أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عناصر الفرح في رواية -زنزانة- قتيبة مسلم














المزيد.....

عناصر الفرح في رواية -زنزانة- قتيبة مسلم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


عناصر الفرح في رواية
"زنزانة"
قتيبة مسلم
اعتقد أن الأدباء الأسرى تجاوزوا التركيز على الفكرة/المضمون وأخذوا يركزون على الشكل، وهذا يشير إلى أن هناك اسس أدبية أصبحت تعتمد من قبلهم، وخذت جمالية التقديم مكانتها في أعمالهم، فلم يعد الاهتمام بأدبهم لأنهم أسرى، من باب التعاطف، بل لأن هناك فنية أدبية حاضرة فيما يقدمون من أدب، وهذا يحسب لهم ولفلسطين وللعرب ولأحرار أينما وجودوا.
في رواية "زنزانة" نجد طريقة تقديم تتجاوز المألوف، فرغم قساوة العنوان، إن أن طريقة التقديم كانت ممتعة وسهلة وسلسة، حيث يفتتح السارد الرواية بهذا الشكل: ليلة مظلمة صامتة وعيون السجان تبحث من بين فتحات الأبواب الموصدة عن أنفاس الأسرى، تراقب حركتهم، وصمتهم، وتكتب الملاحظات عن جلساتهم" ص15، رغم قسوة المشهد إلا أن الصور الأدبية التي جاء بها خففت من تلك القسوة، بحيث يذهب المتلقي إلى جمالية الصورة (متجاهلا/ناسيا) القسوة التي جاءت فيه، وهذا ما جاعلنا نقول أن الأدباء الاسرى تجاوزوا المضمون/الفكرة إلى العناية بالشكل وطريقة التقديم.
الكتابة/الحلم
عناصر الفرح/التخفيف التي يلجأ إليها الأدباء تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة/التخيل، التمرد/الثورة، فهذه العناصر تمثل الوسيلة للخروج من الشدة/القسوة/الألم وتجعل إنتاج الكاتب يأخذ منحى ناعم وهادئ، وهذا ما فعله السارد في رواية "زنزانة" بحيث نجد عناصر الفرح مجتمعة في الرواية، فهناك تصريح بأن الكتابة إحدى وسائل التخفيف: "ما رأيك يا ولدي أن نهزم هذا الحصار والسجن والصمت، بأن نعيش الحلم ونكتب مخزون الذاكرة ونستل سيف التجربة لنبني رواية واقعية تساهم في البناء الأدبي" ص16، هذا القول لم يأتي صدفة، بل من خلال التجربة، من خلال الممارسة، لهذا تناول أهمية ودور الكتابة والحلم/التخيل كوسيلة ليتجاوز السجن والجدران ورقابة السجان، فالأديب الأسير لا يستسلم لواقعه، ويتمرد عليه، لهذا أوجد الكتابة/الحلم لتكون طريقة نحو الحرية: "...نحن نبحث وسط هذا الصمت والسجن عن حلم يحملنا إلى حدود الحرية" ص17، رغم هذا الطرح العالم عن الحلم/التخيل، إلا أن السارد يدخلنا إلى تفاصل الحلم: "تنام أميرة تضمد جراحه، تترك خصلات شعرها على صدرة، يراها تقبله، تداعب جسده المرهق من العصي، يخجل في حلمه، لكنه يعانقها في جميع مسافات جسدها" ص116، نلاحظ أن السارد يدخلنا إلى عنصر فرح جديد، المرأة والتي سيكون لها دور أكثر من الحلم/الكتابة.
المرأة
المرأة ليست جسد فقط، بل روح، عاطفة، حنان، من هنا نجدها تسيطر على السارد، فكانت الأكثر حضورا: "أميرة تجلس بجانبها كالشمس تشرق، ترتدي غستانا خمريا يتوهج عليها، يأكلها، وكم تمنيت أن أكون أنا فستانها، وحجابها وعيونها" ص23، اللافت في هذا التقديم التشبيك بين عناصر الفرح، فهو يجمع المرأة بالطبيعة، وقد اعطاها صفات الشمس: "تشرق، يتوهج" وهذه اشارة إلى الحيز الذي تحتله المرأة عند السارد، وإلى رغبته/حاجته الى الشمس، الشروق.
يأخذنا السارد إلى تفاصيل أكثر عن امرأته: "تنام أميرة تضمد جراحه، تترك خصلات شعرها على صدره، يراها تقبله، تداعب جسده المرهق من العصي" 116، فنجد المرأة هي المداوي/البلسم الذي يحتاجه السارد.
وهو لا يكتفي بالحديث الخارجي عن المرأة، بل يسمعنا صوتها ويجعلها تتكلم بلغتها، بصوتها: "والله يا أوس أن أيامي جفاف، أريد مطرك يعيد لي الخصب" ص143، الجميل في هذا القول أنه يتناول حاجة المرأة الجسدية لكنه لم يأتي بصورة فجة، مباشرة، وهذا ما يخدم فكرة جمالية الشكل الأدبي التي يبديها الأدباء الأسرى في أعمالهم.
وتأكيدا على أن هناك تمايز بين لغة السارد/الرجل ولغة المرأة نأخذ هذا القول: "ـ أنا شمسك غيمة أرضك، سحابة عشقك" ص159، إذا ما توقفنا عند القولين سنجد أن هناك تقارب في اللغة بينهما، فبدو وكأنهما عشتار وتموز يتسامران بكلام العشق والحب، فتركيزهما على الطبيعية يأخذنا إلى المعتقد السوري/الفلسطيني القديم الذي جعل الخصب البشري مقرون بخصب الطبيعة.
الطبيعة
قلنا أن السارد يشبك/يجمع عناصر الفرح في الرواية، والاقتباس السابق يؤكد على التشبيك، فعندما ربط المرأة بالطبيعة أراد به أن يؤكد ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى انحيازه للحرية، أليست الطبيعة ومشاهدتها دليل على الحرية والخروج من خلف الجدران؟: "إنها حكاية عشق بين قلبين هائمين، وروحين أحبا بعضهما ...فكانت ولادتهما ندى ومطرا ووردا ونورا" ص18، فالحديث عن الشمس، النور، المطر، الغيم، الندى، كلها اشارات إلى ما يحمله العقل الباطن، الذي يريد أن يتمتع بالشمس والغيم والمطر والنور، وهذا أفضل رد على قسوة ال"زنزانة".
فبدا السارد من خلال تناوله لمرأة، الكتابة، الحلم، الطبيعة، متمردا على السجن/ال"زنزانة" وبهذا يكون قد حقق/انجز العنصر الرابع للفرح التمرد/الثورة.
هناك بعض الأخطاء في الطباعة حيث جاءت الكلمات متشابكة مع بعضها كما هو الحال في الصفحة 38 "فقطقتلت" فقط قتلت، والصفحة 44 "الزوجنزواته" الزوج نزواته، والصفحة 76 " مسؤولونأسرى" مسؤولون أسرى، والصفحة 77"علىالوحدة" على الوحدة، والصفحة 116 "فيحلمه" في حلمة.
الرواية من منشورات الاتحاد العالم للكتاب والأدباء الفلسطينيين، رام الله، فلسطين، طبعة 2021.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون
- اللد والفلسطيني في رواية -ما دونه الغبار- دينا سليم حنحن
- رواية ليالي اللاذقية سليم النفار
- ديوان مفاتيح السماء وهيب نديم وهبة
- سلام سعيد والومضة
- رواية أرواح برية كاملة عبد السلام صالح
- الاغتراب في رواية أرواح برية
- رواية أرواح برية عبد السلام صالح
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي
- السلطة والتاجر والحرب
- خريف المدن في قصيدة -على مقهى الصمت- علي المحمودي
- التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود
- الارتباك في قصيدة -أمل حاف- القيس هشام
- مجموعة سر النشيج صبحي حمدان
- الرمز في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى مو ...
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عناصر الفرح في رواية -زنزانة- قتيبة مسلم