عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 19:40
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مرة ثانية وثالثة وعاشرة، الحرب في أوكرانيا ليست بين اشتراكية ورأسمالية، ولا بين ديمقراطية واستبداد، أو بين يسار ويمين، نازية وأعداء للنازية. هي حرب بين رأسماليات متنافسة، بين رأسمالية تستميت في الدفاع عن ما تراه حقها في الأستئثار بموقع سيد العالم بما فيه من أتباع وعبيد، ورأسماليات منافسة تتطلع الى كسر هيمنة السيد، واحتلال موقع يتناسب ما تراه يليق بها في عالم رأسمالي متعدد الأقطاب..
موقفنا من هذه الحرب تحدده رؤيتنا لآحادية القطب على الصعيد العالمي، إن كنا نؤيدها، أو نراها قدرا لا مناص من الخضوع له، أو كنا من الموهومين بان القوة الأعظم المهيمنة على العالم تدافع عن الديمقراطية، سنميل الى جانب القطب، الذي أوجد مبررات الحرب وهيأ ظروف ومستلزمات إضرامها وإدامتها، أي إلى جانب الولايات المتحدة والناتو.
وبالضد من ذلك إن كنا نعتبر أحادية القطب مناقضة للديمقراطية على الصعيد الدولي، ومجانبة للعدالة ومعيقة لتطلعات الشعوب الى النمو والرفاه، سيكون ميلنا الى جانب روسيا والصين والهند التي تتشارك التطلع الى عالم متعدد الأقطاب.
الشعب الأوكراني ــ وليس الفصائل النازية فيه ــ هو بالطبع، الضحية الأولى لهذه الحرب، التي تمتد دائرة ضحاياها لتشمل كل إتجاه في كوكبنا تعيش فيه شعوب ضعيفة التنمية، فضلا عن الفئات الأكثر هشاشة في شعوب الإتحاد الأوربي المرفهة، وحتى في المجتمع الأمريكي، وسيمتد أثر الخسائر من أمدها المباشر، الذي بدأ مواطنو أوربا والشرق الأوسط في استشعاره، الى مديات متوسطة وبعيدة المدى، يصعب تحديدها الآن.
طرفا الصراع ينظران إليه، كصراع وجود. وهذا ما يكسبة الشراسة والدموية التي نراها، ويجعلهما يلعبان لعبة الحرب على حافة الخطر النووي، الذي يمكن أن يضع نقطة النهاية لأغلب أنواع الوجود على كوكبنا، وأولها طبعا، هو الوحود البشري,
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟