أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - اصول اضطهاد النساء














المزيد.....


اصول اضطهاد النساء


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 09:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خلافا لمزاعم كثيرة...فإن اضطهاد النساء لا يرتبط بعوامل بيولوجية، فأسسه اقتصادية و اجتماعية، إذ أن و ظيفة الإنجاب لم تتبدل عند النساء طوال التاريخ، غير أن مكانتهن في المجتمع ما قبل الطبقي لم تكن كمثيلاتها في مجتمع الاستغلال الطبقي، فقد انعدم كل اضطهاد و استغلال لمجموعة أو جنس من طرف أخر نظرا لانعدام الأسس المادية للعلاقات الطبقية، فتنظيم الإنتاج الاجتماعي كان منصفا و كان الكل يشارك في صيرورة الإنتاج لتأمين وجوده و ديمومته، فكون المشاعية البدائية مجتمع كفاف و ندرة اقتصرت فيه الحياة على القنص و التقاط الثمار، حد من كل إمكانية لظهور فائض نتاج اجتماعي و تخزينه. و بالتالي عدم وجود الأسس المادية للملكية الخاصة، إلا انه و بعد ثورة عصر الحجر المصقول و اكتشاف الزراعة و الملح و مناطق صيد محددة و تدجين الماشية، نمت إنتاجية العمل فظهر فائض نتاج مخزون. و تزامن ذلك مع ظهور تقسيمات جديدة في العمل خاصة باعتبار استغلال الإنسان مصدرا لأرباح القلة، فحظيت المرأة بأدوار الإنجاب و التربية نظرا لكونها مصدرا لتلك القوة القابلة للاستغلال مستقبلا، فتحولت إلى ملكية مربحة و مؤسسة اقتصادية و اجتماعية للنظام الجديد قامت بتدمير كل تقاليد المساواة و الحياة الجماعية البدائية، من هنا كفت النساء عن قيام بأي دور مستقل في الإنتاج الاجتماعي، فدورهن تحدده أكثر فأكثر العائلة التي ينتمين إليها.
و هكذا إذن نخلص إلى كون أصول اضطهاد النساء بما أنهن جنس ليس وليد عوامل بيولوجية طبيعية فيزيولوجية، و إنما هو مرتبط بتغيرات اقتصادية و اجتماعية. غير أن هذا الاضطهاد يحتد كلما تفككت اكثرالعلاقات الجماعية و كلما تعمقت التبعية الاقتصادية للنساء و تراجع دورهن في الإنتاج الاجتماعي، عند ما نشأ نظام العائلة لم يفكك بشكل كلي العلاقات الجماعية، و حيث مازالت النساء يشاركن في الإنتاج الاجتماعي مازالت المساواة النسبية مستمرة إلى هذا الحد أو ذاك، فهاته العائلة الممتدة قد اختلفت جذريا مع العائلة النواة في عصرنا.
غير أن تطور أنماط الإنتاج و شكل العائلة و تكيفها مع الحاجيات المتغيرة للطبقات المسيطرة، بقدر تطور أنماط الإنتاج و أشكال الملكية الخاصة في مختلف مراحل التطور الاجتماعي. لا ينفي عنها كونها مؤسسة اجتماعية و اقتصادية طبقية تحدد الطابع النوعي لاضطهاد النساء بصفتهن جنسا و تحافظ عليه، فالعائلة و بفعل طابعها المؤسساتي هذا تعدى آلية لتملص الطبقات المسيطرة من المسؤولية الاجتماعية المتمثلة في الإعالة الاقتصادية لمن تستغل قوة عملهم (النساء ، الأطفال، الشباب...)، بجعل كل عائلة مسؤولة عن نفسها و بالتالي الحيلولة دون اتحاد جميع المستغلين و المضطهدين.
إن اضطهاد النساء لازم كل المجتمعات الطبقية إلا أن حدته تضاعفت مع بروز المجتمع الرأسمالي، إذ أن حاجة الرأسمالية لتحقيق أرباح فائضة، ثم الرغبة في استغلال مفرط ليد عاملة رخيصة لا تبدي أية مقاومة من جهة أخرى، شكلت عاملا في تعرض النساء لاضطهاد مزدوج من جهة بكونهن جنسا، و من جهة أخرى بكونهن عاملات يتعرضن للاستغلال الرأسمالي. فدخول المرأة للعمل دون إدماجهن بشكل مساو للرجل عمق بشكل فاقع دونية النساء، مما سمح لأرباب العمل بتشغيلهن بغياب مساواة في الترقية و بضعف التأهيل المهني و بالتعامل مع اليد العاملة النسائية كمنافس في سوق الشغل، و كمكل للأجور العامل مما سمح لأرباب العمل بتشغيلهن في وظائف ثانوية و إحداث مهن تسمى المهن النسوية كالنسيج، التصبير، الصحة ، الإلكترونيك... قصد ضرب المكاسب العمالية.
فالنساء قي ظل المجتمع يعشن و ضعية جد خاصة تتميز باضطهاد و استغلال مضاعف، فتشغيل النساء داخل البيوت كخادمات دون الاعتراف بالقيمة الاجتماعية لأعمالهن، يمنح الرأسمالية أرباحا إضافية لا يمكن تصور قيمتها إلا عند تقييم ما يمكن إن تكلفه حضانات و رياض الأطفال، و ما يمكن إن تكلفه مطاعم و مغاسل عمومية... أما على مستوى العمل المأجور فهن عرضة لا ستغلال مزدوج: استغلال داخل الطبقة العاملة ككل فان حدتها تختلف حسب القطاعات الاقتصادية و الوضعية الاجتماعية التي يعرفها المجتمع. و من اجل تبرير هذا الهجوم على عمل النساء تلجا الرأسمالية إلى حرب ايدولوجية، و بأنهن لا يعملن إلا لشراء زخارف و أشياء تافهة. و يحرمن من الانخراط في النقابات بدعوة انه لا يجب أن تهرع النساء من اجتماع لأخر فمكانها هو المنزل..........



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة التجارية في تطوان.. ما بين الماضي و الحاضر الجزء الث ...
- الحركة التجارية في تطوان ....ما بين الماضي و الحاضر الجزء ال ...
- الحركة التجارية في تطوان...ما بين الماضي و الحاضر الجزء الا ...
- المرأﺓ...ﺍﻟﻌمل الجمعوي أية علاقة ...
- الأستاذ التلميذ... أية علاقة ؟!!
- - المرأة العاملة بين قانون الشغل و مرارة الواقع -
- اصيلا ذات مساء


المزيد.....




- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...
- من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
- “رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال ...
- رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج ...
- ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
- استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20 ...
- قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع ...
- فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - اصول اضطهاد النساء