كنت في سجن صيدنايا 6/30

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 14:53
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

سألني احدهم ماذا يعني الرقم 5 من 30 وهو رقم الجزء السابق. وهل هي اجزاء وحلقات وهو معتقدا" انه بقيت 30 يوما بالسجن.. فكتبت له مصححا" أنا اكتب من 30 واعني به ايام شهر رمضان والتي قضيتها ستة مرات في سجن صيدنايا اي انني بقيت معتقلا" لمدة ست سنوات ولكن احدى أشهر رمضان, قضيتها هنا في زنزانة اي منفردة, وعنها اكتب الان ....وصلنا في نهاية الجزء الخامس ونحن نتحدث عن مبنى محكمة امن الدولة العليا الذي كان في شارع 29 ايار والقريب من ساحة السبع بحرات.. ومبنى المحكمة كان تماما" بظهر مبنى فرع دمشق لحزب البعث سابقا" والذي يشغله حاليا" اتحاد الحرفيين.. كل هذه الحارات والشوارع كنت أعمد الى تشكيلها من خلال حبات بذر الزيتون الجافة وهكذا تتوالى الايام وبهذا الروتين الى أنه في احد الايام وقبل موعد الافطار بساعة تقريبا" قمت للوضوء وعندما فتحت الحنفية كانت المياه مقطوعة ولكنني سمعت صوت من داخل الحنفية ... وعندما فتحتها قانية جاء الصوت .. قمت بفك الحنفية وفصلها عن الماسورة ,ووضعت اذني لاسمع ذاك الصوت وهنا كانت المفاجأة..فقد كان حديثا" يدور بين اثنين او ثلاثة.. وعرفت فيما بعد بان كل زنزانة في ماسورة وحنفية و بامكان المعتقل ان يفتح الحنفية فقط واثناء انقطاع المياه ليسمع حديثا" او يتبادل الحديث مع احد المعتقلين ..وكان ذلك شىء عظيم وممتاز .وانك لست وحدك هنا .. وانما صار بالامكان التحدث مع الاخر. وممكن هذا الاخر قد جاء حديثا" للسجن ومعه أخبار جديدة عن الحالة وكيف تجري الامور.وبصراحة كانت سعادتي لاتوصف..ولكنني كنت اخشى الدخول في الحديث مباشرة .فلربما كان فخا" من مجموعة السجانين. وربما ...وربما .. وهواجس كثيرة ومتناثرة . ومخاوف من هنا وهناك وبشكل عام من المجهول وراء هذا العمل..ولكن يبقى الفضول عند الانسان قويا" في الاحوال العادية. فكيف انا الموجود في زنزانة تحت الارض بحوالي طابقين ..فكان لابد من المخاطرة والمغامرة واكثر من القرد الله ما مسخ.. فلم يعد شيء نخافه او نخسره مادمنا اصبحنا في في سجن صيدنايا..كما قلت فان سعادتي لاتوصف بوجود هذا الصديق الجديد والذي سينسيني مرارة وقهر الزنزانة.. وفجأة جاءت المياه وقمت فورا" باقفال الحنفية تحسبا" وانتظارا" لحين معاودة الحديث,اذا تيسرت الظروف..وبقطعة قماش مبللة بدأت أمسح بعضا" من بقع الدم الموجودة على الحيطان.. ويبدو انها من اثار التعذيب لسجناء كانوا هنا قبلي.فقليل من الاهل او المعارف او حتى الاصدقاء يعلمون مايجري داخل المعتقلات والسجون فانواع التعذيب متعددة بدءا" من التعذيب النفسي القاهر,الى التعذيب الجسدي المميت احيانا" كثيرة..ويبدأ هذا النوع بموضوع الضرب المبرح وعلى كافة اجزاء الجسم, ويتقصد الجلاد السجان ان تكون ضرباته موجهة للاماكن الحساسة في جسم المعتقل.. واحيانا" تكون مثل هذه الانواع من التعذيب اجتهاد شخصي من السجان وفقا" لحالة نفسية معينة يعيشها هذا الجلاد. إما في بيته ,او مع مرؤوسيه, ويأتي الى السجناء ويبدأ بتعذيبهم ..هكذا وبشكل مزاجي تماما".. وكان يقوم بضرب السجين بالكبل الكهربائي العريض وهو يدخن او يغني مثلا"...غدا" نكمل

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات