كنت في سجن صيدنايا22/30

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 04:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

تتمة .. فقال لي العقيد ..(( وهو علوي )) عندي ثلاثة تقارير تقول انك شتمت عناصر فرع فلسطين وقلت انك تتمنى اجتثاث البعث من جذوره وانك شتمت العلويين.. فقلت له سيادة العقيد نعم انا شتمت كل عناصر فرع فلسطين ونعم اتمنى اجتثاث حزب البعث من جذوره ولكنني لم أشتم العلويين وأنا اقول لك ذلك ليس خوفا" وانما هي الحقيقة.. وهذا الذي قلته بالضبط ..فقال انا لا استطيع تحمل مسؤولية هذا الكلام ولذلك حولت هذه التقارير للفرع 248 التحقيق العسكري.. فقلت له كما تريد وانصرفت الى الجناح.. وقلت في نفسي انه يهدد في الكلام فقط وان الامر ليس بهذه الخطورة .ومع كل ذلك فانا بكل الاحوال سجين .. ويمكن ان للسجين ان يشتم و و و, فانا بالأخر سجين , وماذا بعد السجن. وعند عودتي للمهجع طبعا" التف حولي الصديق والعدو ليسألونني ما لذي حصل وماذا يريد العقيد منك ..فقلت لهم ان الامر يتعلق بتنظيم امور الجناح فقط وتلبية طلبات المساجين وكتمت على الموضوع ... وفي اخر الليل جاءني صديق وانا اعرف تماما" اخلاصه وصدق صداقته ..هذا فقط الذي قلت له الحقيقة ..فتجهم وجهه حزنا" وقال الله يستر وتمر ها لمسألة على خير ... والله يلعن كل ابن حرام ... وتغطينا بالحرام ونمنا ومضى على هذا الموضوع حوالي اسبوعين او اقل ..واذا يتم استدعائي الى مكتب الادارة.. فنزلت الى الطابق الاول يرافقني رقيب ودخلت الى المكتب ..عفوا" قل ان أدخل طلب مني الرقيب الاستدارة الى الحائط لكي يطمشني يعني يضع الطماشة على عيني قبل الدخول الى مكتب العقيد ..فلم يكن مني الا ان امتثل , وفعلا" دخلت وانا مطمش لا ارى شيئا".. فقال العقيد لا لا فك الطماشة عن عينه فهذا انسان محترم.. وعندما تقدم الرقيب وازال الطماشة عن عيوني أفاجأ بوجود ثلاثة رجال مدنيين والى جانبهم العقيد مدير السجن .. فقال احدهم اسمع يا شكري نحن هنا لجنة من الفرع 248 جئنا للتحقيق في التقارير المقدمة بحقك حول كذا وكذا وكذا.. ولا ينفع الانكار فلدينا شهود ..ولولا توصية العقيد بك وان اخلاقك وسلوكك محترم ومثقف لكان لنا تصرف اخر والتحقيق معك باسلوب اخر... وعرف بنفسه العقيد فلان والرائد فلان والرائد فلان... وهنا اختلط على الامر .هل أقول لهمكما قلت للعقيد من اسبوعين ام انني انكر الموضوع جملة وتفصيلا" واذا انكرت لا أعرف اذا كان العقيد قد قال لهم اعترافي......كل هذا دار بفكري وخلال ثواني لكي ارد عليه واقول نعم ام لا ..وجدت نفسي اقول له ذات الكلام الذي صرحت به للعقيد بدون زيادة او نقصان .. وأضفت انا سجين وموجود هنا ظلم بقضية اتف من التفاهة .. وتحت هذا الضغط ما هو المتوقع مني... هل امدح وامجد بمن سجنني وظلمني ولم يسمع مني .. نعم ولكنني لم اشتم العلويين .. وانا فعلا" لم أشتم ولكن الذين كتبوا التقارير اضافوا الكثير من الملح والبهارات لكي تكون الكارثة عي كبيرة وعلى ما يبدو لم يتوقعوا ان تصل الامور الى خارج السجن فكان همهم انني سيتم ازاحتي من تكليف ادارة الجناح.....فقال لي رئيس لجنة التحقيق انا أصدقك.... ولكن الامر لم ينتهي بعد ... وغادرت المكتب راجعا" الى جناحي ومهجعي ... واكمل معكم غدا" في الحلقة 23 ان شاء الله

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات