زهير الشيباني
الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 17:09
المحور:
الادب والفن
من بعيد
من أرض تجار العبيد
من نهايات البحار
جائتنا جحافلهم
أساطيلهم
وحتى كلابهم
هاجمونا عنوة
جاسوا الديار
دمروا القلاع والآثار
قصفوا بيتنا بالقبس الفضي
أمطرونا بفتاك منضب
حطموا بيتي وسيباط العنب
لم يقولوا ما السبب
أمي الثكلى بأخي المغدور من سيف العرب
وأبي الفلاح كتام الغضب
لما رآنا تحت أكوام الدمار
شاط غيضا وأنتحب
ثم سب الليل والعربان والتيجان واصحاب السمو
وكل أوغاد البدو
والقائد المقدام خيال القصب
الذي ، حال جرذا وهرب
ثم اختفى في جحر ضب.
اخبرونا انهم ليسوا غزاة
بل رعاة وحماة
معهم جاء سرابيت حفاة
خبئوا سوءاتهم في قعر جب
يسبقوا الشيطان ليلا
في اخس الموبقات
ويعادوه نفاقا في النهار
بوجوه قد خلا منها الوقار
ولحايا كثة ، تحتها الف وسواس وخانس
وعمائم بألوان كألوان فساتين الموامس
وتمائم
ومحابس
اخبرونا أنهم جائوا لإنقاذ الشعب
وتحرير الوطن
باغتونا ، ساومونا
ثم صاروا قادة فينا وصناع قرار
بعد أن سادوا علينا عنوة
قلبوا ظهر المجن
وتمادى الظلم فينا
وتوارى العدل عنا
وتولانا لصوص وبغات
هكذا أقدارنا بالمقتضب
نحن شعب لا تحابيه المحن
لا حزن يشبه حزننا
لا بؤس يشبه بؤسنا
ما بأيدينا خلقنا بؤساء
كل يوم يولد الانسان فينا من جديد
يا ترى هل نحن حقا تعساء؟
أم ترانا قد جبلنا من حديد.
قدر حل وما زال وحل
بين جد وهزل
وخلاف وجدل
وتشظي وانشطار
ضاعت الآمال منا بين احزاب الدجل
وما زال البعض منا
يتغنى ويردد ويعيد
لشعار الوطن الحر والشعب السعيد
من بعيد.
#زهير_الشيباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟