أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثاني














المزيد.....


الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثاني


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 6 - 15:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الجزء الاول من المقال، انتهينا الى ان الرغبة والحب والوعي ومشاعر السعادة تهيمن على انتقاء الحكم من بين الكم الهائل للصور الفكرية المسجلة في الذاكرة (البيانات).
تتوسط الاحاسيس في نقل الجمال والملذات الى العقل لتترسخ في الذاكرة وتكون دافعا تُسَير الحياة الإنسانية. الجمال هو في كل ما يسر الرائي، بدءا بجمال الطبيعة الخلابة، من أشجار وينابيع وبساتين والزهور والجبال والجو الصافي، وكذلك المحيط حولك من حواسيب، ولوحات، والاثاث والكتب والموسيقى والتلفزيون والطيور والمتاحف، والرقص والنبيذ والاكلات المشهية والفواكه، كلها جمال وملذات، كل هذا الجمال هو الذي يُسَير ذاكرتك. نحب كل ذلك لأنفسنا لان الانسان بطبيعته اناني ولن يتحرر من تلك الطبيعة. يفسد الانسان حين يتعلق بشيء ما بشدة. الرغبة هي التعلق، هي المحرك الرئيسي في حياتنا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، حين ينظر (البعض منا) الى سيارة جميلة في المعرض ومواصفاتها البديعة، يبدأ الفكر بخلق صورة عنها في الذاكرة، يصور لك وانت تقود هذه السيارة والناس تنظر اليك، وتتمتع بمكوناتها الترفيهية، هذه الصورة أصبحت مقترنة بفكر، لذلك يصح ان تطلق عليها تسمية الصور الفكرية ثم تخزن في الذاكرة. تبدأ بالسعي للحصول على تلك السيارة، تجمع المال وتبذل الجهد، وتشعر بالسعادة كلما اقتربت من جمع المال لتؤمن كلفة السيارة. فالسعادة هي تلك الفترة التي تفضي لتحقيق الرغبة. بعد شراء السيارة وتحقيق الرغبة، ستشعر بالسعادة العظمى، ثم تبدأ تلك السعادة بالتضاؤل مع الزمن ونسيانها، ليحل محلها رغبة او رغبات لاحقة، وهكذا.. الرغبة تثبت في الذاكرة كصورة فكرية لتحرك حياتنا. ركزت الأديان على الرغبة الإنسانية، من خلال خلق الانسان للصور الفكرية وحفظها في ذاكرته لتكون مرجعا ومصدرا للالتزام بتعاليم الدين مقابل الحصول على الجنة، فوصفت الأديان عموما الجنة وما فيها من أشجار وبساتين تجري من تحتها الأنهار، وفواكه وارائك وحوريات وكل ما لذ وطاب، كلها صور توجد مثيلتها في الطبيعة، يبدأ العقل بخلق صور فكرية عنها وتخزنها في الذاكرة. بيد ان الرغبة ليست حب لان الحب عاطفة، ليست ذكاء، لأنها خزن وحمل صور فكرية، اذن لنفهم معا طبيعة الرغبة. الرغبة ليست صورة تلتقطها الاحاسيس فحسب، بل هناك طاقة خلفها.
نحن جميعا ننظر الى الأشياء خارجنا، ولكن هذه الأشياء لا تحرك جميعنا بنفس المستوى، فقد يكون منظر بدلة في نظر البعض خارقا في الجمال ومعيوبة رخيصة في نظر البعض الاخر! فلابد من ملاحظة الرغبة كما ينبع من نفسك من داخلك! ان طاقة الرغبة تنبع من الداخل، وتصاغ في داخل النفس وفق طقوس المجتمع والأخلاق السائدة فيه.
في حياتنا ومن خلال تطور مفردات اللغة، أصبح للموجودات أسماء، وتضاف كل يوم العديد منها الى قاموس اللغة بحسب التطور الحضاري، والرغبة ليست التسمية، لأنك إذا نظرت الى شيء من بعيد فالرغبة في اقتناء الشيء ليست الشيء نفسه، أي لو نظرت الى قميص، والقميص شيء من الموجودات، لكن الرغبة في اقتنائه طاقة تكمن داخلك انت، أي لا انظر للكلمة نفسها، بل للفكرة التي حملتها الكلمة في الذاكرة. وهذه الطاقة تختلف من شخص الى اخر، فالشيء الذي تنظر اليه يحرك عندك الرغبة او لا يحرك، حسب الطاقة التي تزدهر بها الرغبة في نفسك، فان لم نفهم الرغبة تنشأ الخلافات، فمثلا انا ارغب بشيء وزوجتي ترغب بشيء اخر والاطفال برغبات اخرى ...
ان مصدر الرغبة هو استجابة الاحاسيس. فحين ترى شيئاً فان الرؤيا تجلب لك استجابة. الرؤيا توقظ الاستجابة ثم اللمس (او أي إحساس اخر) ثم خلق الفكرة، حيث تخلق لك الصورة الفكرية، ليريك منظرك في المجتمع والبيئة التي تعيش فيها وانت تقتني ذلك الشيء. والاقتناء يأتي بعد ان تقدر كل المعايير الأخلاقية والمحددات الاجتماعية في بيئتك. فان كانت الرغبة في اقتناء ملابس، ستتصور نفسك وانت مرتديا اياها، وتقدر القيمة الاجتماعية التي تجعل منظرك مقبولا في نظر الاخرين بل تجعل الناس تنبهر بشكلك بهذه الملابس، ثم تحولها الى صورة فكرية وتخزنها في الذاكرة. اما لو تصورت بان لبسك لهذه الملابس غريبة في بيئتك (الريفية مثلا) وستصبح مثارا للسخرية، فإنك لن تسجلها كصورة فكرية ثم لطاقة رغبة تسعى لتحقيقها. ان تلك النظرة الاعتبارية الأخلاقية الاجتماعية تحيدك عن تحميل الصورة الفكرية في الذاكرة أي تصد الرغبة. وهنا تأتي الإجابة على التساؤل ان كان بالإمكان عدم خلق تلك الصورة وخزنها في الذاكرة. اي بعبارة أخرى لو سألنا ما الذي يسيطر على الرغبة؟ انه الاخلاق، وهنا يأتي الالتزام والمسؤولية الكاملة عن افعالنا.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصور الفكرية في ميزان العقل
- حكم الشعب ام حكم النخبة؟
- البنك المركزي العراقي بين المطرقة والسندان
- الركون الى العبادة يقضي على الفكر التأملي
- نظرية الظروف القاهرة او الطارئة تمييع للالتزام
- طبول الحرب تدق بين الصين والولايات المتحدة الامريكية
- البزوغ والافول في تاريخ الامم
- تأمل خوارزمية الحب والكراهية في الانسان
- الذي يحدث للعالم اليوم سينهي الحياة على كوكبنا
- ازمة أوكرانيا تمتن التقارب الصيني الروسي وستولد نظام تداول م ...
- النمو والرفاهية والسياسة الاقتصادية في إقليم كوردستان العراق
- التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي
- هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟
- شرارة الحرب العالمية القادمة تبدأ من تايوان
- اللمسات الإنسانية في الادارة HMAN TOCH
- في ضوء الملتقى الوزاري لآفاق الطاقة في المستقبل
- المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر
- مراجعة الاثار السلبية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط
- العراقيون بين حلم الرخاء والترقي وواقع السياسة الامريكية في ...
- القضية الكوردية من الرؤية الاستراتيجية للدول العظمى


المزيد.....




- ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي ...
- مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و ...
- 12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
- سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
- مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى ...
- البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
- طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
- سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثاني