أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية














المزيد.....


عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 7 - 14:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بين كل طلوع الشمس وغروبها تسمع وتقرا عن إعلانات للانضمام للجيش ودفعات من الشباب انضمت للتدريب العسكري السريع وأخرى من الجيش تخرجت وثالثة انقضت على إحدى المرافق العامة أو قفلت حقول ومواني تصدير النفط، أو حدث بين المجموعات المسلحة شجار فخرجت كل منها بسلاحها الثقيل لدك منافسيها، أخر تلك الاشتباكات مقتل خمسة افراد بالقرب من شارع الصريم بطرابلس وترويع الامنين في بيوتهم في شهر رمضان الكريم.
خلال الأشهر القليلة الماضية تخرجت دفعة من الكتيبة 444 وتم قبول طلبة لدعم الاستقرار وافتتحت أكاديمية في المنطقة الشرقية وقامة الهيئة العامة للبيئة بتعيين فرقة مسلحة تابعة لها، وفتحت الكلية العسكرية أبوابها، وهناك ألاف من التعيينات في المنطقة الشرقية خارج الملاك الوظيفي وبالمثل الاف من الأفراد في حرس المنشاة انضموا ولم يتم تسوية أوضاعهم، فلقد تضاعف حرس المنشاة من عدة أفراد من الشرطة في الستينات إلى أربعة ألاف فرد حتى 2010 إلى قرابة 24 ألف مع نهاية سنة 2021 علما بأن معظم حوادث قفل الحقول والمواني النفطية لم يحدث من أمريكا ولا بريطانيا بل حدث ممن يحرسون المنشاة النفطية.
هناك كليات وصلت عدد دفعاتها إلى 52 دفعة من ضباط وضباط الصف، قضي الكثير منهم نحبهم في حروب عبثية ليس لتحرير القدس ولا رد العدوان الخارجي الوهمي الذي لم يأتي يوما، بل بين أبناء الوطن وفي سبيل تنصيب سياسيين للحكم (وهم سياسيون من النوع الردئ)، فقد الوطن أكثر من 40 ألف خلال العشرية الماضية وهناك من المعاقين ما لا يعد ولا يحصى. فما هو المغزى من الاستمرار في فتح الكليات العسكرية والتوسع في التدريب العسكري والاستمرار في قبول الطلبة في هذا المجال، مع وجود عشرات الألاف من العسكريين النظاميين، ويقدر عدد الضباط ذو الرتب العالية أكثر من 30 ألف ضابط إضافة الى المقاتلين المنضمين من القوات المساندة ومن حرس المنشاة النفطية والمرافق الحيوية وحرس الحدود ناهيك عن جيش جرار لحرس المصارف.
لا شك أن دولة كليبيا لها عدد سكان قليل لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المنخرطين للسلك العسكري والأمني، والذي لم تصل إليه ليبيا حتى في عقود حكم العسكر والذي كان الجيش لم يتجاوز 70 ألف. هذا الكم الهائل أصبح عبئا ثقيلا على الدولة ويشكل جزء كبير من المجموع العام لموظفي الدولة الذين يتجاوز عددهم المليونين ونصف، والأهم من ذلك توظيف الشباب في مجال غير مثمر غير مجدي غير منتج ليصبح هذا القطاع عالة على الدولة, والأكثر أهمية أن هذه المجموعات التي لم تتحصل على أي مهارات أو مهن مستواها التعليمي المتواضع تكون ألة جبارة لزعزعة الاستقرار وإجادة مهنة واحدة وهي استعمال السلاح لتصفية الخصوم ولا أريد أن أقول "القتل".
أن يتم تدريب هؤلاء الشباب على المهن وعلى إدارة الأعمال من خلال تكوين حاضنات أعمال ومنح قروض تنموية وتشجيع المصارف على طرح مشاريع مشاركة أفضل بكثير من السلك العسكري بل تسجيل هؤلاء الشباب كعاطلين عن العمل ومنحهم الحد الأدنى للمرتبات الأساسية أفضل من السلك العسكري، بالمقابل ما الذي يحفز هؤلاء الشباب على دخول الجيش؟
هناك عدة أسباب تجعل إتجاه العديد من الشباب للانخراط للمجموعات المسلحة، أولها ضمان مرتب مجزيء بجهد قليل وبلا إنضباطية، فمعظم أفراد الكتائب المسلحة والشرطة والجهات الأمنية الأخرى يكون دوامهم للعمل محدود بثلاثة أيام في الأسبوع ومنهم حتى مرات محدودة في الشهر، ويكون الوقت كله لأعمال شخصية أخرى أو القيام بعمل موزي حر.
الصورة الأخرى لصغار السن هو التبجيل الإعلامي لمن يمتطي السلاح بعد ثورة السابع عشر من فبراير والتقدير لمن لا يحمل أي مهارات أو رتب سوى إرتداء البدلة العسكرية وقيادة سيارة باهضه الثمن لم يفكر يوما في شرائها، وما تعطيه من مكانة مزيفة تلاحظها عند بعض الدوريات غير المنضبطة أو أمام المصارف أو في تسيير المرور على الطرق العامة وهذا يحتاج إلى مهنية عالية لم يتم تدريب هؤلاء عليها.
كثيرا ما نتحدث عن التأخر وسوء الحال والتهميش وتدني البنية التحتية والبطالة كذلك، في حين أننا نهدر أهم عوامل العملية الإنتاجية والعامل الأساسي في النهوض بالأمم وهو الطاقة البشرية لنلقي بها في المعسكرات وأمام بوابات المصارف وفي مفترق الطرقات بدعوى المحافظة على الامن، وبسبب عدم وجود التدريب المناسب والضبط والربط لهكذا أعمال نجد أن الكثير منهم يتصرف بعشوائية تفقد هيبة الامن ومؤسسات الدولة هيبتها.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنازع الحضارات والاستبداد
- برلمان العار: تقوده الأمم المتحدة للرشد بالسلاسل
- وجه التباين: مواجهة التمرد في ليبيا واثيوبيا
- الدولة الفاشلة والبحث عن الهوية
- مكائد دول الاستبداد: السودان مثلا
- الدور الروسي في ليبيا
- صناعة حاضنة الانقلابات
- نكبات التعليم الجامعي
- القطيعة مع لاعقلانية المشارقة
- التخدير الشعبوي للأمة: هل هناك انتخابات؟
- تطور الاحداث في تونس وانعكاساتها
- واقع العمل الحزبي في ليبيا
- السبيل إلى أحزاب فاعلة
- دعوة لتنشيط العمل السياسي الحزبي
- هل أصبحت الفيدرالية مطلباً لكل الليبيين
- مجلس النواب أم مجلس الذئاب
- رد الملام على إهانة رموز الإسلام
- لماذا فشلت مفاوضات تونس
- عن بعد: بيانات تقاسم السلطة
- نواب الأمة أم نواب العجز والتواطؤ


المزيد.....




- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية