رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 10:02
المحور:
الادب والفن
كُلُ السلاطينِ مصابون بانفصامْ الشخصية
وكل واحد مِنْ هؤلاء
لهُ كُلَ يوم حروفٌ أبجدية
يقتلعُ الورد
ويطاردُ الثوار
ويصدّر الأوامر
ويقٌدرّ الأقدّار
وقد تزوجَ كلَ نساء الديار
ولمْ يترُك لنا سوى الأحجار
ويحرمُنا مِنْ كلِ شيء
حتى مِنْ نشرة الأخبار
***
قال لنا أنهُ ظلُ الله في الأرض
وطاعتهُ والسجودُ لهُ مِنْ أركانْ الإسلامْ
فأن كُنتَ يا مولاي مُنزلٌ مِنْ السماءْ
فلماذا نجوعُ ونموتُ كالديدان ؟
وتُهدينا مِنْ سجّانٍ إلى سجّان ؟
وتعطينا حُرية حيواناتْ السيرك
تلعبُ وترقص بفرحٍ تحتَ السياطْ
وفي نهاية العرضِ
يُصفقُ لكَ الجمهور
وترفعُ سوطكَ عاليا
وفي وجهِكَ نشوة الانتصار ؟
***
لماذا يا مولاي لا ينتصرُ جنودِكَ إلا على أضلاعنا ؟
ولا يأتوكَ إلا بأخبارنا ؟
وماذا فعلنا ليلا داخلَ أسرتنا ؟
وماذا أكلنا ... وكيف نمنا ؟
وكم صورة مِنْ صوركَ في حُجرةِ نومنا
وتحتَ وسادتنا ؟
***
لماذا يا مولاي لا نرى قادتكَ إلا على شاشاتنا ؟
ولمْ نراهم يوماً في معركة لأجل رغيفنا ؟
لماذا لا نراهم إلا في عيد الجيش ؟
وفي عيد الاستقلال
وفي عيد الانحلال
وعيد ميلادكَ
وعيد زواجكَ
وعيد طلاقكَ
وميلاد أبنائكَ وبناتكَ
كأننا خُلِقنا لإرضاءِ نرجسياتكَ !
***
لماذا لا يرى أطفالُنا الألعاب النارية
ألا في أعياد نزواتك ؟
وكأنهم ليسوا بأولادنا ... بل أولادُ الجارية !
أين خطبِكَ ؟
وأقوالكَ النارية ضد إسرائيل
والدول الاستعمارية ؟
***
أكتشفتُ بعدَ الهزيمة
بإنكَ أحدُ قادة النازية
وأن مُدرسَ التاريخِ
لفقَ لهتلر القصة الانتحارية
وأنكَ يا مولاي
تزّورُ كلَ شيء في وطني
حتى بطاقة الهوية
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟