أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - صبيانية (( تنويريين ))














المزيد.....

صبيانية (( تنويريين ))


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 17:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدعوة الى العلمانية والتنوير تصبح نزقاً صبيانيا حين لا تكون لها اهدافا واقعية ممكنة التحقيق، تتلوها أهداف آخرى اكثر تقدما، عند الإقتراب من تحقيق الأهداف الأولى.

بعض من يحسبون انفسهم علمانيون ودعاة تنوير يريدون التصادم الكامل مع المعتقدات السائدة في مجتمعاتهم، ويرفضون ويهاجمون دعاة إصلاح تلك المعتقدات بتهمة السعي الى تجميلها وترسيخها، وتجلى هذا التوجه الصبياني في الموقف الرافض للتضامن مع أصحاب طروحات إصلاحية، مثل إسلام البحيري ومحمد عبدالله نصر وجماعة القرآنيين، الذين دفع بعضهم ثمن الجرأة على نشر تلك الطروحات الإصلاحية ملاحقة، وسجنا وتشويهاً,

ليس مطلوبا من دعاة الإصلاح الديني ان يكونوا دعاة ضد الدين، لأنهم في هذه الحالة لن يتمكنوا من التأثير الإيجابي في أفكار المتدينين، ولن يكونوا سوى أرقاما صغيرة تضاف الى فئة «التنويريين» الضئيلة وهامشية التأثير في مجتمعها، لانها تقفز بعيدا عن تلك المجتمعات في طروحاتها، وحتى في لغتها.

جهد التنويريين في نشر الفكر العلمي والترويج له، مطلوب وضروري، لكنه يصبح مجرد تهريج صبياني اذا صَب اهتمامه على التصادم مع توجهات الإصلاح الديني. لان عمل تلك التوجهات يساعد على فتح آفاق جديدة في أفكار المتدينين تساعدهم في وقت لاحق على قبول نقد الدين.

جبهة التنوير تضم طيفا واسعا من التوجهات، تعبر كل منها بطريقتها ومنهجها عن موقفها من الأفكار والمعتقدات المتحجرة التي تعيق تطور الوعي الجمعي، وليس لنا ان نصادر حق أي منها في التعبير عن رؤيتها لكننا لا بد ان نحذر من الأساليب ذات المردود السلبي على مجرى عملية التنوير، ومنها معاداة توجهات الإصلاح الديني ووضعها في وعاء واحد مع التوجهات المتطرفة.

ليس لنا ان نصادر حق أحد بنقد الدين بالطريقة التي يراها مناسبة وربما لا نراها كذلك، لكن نقد توجهات الإصلاح الديني ضار بالمطلق لانه يحول وجهة الصراع نحو المصلحين والمجددين دينيا بدلا من تركيزه على التيارات المحافظة والمتطرفة، فما كان للعلمانية أن تنتتصر في أوربا بجهد ناقدي الدين فقط، بل كان لحركات الإصلاح الديني دور مشهود في توسيع الأفاق الفكرية لجماهير المتدينين، وإيجاد قواسم مشتركة لهم مع اللادينيين.

إن نحن لم نقدر عمليات الإصلاح الديني حق قدرها، سنفرط بامكانية بالغة الأهمية في توسيع آفاق المؤمن البسيط، فأطروحة الشيخ علي عبدالرازق حول الإسلام وأصول الحكم كانت بالغة الأهمية في مواجهة نظرية سيد قطب حول الحاكمية، ولو لم يتنكر الأزهر لعبدالرازق، ويخرجه من صفوفه. ولو حصلت أطروحته على دعم الأزهر، وأدخلت في مناهجه التعليمية منذ عشرينات القرن الماضي، ربما لم تشهد فكرة داعش بشأن الخلافة، الرواج الذي شهدته بعد نحو مئة عام على إقصاء علي عبدالرازق من الأزهر. بسبب أطروحته الإصلاحية.

ولابد من التذكير انه لا وجه للشبه بين التراث وقطع الغيار التي يمكن أقتلاعها بيسر، وغرس بديل لها في أذهان حاملي المعتقدات الدينية. والتخلي عن التراث الثقافي - الديني عملية شديدة التعقيد بالنسبة للنخبة المثقفة ثقافة علمية. فكيف الحال بالنسبة للملايين التي لم يتح لها توسيع أفاق رؤيتها المعرفية المحدودة؟

وإذا كنا نسعى إلى نظام علماني فأن العلمانية ليست دينا يستهدف أجتثات الأديان الأخرى، ولا هي تسعى الى حمل المؤمنين على التخلي عن إيمانهم بأي دين أو معتقد. بالعكس من ذلك فالعلمانية نظاما ومبادئ، ومن منطلق أحترامها لحرية الأنسان، وسعيها لضمان وحدة المجتمع، تضمن حق الفرد والجماعة في الإيمان وعدم الإيمان، وهي بذلك تضمن حرية المعتقد والفكر، كما تضمن حق نقد الفكر والمعتقد، ونقد حاملهما أن سعى الى فرضهما وأخضاع المجتمع لأحكامهما بأية وسيلة من وسائل الأكراه والعنف، ومنعه من ذلك وفق ضوابط يحددها القانون.



.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- أوكرانيا .. حرب رأسماليات متنافسة
- حرب أوكرانيا بددت أوهاما وخلقت أخرى
- فنلندا محقة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية وقطعنة الرأي العام
- خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- عن أسباب سعادتي بذبابهم الألكتروني
- معركة الدفاع عن نظام القطب الدولي الواحد
- تساؤلات بوتين التي قادت الى غزو أوكرانيا
- القرم (( آق مسجد )) نبذة تأريخية
- السويد ليست جنة الله على أرضه
- جواد الجواد *
- 59 عاما والحقيقة مغيبة
- نحو قراءة منصفة لتأريخنا الحديث
- محمد عبد الوهاب ... شباب دائم
- أوكرانيا ومخاطر الغزو الروسي المزعوم
- 25 يناير 2011 باختصار
- الملوك على دين شعوبهم
- المشترك بين التجربتين الناصرية والقاسمية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم تدمير 20 دبابة ميركا ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: الحصيلة التي نشرت لا تتضمن خ ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: القوة الجوية في المقاومة أدخ ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - صبيانية (( تنويريين ))