شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 16:13
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
تتمة...قصة السجين الحموي رأفت محمود هذا الرجل الشجاع , وقف بوجه العقيد في أحد الليالي وهو يقوم بجولته التفقدية وهو سكران... وقال له ما تفعله هذا فعل ابن حرام يا سيادة العقيد #وان الله سيحاسبكم.. وما كاد ان ينهي جملته حتى انهالت زبانية العقيد ضربا" ورفسا" بالمعتقل رأفت ولم يتركوه الا واصبح الدم يسيل من كل جزء من أجزاء جسمه.. والضرر الكبر انه تم كسر اسنانه بالكامل وفكه السفلي.. ومن أثار الكبل الرباعي الكهربائي كانت العلامات على ظهره وأقدامه تشكل بؤر دم كبيرة وفظيعة الشكل.. وتركه الجلادون هكذا وذهبوا مع عقيدهم المجنون... المعتقل رأفت كنت أعرفه قبل النزول الى قسم الزنازين.. .فحكى لي مرة عن قصص التعذيب في صيدنايا قائلا": كانت الزنزانة التي نُقلت إليها مع 8 أشخاص آخرين، عبارة عن مرحاض قياسه 70 سم × 170 سم.
وبقينا هناك عراة تماماً لمدة 50 يوماً، كنا مضطرين لأن نركع فوق بعضنا البعض لأن المكان لا يتسع لنا جميعاً.
كما ثُبتت أقدامنا في ثقوب حُفرت في جدار الزنزانة، وكانوا يضربوننا على قفا أرجلنا في نوع من التعذيب يعرفه السوريون يسمى "الفلقة في الإطارات".
وكان السجانون ساديين، واغتصبوا فتياناً في سن الـ 15 و 16 أمام أعيننا دون رحمة... ..طبعا" هناك الكثير من التفاصيل لم يذكرها رأفت عما حصل معه ومع الاخرين ..لان الذاكرة لم تعد تحتمل.. لأنها تعبت مما لاقت وعانت ..وصلنا في خضم سرد الاحداث الى منتصف شهر رمضان المبارك وقبل الافطار بحوالي العشر دقائق جاءني الحارس الحمص الاصيل ومعه وجبة طعام خاصة مما صنعها هو واصدقائه الذين طانوا صائمين.. وكانت الوجبة بالحقيقة فاخرة في مثل تلك الظروف وفي ذلك المكان .. وهي عبارة عن محشي الكوسا والباذنجان والفلفل.. وقال لي سامحنى فهذه اخر مرة فأنا سأنتقل الى الطوابق الاعلى .. ولم أملك الا ان اشكره واتمنى له التوفيق والخير .. والصحة والسلامة ..مع انني حزنت جدا" لهذا الخبر ولكن كما يقال عاشر من تعاشر فلا بد انك مفارق... غدا" نكمل الحلقة 17
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟