سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 7218 - 2022 / 4 / 14 - 06:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من المهم ان يكون هناك مراجعات فى التاريخ.لان كل
تاريخ البشرية لم يكتب الا من خلال وجهات نظر معينة.و هذا يعنى ان الكتابات التاريخية ليست بريئة ايا كان الادعاء بذلك.
فى الغرب بحكم دينامية الحركة الثقافية و قلة المحظورات على المستوى الاكاديمى تمت خلالها الكثير من المراجعات التاريخية لكنها ظلت محدودة جدا عندما يتعلق الامر بالعالم الثالث.و هو تعبير قديم استخدم مكانه تعبير العالم الغير غربى لانى اعتقد انه اكثر دقة.راينا مثلا كيف بدا الفرنسيين بمراجعات بطيئة جدا و محدودة جدا لناحية مرحلة احتلال الجزائر.لكنه لم يصل الى مستوى الاعتراف بالمسوؤلية الكاملة عن اكثر من عقد من الجرائم.
هناك خوف اوروبى من المراجعات حسب اعتقادى لانه يترتب عليه مسوؤليات منها القانونى اى الذى يتعلق بالتعويضات و منها الاخلاقى.
من يعتقد مثلا ان بلجيكا يمكن ان تعترف بجرائمها فى الكونغو؟ او اسبانيا بجرائمها فى امريكا اللاتينية او ان تعترف انكلترة بان تسليمها للصهاينة من يهود اوروبا سبب غالبية حروب الشرق الاوسط؟
و كم باحث غربى يجرؤ على الاقتراب من موضوع الهولوكوست ضمن مراجعة تاريخية .الذين قاموا بهذا عدد محدود جدا تعرضوا للكثير من المتاعب بما فيه السجن لان هذا خط احمر محظور مراجعته.
لكن حتى هذا الامر لم يخلو من تسييس الامر لاغراض سياسية و الكيل بمكيالين فحين تطالب بعض دول الغرب مثلا تركيا بالاعتراف بالجرائم التى ارتكبت بحق الارمن فى تركيا و هى نفسها اى دول الغرب لم تعترف بجرائمها فى افريقيا و امريكا اللاتينية الخ .
يبقى من الضرورى لنا ان نهتم بالمراجعة التاريخية لاهميتها فى بناء المستقبل و هذا هو الاساس.و هذا يتطلب قوة اخلاقيه لمراجعة اخطاء و خطايا الماضى للانطلاق نحو مستقبل افضل.
سليم نزال باحث ومحاضر وكاتب مسرحي وشاعر فلسطيني نرويجي ، له أكثر من 17 كتابًا مثل نظرات في الفكر والثقافة وعلم الاجتماع السياسي ، قبسات في الفكر والثقافة والأيديولوجيا ، الطريق إلى بغداد. فلسطين في القلب الخ
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟