أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مقبرة الشمس (ناغيسا أوشيما)1960:الرغبة المتسامية على الواقع














المزيد.....

مقبرة الشمس (ناغيسا أوشيما)1960:الرغبة المتسامية على الواقع


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


الفيلم،هو من أول الأفلام التي حقهها ناغيسا أوشيما ،وهو فيلم ان لم يكن ثوريا بحد ذاته،ولكنه يحمل تلك اللكنة الميشرة بقدوم وحضور مخرج كبير...تلك اللكنة التي ستقول الكثير لاحقا من ناحية المواضيع غير المألوفة بالنسبة لطبيعة المجتمع الياباني،وبالنسبة للأسلوب الشكلي ايضا والذي سيطبع سينما يابانية شذت عن القاعدة.
على العموم،فنحن هنا ليس للتعريف أبدا بناغيسا أوشيما،فنحن كنا قد كتبنا عن أهم وأفضل أفلامه،وها نحن عدنا لنكمل بعض ما نقص منها.
للوهلة الأولى،يظن المشاهد ان الفيلم يحمل الصبغة الواقعية الايطالية،تلك الميزة التي ميزت العمل الفني السينمائي الايطالي في الخمسينات وأوائل حقبة الستينات قبل ظهور الموجة الجديدة الفرنسية،والواقعية الايطالية،عمدت،أو حاولت تصوير الواقع الايطالي المباشر من خلال تسليط الضوء على الحياة الايطالية المقفرة من دون بهرجة زائدة ومن دون ديكورات ضخمة زائدة عن الحد،بل حتى احيانا من دون استخدام ممثلين محترفين...ببساطة الواقعية الايطالية هي سينما ارادت نطق الواقع من خلال الصورة أو من خلال السينما.
وان كان ناغيسا أوشيما هو أصلا من جيل الموجة الجديدة،فهو لم يخيب آمالنا أبدا،ولن يعامل فيلمه هذا ضمن مقاييس الواقعية المألوفة آنفة الذكر،حتى لو كان الفيلم واقعي جدا عن الجريمة التحت أرضية التي بالكاد تحمل صفة المنظمة،أو دعونا نقول المنظمة التي يتخللها الكثير،بل الكثير جدا من الفوضى.
إذا،الفيلم هو عن مجتمع كامل متكامل يمارس الجريمة من الرذيلة والدعارة والابتزاز،وبيع الداء ليصل فيه الى القتل من أجل سرقة ابسط الأشياء...لكن هل كان مقصد ناغيسا أوشيما هو الفضح...؟
ببساطة،النقطة الأولى التي تشي بالاعجاب في هذا الفيلم،هي انتقال أوشيما من المسار الواقعي الى المسار الفضائحي-هذا ان كان مقصد أوشيما هو الفضح أصلا كما افترضنا-اي ان الفيلم ليس عن شرح أو تشريح مجتمع،أو القاء نظره،بل هو فيلم عن فضح مجتمع بعينه...مجتمع كامل متكامل يعمل في الجريمة حتى الهامشي منه.
لكن،هناك شيء ملفت للنظر ولا يمكن أبدا التغاضي عنه...
ماذا لو كان قائد أحد تلك العصابات الحقيرة منغمس في احلامه الثورية حول العودة الى الامبراطورية حتى النخاع...؟.
هو الرئيس الذي حارب ذات يوم في الجيش الملكي:
نحن المحاربون القدماء يجب ان نتحد مع بعضنا البعض،أمريكا تتربص بنا وروسيا توبخ صيادينا.
هذا الخلط بين الرؤية المثالية والآمال الثورية-مهما كان شكلها وتوجهاتها-وبين تصرفات واقعية غاية في الوضاعة تبين ان هذا المجتمع غائص في مثاليات لايمكن تطبيقها أو محروم من تطبيقها،أو لايقدر على تطبيقها...واذا كانت هناك عبارة واضحة تظهر كمنشور اجتماعي في الفيلم:
لنعطي الحب والمستقبل للشباب
فناغيسا أوشيما لايبشر بالمستقبل أبدا،بل يقول ان المجتمع الياباني بات غارقا في مثاليات ليس من الداعي أبدا تمثيلها وليس حتى أبدا من الداعي التبشير بها في ظل مجتمع ياباني متكامل غارق في الجريمة،بحيث يبدو وكان أوشيما وضع فكرة الفقر برمتها على الجانب الآخر من الموضوع.
ان الفقر في انعكاساته هذه ليس الا صفة سلبية للمجتمع وليس للفقر نفسه.
على ان قائد الجريمة- المذكور اعلاه- لازال متمسكا بالطرف المثالي من افكاره التي تتضح على الأرض من خلال مبدأ نفعي خاص،لايمتلك حتى مبرر الغاية تبرر الوسيلة...ببساطة أحلام اليقظة لهذا الرجل هي من عالم كبت منعكس على الواقع،هي رغبة فقط من دون أي محاولة للتطبيق...رغبة محلقة في الأعالي،أو رغبة متسامية على الواقع.
ومن هنا نصل بأنه لايوجد أي حبكة حقيقية للفيلم...حبكة من الممكن النظر اليها بعين الاعتبار سوى أن رجل الأحلام هذا ربما يموت حرقا.
فيلم مقبرة الشمس هو فيلم عن المجتمع الذي يحطم آماله بنفسه،أو الذي يقضي على طموحه بنفسه...انه فيلم عن المجتمع الذي يقدم مقبرة فارهة لآماله التي عمل على موتها مبكرا.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روعة 1989(ايتوري سكولا): فيلم عن بكاء ماستروياني نفسه
- فيلم معكرونة 1985(ايتوري سكولا):البهجة التي تنقص افلام انتون ...
- قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتما ...
- تلك الليلة في فيرنا 1982(ايتوري سكولا):الأدب الأيروسي في الق ...
- عاطفة الحب 1981(ايتوري سكولا): التعليق بحس جمالي
- الأسير 1961(ناغيسا أوشيما):الغريب الذي قال شيئا عن المجتمع ا ...
- شارع الحب والأمل 1959:الفيلم الأول لناغيسا أوشيما
- يوم خاص(ايتوري سكولا)1977: الواقع هو استسلام وبحث مؤقت عن نص ...
- نيتشة الصغير فيلم الأم 2003(جورج باتاي):
- قبيحة وقذرة وسيئة 1976 (ايتوري سكولا):خلية النحل
- نحن نحب بعضنا البعض 1974: كنا نظن بأنننا سنغير العالم،لكن ال ...
- حكاية العين(جورج باتاي): انتصار فرويد
- أجمل أمسية في حياتي 1972(ايتوري سكولا): المحاكمة الذهنية لما ...
- الميت(جورج باتاي):قبح ادراك المشاعر
- اسمي هو روكو باباليا 1971(ايتوري سكولا):يوميات أبله في المدي ...
- دراما عن الغيرة واشياء أخرى 1970(ايتوري سكولا):يوم الوحدة
- مدام ادواردة:مقدمة عن جورج باتاي
- المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة
- ايتوري سكولا:10 مايو 1931- 19 يناير 2016:الأفلام الأولى
- مفكرة مهووس 1993(ماركو فيريري):تاريخ مضطرب مع النساء


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مقبرة الشمس (ناغيسا أوشيما)1960:الرغبة المتسامية على الواقع