أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - نشتري طعامنا من بره














المزيد.....

نشتري طعامنا من بره


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 02:50
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


لو استعرضنا الأطعمة التي نتناولها في الوجبات الثلاث لاكتشفنا أنها كلها مستوردة من خارج العراق, حتى الأواني التي نتناول فيها طعامنا نستوردها من البلدان المجاورة لنا، فالملاعق والأقداح والاطباق والشوكات كلها من هناك. ولا توجد لدينا مادة غذائية واحدة تحمل هويتنا، باستثناء بعض المواد النادرة وعلى نطاق ضيق جداً، وفي مناسبات موسمية محددة. فالسكين التي نقطع بها الخضار مستوردة، والوعاء الذي نضع فيه السلطة مستورد، والمائدة التي نوزع فوقها الأطباق مستوردة، والقدور والمحارم الورقية وأجهزة الطبخ بالغاز أو بالميكروويف كلها مستوردة. .
يتألف طعامنا هذه الأيام من مشتقات الألبان الإيرانية والسعودية والكويتية والتركية، والبطاطا والطماطة والخيار والبطيخ الإيراني والكويتي والأردني, والقمح المستورد من استراليا، والرز الفيتنامي والباكستاني, والسكر التايلندي، والشاي السيلاني، والتوابل الهندية، والبقوليات الصينية, والأملاح الإماراتية، والمياه المعدنية الخليجية، والفاكهة المتعددة الجنسيات, واللحوم الصومالية، والأسماك البورمية المجمدة، ناهيك عن الدجاج الطائفي المجمد. حتى التمور صرنا نستوردها من دول الجوار. .
تمتلك الشعوب الأخرى مصانعها الإنتاجية الجبارة, بينما مصانعنا معطلة بسبب الإجراءات التعجيزية التي فرضتها عليها الدولة، وتمتلك الشعوب الأخرى حقولها الزراعية الواسعة، بينما حقولنا يقتلها الظمأ. هم ينتجون ونحن نستهلك. هم يزرعون ونحن نأكل. هم يصدرون إلينا كل ما يلزمنا وما لا يلزمنا حتى قبل أن نطلبه منهم. .
نحن نعيش لنأكل ببركات الذين رسموا للعراق خارطة الفشل، ونتناسل فيزداد تعدادنا. حتى أصبحنا شعباً كسولاً مترهلاً، يشتري طعامه من بره. .
لقد غدونا أمة مستهلكة، نأكل أكثر مما ننتج، بل أصبحنا لا ننتج شيئاً تقريباً، ثم أدى بنا الاستهلاك إلى الإسراف، والإسراف إلى الضياع، وكأننا لا نعلم أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تصنع، أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء. .
لقد انحدرت عندنا المؤشرات الإنتاجية، وأصبحت العلامة الأسوأ في حياتنا، وباتت حقيقة دامغة لا ينكرها إلا جاهل. كنا في مراحل سابقة أمة متبوعة فصرنا أمة تابعة، وكنا أمة مصدرة للعلوم والفنون والآداب فصرنا أمة مستوردة لشتى صنوف الأفكار الهدامة، وكنا في موقع الصدارة فصرنا في ذيل القائمة، وكنا أمة منتجة فأصبحنا من أشهر الأمم المُستهلكة والمستوردة. نستورد كل شيء من المأكل إلى المشرب. .
لا شك أن هذا التباين الكبير بين أحوالنا اليوم وأحوالنا في خمسينيات القرن الماضي يضطر كل مواطن إلى المقارنة بين الحالتين، ولا شك أن أي عاقل لن يستطع إنكار هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي أن ما حاق بنا من تراجع وتقهقر يرجع في المقام الأول إلى الغباء والإهمال وسوء التخطيط وغياب الروح الوطنية المخلصة.
والله يستر من الجايات



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدسية السيطرات الداخلية
- طريق الحرير لا يبدأ من ربيعة
- وداعاً لودائع العراقيين في بيروت
- مرفأ الواصلية -،صلة الوصل مع الماضي
- الناتو يودع زمن المرجلة
- العالم بين مبادرتين. . الصينية والأمريكية
- الأمريكان والباكستان وعمران
- كتاب: القطيع
- أيهما سيفوز بمحبة الصين والهند ؟
- السيرة الذاتية لطرزان بحري
- كتاب: أسس الجيوبولتيكا
- مأساة الحقول العراقية المحروقة
- متى يرقد الرازي بسلام في قبره ؟
- معممون تنكروا للعمامة
- مدراء گوترة والحاجة بربع
- كتاب: عقلية الصندوق الأسود
- طائرات أوروبية في القفص الروسي
- حروب الاحتكاكات الحدودية
- تناقضات ماكرون وشخصيته الماكرة
- جولة في مداراتنا الفضائية


المزيد.....




- ترامب يهاجم زيلينسكي: ليس لديه أوراق ولا شيء ليتباهى به
- فيديو جديد يُظهر ما حدث داخل مبنى CNN تركيا أثناء وقوع الزلز ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: العقوبات والسيادة والتغيير في سوريا ...
- الكويت.. حبس 3 خليجيين لتزويرهم الجنسية منذ 36 عاما وتغريمهم ...
- قاضٍ فدرالي يحبط خطط ترامب لتفكيك إذاعة صوت أمريكا ووسائل إع ...
- تعزيزات أمنية واحتجاجات في كشمير عقب مقتل عشرات السياح في هج ...
- غضب في بغداد بعد تصريحات الرئيس عون عن الحشد الشعبي والشيخ ا ...
- اجتماع وزاري عربي في القاهرة: لا سيادة لإسرائيل على القدس وم ...
- لافروف: الغرب يحاول العودة إلى -اللعبة الأفغانية- في الدوحة ...
- ليبيا.. حبس عنصر من جهاز الدعم المركزي بتهمة دهس مشجعين في م ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - نشتري طعامنا من بره