زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 03:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
و في تقديري ، يجب على المرء العاقل صاحب الفهم الحي ، إذا ما أراد أن يكون مثقفاً حقيقياً، وناشداً صادقاً للحقيقة بشكل أصح وأفضل .
أنْ يقرأ و يهتم بتلك الكتب التي تخالف ما يعتقد بالضرورة،
وأن يسعى -قدر المستطاع- إلى الاقتراب بشجاعة من تلك الكراسات المخالفة لرأي الأغلبية، و المذمومة عند العامة من الناس، ( أولها كراسات وكتب الفلسفة)،
والتي تحتضن الدهشة، وتحرض على السؤال ، وتحتوي على أكثر الأفكار الإشكالية ، التي تخالف ما يثق و يوقن .
لإنَّ القراءة على ائتلاف، كشربِ الماء ، لا يَلذُّ إلا لظامئ .
أمّا القراءة على اختلاف، فهي كقدحِ الشرر في هشيم يابس ،
فالهمّة في إكتشاف معرفة الآخر المُختلف،
تُوسّع المدارك ، وتُنشّط الخيال ، وتُحفّز الفهْم على التبصّر والاستزادة..
كما تجعل الروعَ الحصيفِ مُتميزاً عن أفهام أقرانه ،
بخاصة إذا ما كانتْ لديه القدرة على المُثابرة، و مُداورة تلك الأفكار المُختلفة تماماً، عما يُوقنُ أو يعتقد ..
قصارى القول :
إذا لم يحصّن المتعلم الأديب موهبته القصصية أو الشعرية بمزيد من التعمّق الفكري والقراءات الفلسفية والمعرفية المتنوعة ..
سيظهر إنتاجه الأدبي - أيّاً يكنْ ( من شعر أو قصة أو رواية )..
مجرّد هشيم من الكلمات الفارغة، وهراء رخيص ومقيت، ولعب لغوي هش ، وتشكيل قصير العمر، ورصف أنيق لتعابير مُرَكّبة خاوية من الفائدة،
ومزقات أفكار خيالية ممجوجة، نائية عن الجدّة ، تفسد بعضها بعضاً ..
و ظني ، أنه مهما أجادَ في صنعة النحو، أو تحصّف بأسريات البلاغة، فلن يضيف إنتاجه -مع مرور الزمن- إلى الغبار الذي يتكدّس فوقه ،
سوى تدرج باهتٍ مألوفٍ في اللون الأصفر لذاك الهُراء ..
وستكنسه الذاكرة المعرفية للانسانية عاجلاً أو آجلاً ،
بلا أدنى صخب أو ذكر ، أو حتى رثاء غريب..
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟