|
الغباء والتغابي والاستعباء
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 09:24
المحور:
كتابات ساخرة
يقول المتفلسفون: من الذكاء أن تكون غبياً، ويقولون أيضاً: التغابي فنٌ من أذكى الفنون، وذلك نزولا عند رغبة شاعرنا (أبو تمام) بقوله:- ليس الغبي بسيّدٍ في قومهِ لكنّ سيّد قومه المتغابي ونرى ان كلامهم وكلامه هذا هو عبارة عن محاولة لتمجيد الاغبياء، ومنحهم شهادة فخرية بالفطنة والحكمة والدهاء. . فالذكاء هو القدرة على التواصل والتعاطف والتعاون مع الآخرين في التصدي للمشاكل والمعضلات وحلّها، والاستدلال عليها بالعقل والمنطق. . والتغابي هو التظاهر بالغباء. . والغباء هو ضعف في الفهم والتفكير، اما الاستغباء فيعني التجهيل وصناعة الجهل، ولا حدود للغباء البشري. . فقد ظهر علينا احد المشايخ على شاشة البرامج الرمضانية ليدلي بتصريح خطير يضع فيه الناس في خلف جدران الوعي، بقوله: من أكل البطيخ كتب الله له 70 ألف حسنة، ورفع عنه 70 ألف سيئة، بمعنى انك لو أكلت البطيخ على مدار أيام السنة، ستربح 20555000 حسنة، وستخسر 20555000 سيئة في عام واحد، ولا أحد يعترض على هذا وأمثاله، لكن الهجمات كلها تستهدف العقلاء والفضلاء الذين يسعون لمحاربة الجهل والفقر وسائر الأمراض المجتمعية المتصلة بالغباء الموروث والمُستحدث. من هؤلاء نذكر الشيخ عداي موسى الغريري / أمام وخطيب جامع عمر المختار في اليرموك ببغداد، والذي لاحقته العقوبات الإدارية بلا هوادة لمواقفه الثورية والوطنية، وشعبيته التي اكتسبها من خلال توجيه الانتقادات اللاذعة للمفسدين والفاشلين. . وتستمر الهجمات ضد الشيخ سعد المدرس الذي سار على النهج الصحيح في محاربة النفاق السياسي بشتى أنواعه، ويحث الناس على الابتعاد عن البدع والخزعبلات. . ففي محافظة المثنى تحوّل جرار زراعي الى ضريح مقدس، يقصده الناس للتبرك، وهو قطعة حديدة بالية، ومتروكة في مقبرة الأنقاض والنفايات، وتحوّل أحد أعمدة الكهرباء الى أيقونة لتعليق النذور وإحراق البخور. . بهذه الصورة انتشرت الخرافات بين الناس من دون ان ينبري لها أحد، وما ان يخرج علينا رجل حكيم يرشدهم الى طريق الحكمة والعقل حتى تتولى عليه الهجمات من حيث يدري ولا يدري. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القرم. . حاضنةٌ أخرى لليهود
-
مسلسلات رمضانية 18+
-
الغبار الفيروسي . . حقيقة مرعبة
-
شهادة عالمية بأصالة جنوب العراق
-
نشتري طعامنا من بره
-
قدسية السيطرات الداخلية
-
طريق الحرير لا يبدأ من ربيعة
-
وداعاً لودائع العراقيين في بيروت
-
مرفأ الواصلية -،صلة الوصل مع الماضي
-
الناتو يودع زمن المرجلة
-
العالم بين مبادرتين. . الصينية والأمريكية
-
الأمريكان والباكستان وعمران
-
كتاب: القطيع
-
أيهما سيفوز بمحبة الصين والهند ؟
-
السيرة الذاتية لطرزان بحري
-
كتاب: أسس الجيوبولتيكا
-
مأساة الحقول العراقية المحروقة
-
متى يرقد الرازي بسلام في قبره ؟
-
معممون تنكروا للعمامة
-
مدراء گوترة والحاجة بربع
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|