثا عن انجع الطرق التي تجعلني اتقبل نهايتي الحتمية.. واصنع شيئا اصيلا يكون له معنى.
استعدت شيئا فشيئا الرغبة؛ الرغبة في الحياة في آخر المطاف.. وحدثت نفسي آنذاك قائلا:
"يا هذا، ملايير السنون من العدم، قبل وبعدك، ما الضير في لحظة من الوجود تعاش بكل عنفوان، بكل جموح في الاكتشاف، وبكل عناد في التمرد والصراعات؟!"



#ياسين_المعطاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا القمر


المزيد.....




- عثمان الخميس يشعل ضجة بما قاله عن حماس ومحمود الحسنات يرد
- ستارمر يقدّم دعماً كاملاً لزيلينسكي خلال استقبال حار بلندن
- شاهد.. روبوتات خدمة توصيل الطعام تعرقل حركة المرور في موسكو ...
- Lenovo تعلن عن أول حاسب محمول مزود بكاميرا مدمجة في الشاشة
- دراسة جدلية.. مسكن ألم شائع قد يؤثر على نمو دماغ الجنين
- هدوء في جرمانا بعد اشتباكات بين الأمن السوري ومسلحين
- رئيس البرازيل: شجار ترامب وزيلينسكي -مشهد بشع-
- وزير الداخلية الكويتي يكشف أسباب سحب الجنسية
- روبيو يسرع تسليم مساعدات عسكرية أميركية لإسرائيل
- -إعلان تسريع- أميركي لتسليم إسرائيل حزمة سلاح ضخمة


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين المعطاوي - مكاشفة مع الذات