شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 09:42
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
تتمة حوالي الساعة العاشرة صباحا" بدأت النقرات على الماسورة على غير عادة . فهي كانت تتم في الثانية عشر ظهرا" وهذا موعدها العادي والدائم.. فتحت الحنفية لاستطلع الامر.. في البداية لم اسمع شيئا".. وما هي الا دقائق حتى سمعت همهمات غير مفهومة.. وكأن احدهم يتكلم ولكن بصوت غير واضح. فلم اتكلم ابدا" .. وتكررت هذه الهمهمات اكثر من مرة.. فقلت في نفسي هناك امر ما ...... ولم يمضي من الوقت دقائق معدودة .. حتى سمعت على باب زنزانتي طرقات قوية ومتلاحقة.. وصوت في الخارج يقول افتح عليه فورا" ... تم فتح الباب الحديدي الكبير .. وهو نادرا" ما يتم فتحه الا اثناء الذهاب الى المحكمة ..او للعقوبة ..المهم تم فتح الباب ووقف امامي اثنين من الحراس العساكر.. فقال لي احدهم (( شو اسمك ولاك ..ابو ايش بينادولك )).. فهمت على السريع موضوع الحنفية ..فقلت له اسم ابني الكبير فراس وبينادوني ابو فراس.. خير اتفضل ..فقال هي الحنفية عم تفكها شي ..فاجبته و ليش حتى افكها... فنظر لي طويلا نظرة تعني انه غير مقتنع بكلامي من اساسه . فقال له زميله (( هاد شكله ما بعرف شي ...)).. وخرج الاثنان من الزنزانة بدون اية اضافات اخرى من الكلام.. وسمعت انهم فتحوا الزنزانة التي بجانبي.. وهكذا على مايبدو تم فتح كل الزنازين... كان الامر بغاية الصعوبة عندما فتحوا باب غرفتي .. وتوقعت ان تسوء الامور اكثر من ذلك . ولكنني حمدت الله كثيرا" انني تمالكت نفسي.. حتى خرجوا هؤلاء الجلادين ..لانه لو تحققوا بأنني افتح الحنفية واتكلم منها لكانت مصيبة كبيرة تنتظرني ,اقلها فلقة دوبل وربط الايادي والاقدام بالجنازير لمدة لا تقل عن ثلاثة ايام , ضمن الزنزانة ..التعذيب في سجن صيدنايا له انواع وفنون ، فالضرب كان هجميًا عشوائيًا بعصي كبيرة، دون التركيز على نقطة محددة من الجسم، مع تعمد إحداث أذى دائم في المعتقل .لتعذيب أكثر احترافية، حيث يتم التركيز على نقاط محددة في الجسم تسبب ألمًا شديدًا من دون إحداث أذى مستدام.
وايضا" يتم استخدام أدوات معينة، مثل قضيب السيلكون السميك، بحيث يلسع الجسم بشدة لدى ضرب المعتقل به، إضافة إلى التفنن في عملية الشبح (تعليق المعتقل في سقف غرفة). بالاضافة الى الصعق بالكهرباء. والعصي الكهربائية، التي يمتلكها سجانو النظام، غير موجودة حتى في الأفلام، وتبلغ شدتها خمسة آلاف فولط"... الى الغد في الحلقة 19
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟