أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - سرديات عزازيل 1















المزيد.....

سرديات عزازيل 1


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


لطالما كانت شانتال أكرمان جمالية عالية جدا بالنسبة لي منذ أول مرة شاهدت فيلما لها من ما يقارب عشر سنوات، وهو "je,Tu,IL,Elle" وتبعته بجميع أفلامها مرارا. وجدت فيه تشابها من الكآبة المجردة الصافية، التعبير المفجع مهما كلف من رمزية بعيدة، التجريب السينمائي الذاتوي، الوجه، النظرة، التعابير، الابتسامة الحاوية دمع لا يزول.
حتى علمت بانتحارها في 2015 في أوج اكتئابي، عدم النوم لمدة أسبوعين كاملين، وفقد الكثير من الطاقة للاستمرار، محاولة الانتحار، أنواع إدمان، النبذ المجتمعي والعائلي، وبداية التعبير عن الحرية في وجوه المقدسات الدينية وغيرها.
فكنت أكتب لها ما يُشبه السرديات أسميتها سرديات عزازيل، وكتبت مقالات عنها وعن أفلامها قريبا أنشرهم.
"
كنت أكبت ذاتي عن الكتابة الفترة الاخيرة، المجاز يتشكل صوريا، المعنى يشطح في الروح، الوحي يتحرش باللوامس. أنظر للقلم على أنه أداة للممكن الذي لم أعد أؤمن به، كحيز لإشباعي.
وتستدعي الكتابة مرئيات الانفجار أو البراكين الافريقية، أو الجداول المسعورة، لا الهدوء والرعاية والاقواس الحامية.
الكتب متناثرة على السرير" مقال في فلسفة الدين، الزمان والأزل" "الإنسان الصرصار" "ربابنة الجحيم الشاطحون" "التصوف والفلسفة" .. الخ والأدوية والكثير من الأقلام والأوراق وبعض الفرش.
كلها أدوات لخلق الممكن، القراءة أكثرهم، الكتابة أقربهم، والرسم أجملهم.
سيكولوجيتي مؤخرا غامضة، لست سعيدا ولست حزينا، أنا بين قطبي الشعور بمشاعر متداخلة مع مشاعر أخرى.
تبادلات بسبب ثنائي القطب بين أطراف الجهات، الذاكرة، المآلم والنشوات.
التسمية لما يحدث داخلي بمعاصرة الهواجس صعبة لأني مؤخرا لا أثق في اللغة. لا أثق في اللغة ككتابة بل كحديث، كوسيلة للتواصل مع الأشخاص.
أقراني الجدد سبينوزا وفتشتغتاين و ليفيناس مع أجمل من قرات لهم وأصدقائي الدائمين نيتشه باتاي أرتو أدونيس أدورنو سيلان هلدرلين...
الألم النفسي أو الجسدي يجعل الذات وحيدة، يعزلها ليس عزلا إراديا بل عزلا لغويا ووجدانيا، لا يمكن أن أنقل لك ألمي ولا يمكن أن تنقل لي ألمك، بينما يمكن أن أنقل لك أي فكرة. هذه الخصوصية للوجداني وعموميته أيضا، لأن جميع الناس تشعر بمشاعر أساسية مشتركة. لكن على حسب تجاربي تزود المعرفة الألم لأنها تكشف الكثير من الأوهام حول الوجود، الكثير من الكرامة المزعومة للبشري.
الاشكال الميتافيزقية للتعزية صائتة لأنها تحتاج مجهود أكبر من التصديق. بينما المتألم فقد رابطته، أي فقد يقينه بمركزه نفسه، هذه الحالة مضنية شخصيا، منتجة أدبيا، ولا يمكن أن تزيف.
هناك أشخاص تقاوم، وهذه المقاومة أيضا فعل ميتافيزيقي، لانك تؤمن في زمن ما ستكون أكثر صلابة، وهذا ما قصدت بالمعرفة وتذوقها، فالإيمان بزمن جديد حتى غير متوفر كون الآن لا يمكن الخروج منه. ومن هنا كان عدم إعطاء العهود، الخروج من العلاقات، عدم الوصل..
الألم لا يتم خلقه، الدرجة والكثافة كذلك، الأمر يعتمد على أكثر من علم سواء نفسي أو اجتماعي أو بيولوجي ..
ولا يوجد مقياسا للأمر عاما لكن بالنسبة لي، الشهيق أصبح مملا والزفير أصبح عدما.
الألم لا يسمح لأشكال كثيرة بالحضور، في البدء يرفض الوهمي، الميتافيزقي، الايماني، الثوابت،متون المراجع، التأويلات، لأنها كلها أفعال لا تصل لوصفه. والمقدس غائر في الاندثار من شدة التعب.
أنا أشبهه الألم بكيان آخر يدمر كل ما عداه، بتفريقه عن حامله حتى، هو جزء منه، لكنه منفصل، أو امتداد لطاقة ظلامية، أو بوابة للكثير مما ينعته العالم بالكآبة، السوداوية..
إنه يضعني في مواجهة كل شيء ويجعلني أمضغ كل مكبوتي بلا رحمة وباستنزاف وبتسارع وسعار. فلا يمكن اقتصاد ذلك.
ثمة معارف لشعريتي خارج النص والحسي، معارف من التيه. من التقلبات بين المحدودية والمطلق كحالة نفسية، من الكثرة المتطرفة للمطروح الذي لا أعرف.
وهناك أوجه أخرى لمعارف التيه، وهي الشساعة النفسية لقبول ما هو خارج المنطق كمباحث لا كاعتقاد، من الأماكن الداكنة في الذات.
لطالما كانت هذه الأماكن مثيرة لأنها تفتح أبواب الفوضى.
الاقاصي التي لا اقتصاد في تشوفها وفي الاكل منها.
الأمر خارج الكتابة حتى يوجد في شخصيات أعرفها واقعيا أو قرات عنها.
التطرف بعد بشري لمن أكل خوفه.
وعلى حسب ضغط السؤال عن الهوية والتيه في الإجابة عنها، يتمثل هذا الألم الذي يتفشى بعد ذلك في كل التصورات والقيم والعلاقات تجاه العالم .
وأقصد النسبة في الاقتراب أو الشك في إجابة أو اجابات معينة فهذا مستوى أو الشك كشكل لا يثق في شيء.
يظن الإنسان دوما أن له قيمة، أن أحدا يكترث به مهما كثرت الشواهد لعكس ذلك، يفسر الاشياء لإعطاء قيمة له. أظن أن هذه المركزية المظنونة آتية من الوعي، ومن خلال الشكل الثابت للكائنات الأخرى في الأفعال الواعية.
فالاسئلة عن المطلق أو أسمائه الله، أو الجوهر أو الماهيات هي أسئلة بلا أهمية. وما الذي يطرحه هو بأهمية؟
اللذة بالواقعي من خلال الجسدي أو الاناوي بمصطلحات مثل النجاح، الاحلام، الشهرة.. إلخ.
وتتحدث هنا عن النظرة المتعسفة للجسد والمجرد، النظرة للجسد بهذه الأهمية القصوى وتجنيب المجرد وفي الحقيقة لا يوجد فصل بينهما، فاللذة التي يشعر بها في أورجازم هي لذة عقلية، المخدرات تغير مود عقله، وايضا الجسد حامل هذه الكسارة التي تطحن المجردات، المعاني، الافكار،الصور، المجازات..
إنه عالم متداخل جدا، عالم يضم فيه عوالم، وعالم تضم عوالم...
إن ما يحدث التيه أحيانا، كثرة ما لا نعرف، ونرى إشارات له فتكون المعرفة لما لا نعرف كبيرة، وهذه المحدودية المؤمن بها بكثافة تجعل الإنسان لا يثق فيما يعرف أنه شكل من أشكال الحقيقة أو الأدرية، لكن هذا بسبب المعيار المطلق الذي يقيس عليه، وهو المعرفة الشاملة.
يحن دوما الإنسان إلى تكوين الألوهية المطروح بالقدرة الكلية والمعرفة الكلية. المعيار الأقصى هو الوصول لآخر الحدود. وهذه الطريقة لها سببين
الاول أن ذلك يفتح الدروب بلا نهاية ويفرد الحلم بلا نهاية
ثانيا أنه إن لم يتم استخدام الحلم باقتصاد يجن صاحبه
يحتاج الإنسان لرعاية مجردة، لوصاية حتى لو ثار عليها، حتى لو خلقها ليثور عليها ويناجيها ويناديها ويصرخ في وجهها..
يحتاج أن يرى بسبب طبيعة المخيلة شكلا مفارقا، يتعدى وجوده أحيانا لخارج أبعاده كما عند المتصوفة. حتى لو كان هذا الشكل غير ديني، بل في تطرف في شعور تجاه أحدهم، كره، محبة، الخ
إنه يثبت أنطولوجيا وابستمولوجيا بذلك.
كنت لا أفهم الإنسان عندما أجده لا يسأل أية أسئلة خاصة بوجوده، بماورائه، بحدوده الخ."
اللينك الكامل:
https://elsaiedabdelghani.blogspot.com/2022/04/1.html



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كانت الغربة، والذات كانت الغريم
- فن الشيطان ، تاريخ مصور شيطاني مبهج ل عايدة أمواكو ترجمة الس ...
- مناقشة ومراجعة كتاب ثلاث نظريات في الجنس لفرويد
- ما هي سينما الموجة الإيرانية الجديدة؟
- ما هي الموجة البرازيلية الجديدة في السينما-سينما نوفو-؟
- الموجة الفرنسية الجديدة في السينما
- الموجة التشيكوسلوفاكية الجديدة وفيلم الإقحوانات لفيرا تشيتيل ...
- الشيطان في رواية الجوكر العربي ل السعيد عبدالغني
- فن الخط، يتبع ما يقوده أو مفهوم line art وتاريخه- ميغان كورس ...
- أنا اللئيم الذي عرف حده ولانهائيته
- الاغتراب عن السماء والأرض واللغة
- مختارات من ديوان شِعرائيل
- لينكات لكل ما كتبت-60- كتابا، السعيد عبدالغني
- تاريخ الأورجازم 1
- قراءة في كتاب اللاهوت لعبدالجواد ياسين 1
- تأملات في الخيال الخلاق
- المخرج الياباني ناغيسا أوشيما، العنف كورث شاعري
- المخرج الهنجاري بيلاتار وشعرنة كل شيء
- مختارات من ديوان_أطلال العدم_ للشاعر السعيد عبدالغني
- بعض سرديات مناماتي السريالية


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - سرديات عزازيل 1