شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 20:45
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
صباح اليوم وأقصد في اليوم السابع من رمضان للعام 2007 عندما كنت بسجن صيدنايا وبالتحديد في الزنزانة رقم 24 من مجموع الزنازين البالغ 50 وهي تحت الارض بعلو طابقين فلا شمس ولا هواء ولا من يحزنون الا رحمة الرب عز وجل.. بدأت يومي وانا اصبح عندي الان امل كبير بقتل الملل والسأم وبدايات الاكتئاب.. نعم هكذا كانت الامور ولكن منذ ان عرفت سر الحنفية, تبدلت الامور عندي بشكل كبير فلقد أصبح لي صديق بل أصدقاء يسمعون صوتي وهمسي وانا كذلك اسمعهم واحاورهم ونتبادل الافكار.. وتعلمت سر البدء بالحديث عبر ماسورة المياه اذ يكفي ثلاث نقرات على جسم الحنفية فمن يكون منهم ((متصلا")) بإمكانه البدء بالحديث والتعريف عن نفسه ابو فلان فقط بدون أية اسماء اخرى.. فلا احد يضمن ماذا ممكن ان يحصل او ان احدا" من السجانيين يسمع او حتى ممكن احد من العواينة والمفسفسين يلتقط اسم ما وهذا بالضبط ما حصل لاحقا" وسنتكلم عنه في الحلقات القادمة وفعلا" سمعت ثلاثة طرقات ففتحت الحنفية تماما" وكأنني اريد ماء" فسمعت احدهم يقول هل من احد جديد معنا هنا.. وكرر السؤال مرتين او ثلاثة وانا ولا نني اول مرة فلم أخاطر فورا" بالاجابة . وعندما سمعت صوتا" اخر يتكلم وبداية الحديث أصبحت مطمئنة فبادرت بالسلام عليكم انا هنا جديد واسمي ابو رامز .طبعا" اسم وهمي.. وبدأ السؤال من أين انت من سوريا وماهي القضية يعني ماهي التهمة الموجهة .. حتى الاجابة على هذه الاسئلة كنت متحفظا" تماما" او انني أجيب ولا بإيجاز مطلق.. لماذا؟ لاني في زنزانة مغلقة ولا اسمع الا اصواتا" فقط والى تلك اللحظة لم اتيقن من هوية هؤلاء ..فالحذر مطلوب جدا" في مثل هذه الامور.. فقال احده اخي ابو رامز هل انت تحفظ القرأن او تحفظ بعضا" منه. فأجبته بصراحة لا, ولكنني احفظ بعضا" من قصار الصور ليس أكثر .. فقال هل تحب ان تحفظ معنا, فنحن كل يوم نخصص ساعة من الزمن لقراءة القرأن, من اجل الحفظ ..فاذا كانت لديك الرغبة ومستعد سنبدأ معك من الغد..فأ جبته ان شاء الله واغلقت الحنفية... وحان وقت الرياضة وكنت مخصصا" لها ساعة ونصف على ثلاث فترات من اليوم .. فهي التي كانت تعينني على البقاء بحيوية ونشاط...وأشعر بعدها بأنني مرتاح حتى نفسيا" وعندما كنت بمنتصف العملية الرياضية فتح السجان الطاقة ليعطيني وجبة الكعام وكان الوقت قد قارب على المغرب تقريبا".. وغدا" نكمل
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟