|
نموذج مِنَ المجازر بِلا مُحاسبة خوفاً من سلطة -- الإمبريالية والصهيونية الدولية --
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 17:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
النموذج المُقزِزّ للأبدان بعد كل مخاض صراع ونزاع وغِمار مهالك وحروب على مسارح دولية متنقلة ترعاها الدول الكبرى ويتم إجراءها تحت انظارها منذ بداية التاريخ الحديث المدون على الارجح قرابة الحرب العالمية الاولى وصاعداً . لا رابح منها سوى المُكدسين للأموال التي تجنيها عصابات القوة الخفية والتي لها الأيادى الطويلة في زرع نواة ما بين مشروع حرب هنا وهناك . والخاسر الوحيد والاول هو الإنسان الذي ليس لَهُ خيار فعل اى عمل مضاد سوى محاولة الفرار والإحتياط من الحرب ونتائجها واول مطلب شخصي للإنسان البقاء على قيد الحياة والنجاة من الهلاك والموت المحتوم بتدبير ملعون من اخيه الإنسان الغاشم . وليس هناك جهد يُبذل في معارضة او مراقبة ضمنية حول من يريد ويُدير آلات الموت تلك إرغاماً وبطرق تصفية جماعية !؟. إنتشر مؤخراً في الصحافة العالمية والدولية والاوروبية الكبرى وبصورة غير مسبوقة اثارت غضباً جماً بعد ما إنسحبت القوات الروسية التي حاصرت العاصمة الأوكرانية كييف طوال اسابيع مداخل ومنافذ واطراف ودروب الكبرى والصغرى للعاصمة حيث وقعت في شمال غرب تلك المدينة "" بوتشا "" تحت ما يشبه بقايا حياة كان الانسان هناك وتم إبادتهِ بالكامل وربما دفنهِ حياً . ومباشرة توجهت اصابع الاتهام للقيادة العسكرية الروسية كونها تتحمل رعاية ومراقبة كل التحركات المناطة بها خصوصاً على مشارف العاصمة كييف. اعتبرت قيادة اوكرانيا وبدون شك تحمل مسؤولية الجنود الروس مع ادلة كافية للإدانة الفاضحة للمجزرة وللقبور الجماعية التي كُشِفت بعد ساعات قليلة مع إطلالة النهار وبداية الانسحاب للقوات الغازية الروسية . لكن الذي اثار جدلاً كبيراً وواسعاً ومحيراً بعد كشف فضيحة الإبادة والقتل والعثور على الحفر الجماعية المنتشرة والمتوزعة في مناطق واقعة على تلال بوتشا التي بدورها سوف تدخل التاريخ من باب المجازر المنظمة !؟. بعد إحصاء وكشف عدد وارقام قابلة للتزايد "" 415 "" ، جثة في اشارة الى تعمد تصفية الجنود الروس للتجمعات المدنية المتواجدة ومحاولاتهم الهروب من جحيم الحرب القاتلة . بالرغم من كل الادانات والتوقعات حول المجزره في تصنيفها وعلى كل المستويات يراها الجميع في مصافٍ غير لائقة ويجب محاسبة ومعاقبة كائن من يكون ويتحمل مسؤولية الإستهتار الإنساني هذا وبتلك الطريقة البشعة .يبقى السؤال مجدداً ؟ ما هي علاقة تهريب قادة الميليشيات النازية الجديدة التي اعلنت عن اسمها "" ازوف - azof "" والمرتزقة المرافقة لها من مدينة "" ماريوبول "" ، هل هم من قاموا بمجازر مشابهة وقد تنتقم القوات الروسية بعد فضيحة مشاهدة الارتال من الدبابات الروسية بعد وقوعها تحت نيران المقاومة الاوكرانية التي اعلنت عن تدميرها الدبابات المهاجمة. الدمار الشامل والمسح العشوائي للمناطق بعد قصفها من الصعب تحديد المواقع وتثير الجدل حول علاقة تلك العصابات القاتلة والمسمومة في نهجها العنصري الذي يعود بنائهِ لما قامت بهِ حاشية النازي الاول والاخير في العصر الحديث "" ادولف هتلر "" كان شعار الصليب المعقوف اداة مرعبة وخطيرة وارهابية النظرة الخبيثة ،الجيش الوحيد الذي تم ايقافهِ ودحر مشروعه العنصري على ايادي الجيش السوفياتي الاحمر ومن حينها صارت العداوة والبغضاء من الصعب وأدها لأسباب جوهرية حول إمتلاك قرار الحرب والسلم في عقر دار اوروبا التاريخية وصولاً الى الأن !؟. العِقد التاريخية المعروفة للجميع والتي تتحمل مسؤوليتها الاولى ورعايتها هي الادارة الامريكية عندما احدثت دماراً شاملاً في حربها ضد اليابان وغاراتها التي اغدقتها وبكل حقدها قنابلها المدمرة على مدينتي "" هيروشيما - و ناكازاكي - "" وتم احراقها بالكامل . ولم نجد محاسبة فعلية للأمريكان وتم تغطية افعالهم حسب تقارير المنظمات للحقوق المدنية ورعاية الانسان ، وكان العقاب لا يخرج عن دفاع امريكا عن قوتها دون محاسبة . وكذلك رأيناها في نهاية حربها الضروس ضد المقاومة الفيتنامية وكانت امريكا تستخدم اساليب خارجة عن المعقول في "" لهيبها الحارق بعد إستخدام النابالم "" الذي حصد مئات الألاف من الضحايا الفيتنامية ومرَ الامر دون حساب او تجريم لدور عنصرية امريكا وزبانيتها المشتركة في جمعيات حقوق الانسان في سويسرا وفرنسا وفرساي . واذا ما عددنا التواريخ للمجازر فمن الضروري العودة الى ايام الاجتياح الصهيوني الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت عام " 1982" بعد ما تم ابعاد قوات منظمة التحرير الفلسطينية وطردها من لبنان ، وقعت المجزرة البشعة في المخيمات الفلسطينة المحيطة بضواحي بيروت وعلى ارض بيوت "" من صفيح "" ، معزولة وتحت مراقبة وحصار السفاح الدموي وزير الدفاع الإسرائيلي حينها " ارئيل شارون " وأمر بالإبادة الجماعية التي نفذتها قوات اسرائيلية ولبنانية مشتركة إنتقاماً "" لإغتيال الرئيس المنتخب اللبناني بشير الجميل"" . حيث اثارت مجزرة صبرا وشاتيلا وقتها وحينها بعد تعليق مقتضب من الرئيس الامريكي رونالد ريغان بعد تصريحه في اعلان حق اسرائيل وحلفاؤها في التصدي للإرهاب مهما كانت الأساليب في عمليات القتل الجماعي ، مع المحاكمات في محكمة لاهاي الهولاندية وفي بلجيكا تم إغلاق ملف ابادة اكثر من "" 3500 "" لبناني وفلسطيني وسوري حسب رؤية الادارات لأسباب تقنية ومنع توجيه اي تهمة الى الصهاينة واعوانهم . كما إن الإخفاقات في فضح دور امريكا وفرنسا وبريطانيا ودول امبريالية مرافقة بعد المجزرة التي حدثت في ايام حرب الخليج الثانية في شهر شباط من العام "1991" بعد الإغارة على ملجأ العامرية في وسط وقلب بغداد حيث تم تدمير الملجأ تحت تهمة وجود اسلحة دمار شامل وكانت الحصيلة اوقعت "" 450 "" ضحية ما بين اطفال ونساء وشيوخ ، ولم يتم محاكمة اية جهة لأسباب معروفة . اما التهمة الفاضحة والتي تنحنى لها الهامات هي المجزرة التي وقعت في جنوب لبنان عام "" 1996 -18 نيسان-"" في مقر الامم المتحدة وتحديداً القوات الفيجية تعرضت لقصف مركز مما ادى الى سقوط اكثر من "" 110 ضحية "" بينهم ضباطاً وجنوداً ، من الذين اعتقدوا انهم في اماكن آمنة تحت العلم الأممي لكنها الفاجعة والفضيحة كانت ثقيلة بعدما صرح العدو الصهيوني انه تصدي للإرهاب وما زالت القضية معلقة ولا تحتاج الى دليل في تعامل الادارات الرسمية وتغطيتها لعوامل تصب في مصلحتها . في العصر الحديث من الصعب ان يقبل اي انسان رؤية المجازر دون الشعور بالتقصير والمطالبة بالقصاص العادل . لكننا جميعاً سوف نصطدم بالَّسد و بالحائط المنيع الذي شيدتهُ الامم المتحدة في محاولاتها تقييّم الامور وتجييّرها لمصالحها والدفاع عن الشعوب المقهورة بعد مجازر في افريقيا التي حصدت مئات الالاف في راوندا في التسعينيات من القرن الماضي. اضافة الى مجازر البوسنة والهرسك وكأننا امام استعادة محاكمات تحت شعار طبقي وعنصري وربما تراهُ الامم المتحدة وإعتبارهِ سوء تدبير بعد التدخل الفظيع لإدراج المحاسبة . روسيا لها دور في ايقاف الحرب والمجازر في نفس الوقت من الصعب تحديد المواقف بعد التطرف في المواقف وإستغلال الغرب وتجييش وحشد كافة الطاقات ضد روسيا فقط !؟.
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في / 10 نيسان - ابريل / 2022 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زائرة ألليل على هودج مُطَهَم
-
كيف لنا تَصدِيق سلطان تركيا رعاية مفاوضات السلام بين روسيا و
...
-
أُعِيدُ مُجدِداً إليكِ -- فهل تقبلين --
-
قبل نهاية مواعيد مُحددة لبنان يضمحِلُ
-
كَلِمات حَزينة -- حنونة ثقيلة --
-
اللجوء والفِرار وإدراجهِ حسب التميَّيز العنصري
-
إنارة الغرفة -- أم إضاءة الشمعة --
-
ألفرق الشاسع ما بين مقاطعة أمريكا وإسرائيل والعقوبات الراهنة
...
-
خُذي كُل شيئ منى -- حتى عيونيّ ألباصِرة --
-
عطاء وسخاء المرأة بِلا مُقابل لكنها مُحاصرة
-
قَصيدة ألوهَم و ألزَعم
-
الدب الروسي يبحثُ عن فرائس متعددة
-
أين .. وكُنتِ .. ومازلتِ ..
-
على وشّك حرب طاحنة -- قد لا تقع --
-
أسطورة المرآة العاكسة
-
العَقدْ الإبراهيمي المُبرمَم لمصلحة الكيان الصهيوني .. وترهُ
...
-
أوكرانيا ظلم وقهر وعهر وإستبداد
-
هدية عيد ميلاد ملاكتي المسافرة في حضوري -- منيرة طه --
-
طالبان خارج حدودها تحت حماية الناتو
-
الحوار اللبناني الساقط ضمناً
المزيد.....
-
تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت
...
-
شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في
...
-
ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما
...
-
لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح
...
-
رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي
...
-
-القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح
...
-
كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
-
أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار
...
-
13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|