|
العراق بين ثروات منهوبة مهدورة وبين استفحال الفقر ووقوعه بفئة الجوع المقلق!!
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 17:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
— ألواح سومرية معاصرة يقبع العراق منذ 2003 حتى يومنا بترتيب جد سيء بين دول العالم بمستويات الفساد أم غيرها ما وضعه ببمنطقة الدولة الأكثر فشلا وعلى الرغم من كل التزويقات غير الموضوعية بخلفيات أوضاع محلية أم إقليمية وأخرى دولية إلا أن المؤشرات دابت على وضعه بين اسوأ المراتب بل أخرجته من ترتيب تلك المؤشرات كما حدث مع التعليم.. من بين آخر المؤشرات تم وضع العراق في فئة الجوع المقلق وهو صاحب الثروات بكل أشكالها ما ينذر الشعب بأن يتحرك مجددا لتغيير أوضاعه قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه من جرائم إبادة بحق البلاد والعباد وجودياً.. هذه معالجة تركز على النداء من أجل إنقاذ لا فقراء العراق باتساع رقعة الفقر بينهم بل (جياع) بلاد كانت تصدر المحاصيل الاستراتيجية وغيرها فهل من وقفة شجاعة قبل الكارثة الأكثر شمولا وعمقا في النيل من العراقية والعراقي ومن يتبقى منهم!!؟ ****************************************************
العراق بين ثروات منهوبة مهدورة وبين استفحال الفقر ووقوعه بفئة الجوع المقلق!!
يعاني العراق اليوم من ظروف استثنائية ضاغطة كرّست ظواهر الفقر وتبعاتها إذ تعطل تنفيذ آلاف المشروعات بخلفية شروخ خطيرة للفساد وخلل بنيوي بهيكلة الاقتصاد وآلية التشغيل والإدارة. وفي ضوء مجمل النسب الخطيرة للفقر يجابه المواطن ظواهر معقدة كثيرة ليس أقلها بروز البطالة والوقوع بمصيدة انتفاء الخدمات الجوهرية الرئيسة من صحة وتعليم وركائز أساس كما قضايا الماء والكهرباء والطرقات والاتصالات.. فخرج العراق من ترتيب التعليم ومن مستويات الصحة المكفولة بالمعدل العالمي وها هو يقبع بين دول الفقر المقلق في آخر الإحصاءات الأممية..
لقد أوردت إحصاءات رسمية عراقية وهي تكتنفها نسب انحراف عن الدقة بسبب من عدم إجراء أي إحصاء رسمي منذ عقود فضلا عن أمور أخرى، أوردت أنّ نسبة الفقر باتت تصل إلى نحو 32% وأنها ترتفع في محافظات جنوبية لتصل إلى 52% كما المثنى و48% في الديوانية والناصرية وهي لا تقل عن 20% إلا في بغداد إذ تبلغ أكثر من 12% بمقابل نسبة 5.6% في كوردستان.
وإذ تقرأ المنظمات الأممية المتخصصة هذه الأمور وتتابعها فقد كشفت عن احتلال العراق التسلسل 85 في المؤشر العالمي للجوع على وفق معلومات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لعام 2021. وقد تم تقسيم الدول في هذا المؤشر بين فئة (الأقل جوعاً)، وبين (معتدلة) و(مقلقة) و(خطيرة)”. وهي فئات تقرأ: (نقص إمدادات التغذية للسكان عموماً، وسوء التغذية لدى الأطفال، ووفيات الأطفال بسبب نقص أو سوء التغذية.)
وبينما حققت دول لا تمتلك الثروات العراقية ومردودها المالي مراتب متقدمة لم يحقق العراق سوى مرتبة تقترب من ذيل القائمة عربيا دوليا! فنحن نتفهم حصول الكويت والسعودية ودول نفطية على تسلسل جيد، لكن كيف نفسر تقدم دول في ظروفها الصعبة على العراق كما الأردن، المغرب ولبنان وغيرها.
ولم يترك العراق الذي لم يجمع أكثر من 22.8 نقطة من 100 نقطة سوى اليمن والصومال خلفه من دول المنطقة!
إن مجمل المؤشرات العالمية والإقليمية وبمختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مازالت تضع العراق في مراتب متدنية متأخرة مثلما وقوع جواز السفر العراقي في ذيل القائمة ووقوعه البلاد في رأس قائمة الأكثر فساداً وبين أسوأ العواصم وأكثر تدهوراً بيئيا دع عنكم اجتياح التصحر وقطع مصادر أمواه البلاد بلا تحرك جدي وإضرار بالفلاحة والزراعة والبيئة وانتفاء خدمات صحية تضطر المواطن للجوء إلى دول أخرى وفي غالب الأحوال يعجز عن التكفل بمعالجة ما يعاني منه..
إن فكرة وقوع العراق هذه المرة في مؤخر تسلسل فئات الجوع وتسميته في فئة الجوع المقلق يضعه بمنطقة الخطر المستفحل بخاصة مع تداعيات الظروف العالمية ليس في أزمة الطاقة التي يحتضنها ولا يملك من أمرها شيئاً وما يبقى يحرقه ويتلفه فيما يستورد الغاز البديل لما يحرق ويتلف من إيران التي ناصبت البلاد وشعبها العداء ومازالت تدفع بمخططات تمزيقه والإضرار بمصالحه كما في تجفيف الأنهار وإرسال بقايا النفايات إليه بوديانها الخاوية بخلفية نهج قطع الأمواه عن العراق!
إن جميع الحصص الغذائية مازالت بين دولتين جارتين تفرض ما تصدره إلينا من مواد كثيرا ما تكون تالفة أو ليست مناسبة للاستهلاك الآدمي أو من مناشئ أخرى تمرّ بنوعيات متدنية مسرطنة أحيانا بسبب فساد العقود وما يتم في ثناياها…
إن الحل الوحيد للشعب العراقي كيما يتخلص من هذا المستوى الخطير لأوضاعه وهذه المرة في أمنه الغذائي وفي وقوعه اليوم وليس في احتمالات متوقعة، أقول وقوعه بمنطقة الجوع المقلق في سابقة لم تحدث في أرض الخضرة والنماء عبر تاريخها وكل تقلباته..
وفي هذا الشأن لن ينفع لا ترقيع ولا أية فعاليات إصلاحية من تشظيات ذر الرماد في العيون بل ستودي بأهل البلاد في جريمة إبادة جماعية مقصودة مرسومة مستهدفة من قوى تحكّمت بالبلاد بجهلها وبفسادها وبما ارتكبت وترتكب من جرائم بلا حصر..
يجب وقف التدهور الشامل وإعادة مسار الأوضاع اليوم قبل الغد وبخلافه فإن ما نشهده مجرد موت مؤجل مؤقتا فيما لن يضير قوى الفساد المافيوية المحروسة بميليشيات العنف وإرهابه المحلي والدولي بل ستحيا على جثث الشعب والتجارة بحيوات من يتبقى منه!!
فلنقل معا وسويا كفى والحلول لن تأتي من أي من أجنحة الحكم التي رفضها الشعب بثورة أكتوبر وليس موضوعيا ولا مقبولا إقرار إضاعة التضحيات الجسام للثورة على مذبح الحرية والانعتاق..
الشعب العراقي ليس شعب تبطل وفقر ومن ثم فهو ليس بشعب جوع أمام ثرواته المهدورة بإدارة فاشلة وأخرى فاسدة وغيرها باعت الوطن والناس أو رهنت أمواله السيادية في سندات تعتاش عليها قوى دولية فيما الشعب يئن بمنطقة تقترب شريعا من هاوية الجوع الخطير!
أوقفوا التلاعب بحيوات الناس وأمنهم بكل مستوياته ومنه أمنهم الغذائي المبتلى بنهج خدمة الأسياد من مرجعيات حصان طروادة سلطة تسطو عليها قوى مافيوية ميليشياوية بنهج كليبتوفاشي مفضوح..
تيسير عبدالجبار الآلوسي رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان*
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكبت بين منظومة قيمية تفرض قيودها قسرياً وحاجة طبيعية تبحث
...
-
من أجل إدامة نضال اتحاد الطلبة وتعزيز وجوده ومسيرته وانتصار
...
-
رؤية بشأن جلسات مجلس نواب قوى الطائفية ومعاني مخرجات اللعبة
...
-
المسرح وآفاق متغيرات العصر الحديث.. تحية للمسرح الجزائري مجد
...
-
وقفة احتجاجية مستمرة للمطالبة بإلغاء نهائي وكلي شامل لقرار ت
...
-
رسالتي السنوية من وحي مسرحنا العراقي في اليوم العالمي للمسرح
...
-
في اليوم العالمي للمرأة تحية لكفاح المرأة العراقية ضد محاولا
...
-
جماليات الدراما بين المذاهب الفنية وهوية الاشتغال الفكرية
-
كلمة احتفالية المبادرة من أجل اليوم العراقي للمسرح 2022
-
إدانة التصعيد الأمني لحساب تضاغطات سياسية طائفية المنحى
-
بين محاكم تفتيش السلطة الدينية المزيفة ومنطق علمنة الدولة وم
...
-
المسرح مجدداً في الموصل علامة لتمدن أهلها وتفتحهم ورفضهم الد
...
-
إلى كل حاملي رسائل ضحايا انقلاب 1963 الفاشي ودروسها الأكثر ص
...
-
اليمن: نقلابيون إرهابيون واستقواء بخيمة أضاليل الملالي
-
تذكرة في ومضة عجلى بشأن الفرقة السيمفونية العراقية
-
ومضة، رؤية أولية في قراءة الحدث استراتيجيا لا تفسيريا جامدا
...
-
روحانيات الثورة والتنوير بين الموسيقا وحنجرة الأحرف الموسيقي
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان رسالة إلى حركتنا الحقوقية الع
...
-
حل الميليشيات بين المطلب الشعبي وبين مزاعم بعض أجنحة النظام
...
-
منطلق العام الدراسي الجديد بين مطالب المعالجة ومُراكَمَة الم
...
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|