|
نخاسة الرقيق كوعي في دولة الاسلاموعروبيين
خزامي مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7218 - 2022 / 4 / 14 - 09:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
_
العنصرية اليوم محل إدانة في كل المواثيق الدولية وإدانتها جاءت كثمرة لحراكات واسعة وثورات ونضالات حقيقية للشعوب السوداء في أمريكا اللاتينية والكاريبي وأفريقيا بالإضافة إلي الثوارت الفرنسية والأمريكية وثورات أخرى. اي بالأحرى كانت قضية القرن العشرين "كما قال: ويلم ديبويز أن مشكلة القرن العشرين هي مشكلة حاجز اللون". الآن بعد مرور ما يقارب القرن منذ حديث المناضل ديبويز نرى العالم مازال مسجوناً في الحواجز اللونية فشوارع واشنطون ومدريد وجدة وأبوظبي مازالت تضج بالمماراسات العنصرية دونكم حادثة جورج فولوريد في أمريكا العام الماضي والعديد من الحوادث . أما في السودان فمشكلتنا أعوص وأكبر بكثير مقارنة بمشاكل بقية البلدان بخصوص العنصرية. لان العنصرية عندنا ليست المشكلة الجوهرية وحدها بل هي تجليات لوعي ونظام للتفكير (براديم) كامل يمكننا تسميته بوعي نخاسة الرقيق وهذه التسمية مأخوذة من أدبيات التحليل الثقافي لاستاذنا محمد جلال هاشم معمل تشريح العقل السوداني ! هذا الوعي وليدة تجربة طويلة من المآسي الذي ذاقها السودانيين و ليست بداياتها قوافل الزبير باشا رحمة في بحر الغزال أو رابح فضل لله في بحيرة تشاد أو محمد الهلالي أو غيرهم من تجار الرقيق ، هذه التجربة اشتركت فيها فئات اجتماعية وتحالفات تجارية كالجلابة واطراف استعمارية كالاتراك وحكومات وطنية كالمهدية وغيرها. وهنا لابد من بيان أن هذه التجربة كانت مسنودة بخطاب ايديولوجي ووعي ثقافي مبرر لها يخاف الكثير من المؤرخين التطرق لها وهي الوعي الاسلاموعروبي محمد علي باشا لم يسترق كل السودانيين فخطاب تبربره يمنعه من استرقاق المسلم العربي أي محرم عنده بالدين، وزرائب الزبير كانت في بحر الغزال لان استرقاق الجنوبيين الأفارقة الوثنيين السود مباح وحلال عندهم في الاسلام والكثير من المبررات . وحتى لانقع في المغالطات المنطقية وأتهامات بالعداء للمسلمين والعرب فالاسلاموعروبية كما يعرفه دكتور محمد جلال هاشم هي أيديولوجيا سماتها " الانطلاق من تصور أن العرب هم أفضل البشر مع تفضيل اللون الابيض باعتبار أن العرب قو ُم ِبيض وليسوا ُسود وبالتالي التحامل العرقي على كل من كان أسود اللون والنظر إليه على انه مجرد عبد في أحسن الأحوال إن لم يكن عبدًا بالأصالة عن خساسة لونه وباقي صفاته الجسمانية من شعر قرقدي وأنف فطساء وبالتالي يجب أن يكون الحكام هم العرب ويجب أن يتصدوا الا المهن الرفيعة التي لا علاقة لها بالعمل اليدوي والجسدي الشاق". هذا الوعي ظلت المحرك الرئيسي للسودان منذ النشأة وحتى يومنا هذا وما دولة الانقاذ وممارستها في التطهير العرقي والقتل الصامت في الشمال والإبادة الجماعية إلا تجليات لهذه الايديولوجيا وما انفصال الجنوب إلا نتيجة من نتائجها ، بالأمس تدوال عدد من الناشطين مقطع فيديو من محاكمة الاسلاميين مدبري انقلاب ال30 من يونيو حملت عبارات عنصرية وشتائم عدة يعف اللسان عن ذكرها وفي تقديري الادانة الواسعة التي أطلقها الناشطون لهذه الممارسة بغض النظر عن هي دليل تحرر أو لها أسباب أخرى فهي تستحق الإشادة و معركتنا الثورية يجب ان يكون من أجل هدم هذا البناء الايديولوجي لا غيره ومقياس ثوريتنا يجب أن يكون مدى تحرر الفرد من الاسلاموعروبية.
خزامي مبارك _ الخرطوم 13 /أبريل/ 2022
#خزامي_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|