أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين














المزيد.....


اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين
ريبر هبون*

يسعى الناقد خالد حسين هنا في مغامرته الحميمة في تخوم الشعر لبيان الاقترافات في التأويل من بوابة سعيه لفهمه للتأويل من زواية أنه مهما بدا ناقصاً أو خاطئاً إلا أنه واقع بحكم رأي المؤول وطريقة فهمه ، حيث يبين في كتابه هنا سوءات الوقوع في متاهات غير محمودة من التأويل للنص ، في حين تبدو أكثر النصوص الشعرية النثرية منها على وجه الخصوص، بما يتعلق بالرمزي مشرعة أمام تأويلات كثيرة، حال الواقف أمام لوحة تشكيلية زاخرة بالألوان بهيها ومعتمها، فما الذي دعا الناقد هنا لاستخدام كلمة اقتراف، سنعود إلى هذه الكلمة وذلك عبر تفكيكها، ففي شمس العلوم : اقترف الشيء أي اكتسبه ويقال فرّقه بأمر أي اتهمه به فاقترف به،"شمس العلوم – نشوان بن سعيد الحميري" أما في معجم الزائد : اقترف اقترافاً: -اقترف الذنب : فعله، اقترف المال : اقتناه،ربحه ، اقترف من مرض فلان: أصابه مرضه.“ الرائد
" جبران مسعود

حيث يستبدل خالد حسين التأويل بكونه مغالطة ويفتح الباب لمتاهة من الهفوات بالتفكيك حيث يقول هنا ص 161: „إن التفكيك في الأساس بحث عن التناقضات والفجوات والمسكوتات التي تخترق بنيات النصوص وهذه الأخيرة ليست إلا نتاج اللاوعي الجمعي المنبثق من تجاويف النظام السوسيوثقافي الذي يقف وراء النصوص ويحرسها من القراءة ومن ثم يشكل جانباً من جوانب سياساته" فالناقد هنا ينحاز للتفكيكية بدلاً من التأويل بكون التفكيكية مشروع قراءة وكسر للمألوف من تقاليد سائدة في النظر للعمل الإبداعي والذي قام جاك دريدا عبرها بتأكيد رفضه لثلاث مقولات وهي : سلطة العقل والحضور والمقولات البنيوية، وبالتالي فإن الناقد خالد حسين ينتصر في مجمل كتابه للمنهج التفكيكي لأنها طريقة لكشف معالم النص وفهمه محتجاً في ذلك على تلك المتاهات التي اتسم بها النهج التأويلي الانطباعي ، بيد أن التفكيكية ما تزال مبهمة وتدعو للثورة على النص المؤول وهذا ما يجعلني أرجح التأويلية كمنطلق لفهم متوالد ومتجدد للعمل الإبداعي بمعزل عما يذهب إليه الناقد بوصفه للتأويل كجنحة ممارسة على العمل الإبداعي ، الأمر الذي يجعل المساحة تضيق أمامه بخاصة حين ينجرف النقد إلى الانطباعية التي تقاد بمنطق ذاتي قائم على الأحكام والرؤى المسبقة والجاهزة، الأمر الذي يذهب بالناقد مذهب التضليل والتلاعب بالمنتج الموضوع بمزاجية
. ذاتية في غالب الأحيان
لاسيما وأن الكثيرين رؤوا في التأويل كفكرة فلسفية مدخلاً وسبيلاً لفهم النص ، بيد أن المفكرة الأمريكية سوزان سونتاغ عارضت التأويل في كتابها "ضد التأويل ومقالات أخرى" لكنها انتصرت لمنهج التأويل
. المقونن، أي أن يكون مستنداً لقوانين وليس لرغبات ذاتية مزاجية

وإذا نظرنا لمعنى التأويل فهو يعني التفسير والشرح وقد كان موضع نقاش الفلاسفة قديماً وحديثاً ، فقد مارسوا التأويل كطريقة فهم كما عمل ابن رشد على فهم فلسفة أرسطو في كتابه شرح فلسفة أرسطو وقد كان ارسطو مع التأويل وكذلك في الوقت المعاصر برز شيلر ماخر الذي وظف التأويل في الدراسات التاريخية والإنسانية معاً وهكذا تدرج التأويل الفلسفي وأخذ ينحو منحى فهم النصوص الأدبية ونقدها كما
. فعل غدامير وبول ريكور
وبما لاشك فيه فإن التأويل يذهب مذهب تطويع المنتوج الإبداعي لخدمة المؤول وأفكاره كما برز النقد الإيديولوجي بكونه طريقة لفهم النص والعمل الإبداعي على نحو إيديولوجي وقد رأى بول ريكور أن النص عبارة عن رموز لهذا راح ينقّب في المعاني والدلالات استناداً لمفهوم الهيرمينوطيقا في تفسيره للنصوص الدينية وكذلك الدنيوية، فالكتاب بمجمله مسبوك بلغة تذهب للتلميح واستخدام التوصيفات ذاتية الفهم متعلقة بالمعجم اللغوي للكاتب مثالاً : ص 158 „القراءة الثقافية مفهوم عام يشتمل على استراتيجيات متنوعة ومتعددة في مقاربة الممارسات الدالة تعمل في الحقل الخاص بها من منظور العلاقة عبر البريئة بالعالم" نضع إشارة على كلمة بريء ، التي استخدمها الناقد هنا عن نعت لصيق بالإنسان المتهم ، وهنا أيضاً " القراءة الثقافية مدعاة إلى الإعلان عن جثة القراءة النصية الحريصة على تجفيف التواصل الرطب بين النص والعالم" نلحظ هذين التعبيرين جثة القراءة والتواصل الرطب حيث يمكن توظيفهما في حقلي الشعر والنثر الأدبي وليس النقدي ، إذ لم يكن إدخالهما عنوة إلا مدعاة إذكاء للغموض الذي يحيلنا لما قاله

: البحتري في احتجاجه على الشعراء المتكلفين أو الغامضين حينذاك قائلاً

كلفتمونا حدود منطقكم والشعر يغني عن صدقه كذبه-
والشعر لمحٌ تكفي إشارته وليس بالهذر طوّلت خطبه-

تذكري لما قاله البحتري يمكن قياسها على لغة الكتاب وإسلوب التطرق لقضايا التأويل والتفكيك اللتين شغلتا الكاتب هنا في هذا الكتاب وهي محاولة مقتضبة ومكثفة من قبلي لقراءته وهو إلى جانب غموضه فإنه حقق بالفعل المتعة الفنية وتحريك التساؤل في الذهن حول معاني ودلالات النص وتلك الرموز التي تستوجب منا جدية أكبر في فهمها بعيداً عن التصحر البنيوي على حد تعبير الناقد حسين خالد، حيث لا انطباعية ذاتية ولا نقد أكاديمي منغلق وإنما انتصار للتفكيكية وبيان قيمها دون مجافاة التأويلية كمنهج، والدعوة لرسم معالمها
. وإحياءها في التعامل مع النصوص الشعرية على وجه خاص في الحاضر والمستقبل غير المنظور

https://youtu.be/uY1b81DsdFw



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (شنكالنامه وتأريخ الوجع لابراهيم اليوسف)
- نحيب على الطريق
- رأس السبّابة المبتور
- قراءة في كتاب الكورد والإرهاب للكاتب إدريس عمر
- الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا
- وطأة اليقين لهوشنك أوسي تستحق الجائزة
- دلالات الصور على الحائط للكاتبة اليهودية تسيونيت فتّال
- تأثير البيئة على الوافد الجديد
- نظرة فلسفية حول التنازع
- ثنائية الأنا والآخر
- العقل المعرفي الشرق أوسطي بمواجهة القمع
- موت ديلمان
- جثث الأحلام المحترقة
- في رحاب الحب
- قيود
- صور من المخيم
- عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد
- موجة الإسلام السياسي و استبداد البعث
- ملامح الالتزام القومي في رواية انبعاث في أغوار الجبال للكاتب ...
- :الإرادة المعرفية في مواجهة التطرف الإسلامي


المزيد.....




- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين