أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيهم نور الصباح حسن - قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزرعة














المزيد.....


قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزرعة


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 03:06
المحور: كتابات ساخرة
    


صدر البارحة في سورية قانون جديد تحت اسم قانون الجريمة المعلوماتية يحمل الرقم /20/ لعام 2022 م , و بهذا تكون سلطة العصابة في سورية قد ابتكرت حيواناً هجيناً جديداً يضاف لباقي أنواع الحيوانات في مزرعتها .
النصف الأمامي لهذا المسخ هو رأس كلب مع العنق و القدمين الأماميتين و النصف الخلفي بقرة بضرعها و فتحة شرجها و قائمتيها الخلفيتين .
وظيفة النصف الأمامي منه - أي الكلب - النباح المستمر و التهديد و الوعيد لكل من يجرؤ أو تُسوِّل له نفسه ( الخائنة و الأمارة بالسوء ) على نقد أو نشر إحدى يوميات و أعراف الفساد و الإفساد و السرقة و النهب الذي تمارسه العصابة و زبانيتها ( القيادة الحكيمة ) بحق الوطن و الشعب , فإن لم يخف من النباح و التهديد و الوعيد , فلا بأس بعضة صغيرة تجعل هذا المواطن المثالي الأفلاطوني المارق يتذكر من هو و أين هو و إلى أين المصير , فإن لم يرتدع و ينتهِ و أصر على الاستمرار في غيّه و خيانته ( للوطن و قائد الوطن ) وجب إحالته إلى معدة البقرة كي تعصره فيسيل من ضرعها شراباً طيباً ذو سعر جيد في السوق , أما ما يتبقى منه فيخرج روثاً قذراً قد يستفاد منه في ليالي الشتاء الباردة القادمة مستقبلاً .
يشجع مسخ المعلوماتية الجديد هذا , زبانية العصابة على إيلام الشعب أكثر , فكلما زاد الألم ارتفع الصراخ , و كلما ارتفع الصراخ أكثر .. شُحِذَت حنجرة الكلب و أنيابه و حال ضرع البقرة ينبوع مال دائم .
أما من قعد و استسلم و استكان , فأولئك هم الفائزون , لهم قبورٌ تجري من تحتها أنهار الكمد و القهر , لا يمسسهم فيها حديد ولا نار , و لا أنياب ولا عصر , ألا إنهم هم المفلحون .
و مع بدء نفاذ هذا المسخ الجديد , بعد شهر من الآن , يصبح لزاماً تعديل الدستور وفقاً له , كونه قد جرت العادة و العرف في المزرعة السورية تحت إدارة سلطة العصابة أن يكون المرسوم التشريعي أقوى عملياً و واقعياً بكثير من الدستور , و عليه ينبغي حذف كل من المواد التالية , بالرغم من كونها سابقاً مجرد حبر على ورق , و لكن كي لا تهِن عزيمة الأمة أكثر مما هي موهونة و تنحط هيبتها أكثر مما هي منحطة :
- المادة 19 : يقوم المجتمع في الجمهورية العربية السورية على أساس التضامن و التكافل و احترام مبادئ العدالة الاجتماعية و الحرية و المساواة و صيانة الكرامة الإنسانية لكل فرد .
- المادة 33 – فقرة 1 : الحرية حق مقدس و تكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية و تحافظ على كرامتهم و أمنهم .
- المادة 42 :
1- حرية الاعتقاد مصونة وفقاً للقانون
2- لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية و علنية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير كافة .
- المادة 43 : تكفل الدولة حرية الصحافة و الطباعة و النشر و وسائل الإعلام و استقلاليتها وفقاً للقانون .
- المادة 50 : سيادة القانون أساس الحكم في الدولة
ولا أعتقد أننا بحاجة للإسهاب في مبررات الحذف , فالكرامة الإنسانية للمواطنين السوريين أصبحت حلماً بعيد المنال , و الحرية لفظ بات يجر على قائله الويلات , و بالنسبة للقانون و سيادته فيكفي أن تنطق بهذه الجملة في أي محفل رسمي أو غير رسمي حتى تتهافت عليك الضحكات و كأنك صرت حمار جحا , أما الإعراب عن الرأي و التعبير فيفضل شطبهما من المناهج التربوية أيضاً كي لا يقال : عبر مواطن عن رأيه في زمن العصابة .



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا روسيا هي الحليف لا غيرها ؟
- المؤيدون السوريون بين قمع السلطة و حقد المعارضة
- إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان
- عربٌ .. ولا أَنعَمْ
- سورية و القتلُ كَمَدَاً
- عبقرية الحمار
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة
- الشعوب العربية بين مطرقة الاستبداد و سندان الإسلاميين


المزيد.....




- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
- -الرقصات الشعبية تنشر البهجة في الأجواء-.. الهند تحتضن مهرجا ...
- الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيهم نور الصباح حسن - قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزرعة