عبد الرحمن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 10:14
المحور:
الادب والفن
أدور تائهاً، كل ما حولي ما عاد هو نفسه
مدينتي لا تشبه ذاتها بعدما دنّسها الأغراب
يوم أغلق خليل(*) الباب خلفه وأطلق النار
لمته! والآن أفهم!
********
أكتب رسائل لنفسي، أرسلها كل يومٍ بانتظار رد
ولا أعرف إن كانت تصل أو لا
فدائماً أنسى كتابة العنوان!
***********
أختنق كل ليلة عند يديكِ،
أحدد اليوم، غداً،
أحادث نفسي عن العتمة التي تسكن روحي،
وكيف سينجلي كل شيء عندكِ!
أتذوّق طعم يديكِ عند القبل،
القبل لها طعمٌ مختلفٌ عند يديك، أتعرفين؟
حيث يصير كل شيء برسم الاستفسار والتفاءل؛
وتنفرج شفتاك كي تقولي شيئاً، ولا تقولي
فالصمت أحلى...
********
الضجة ترتع في المكان، تحدد أشكال الأشياء؛
تسكن الأصوات في قلب التفاصيل،
أنت تشبهين صوت وردة، - هل للورود أصوات؟-
جدتي تشبه صوت خشبٍ متكسر
ناطور بنايتنا يشبه صوت شاحنة؛ كلها تفاصيل تشابه الأصوات
وتسكن الأصوات، كالصلوات عقول الناس!
*************
أمي أقفلت الباب خلف المساء، وأمطرت!
والشتاء الجريح الذي خدش كعادته صمتي
شتت كل انتباهي،
هل كنتِ هنا؟ أكاد أكذّبك وأصرخ بوجهكِ، ابتعدي!
لا تمدي يدكِ، لا تكوني هنا، لا تتثائبي بوجهك
لا مكان لكِ للنوم عندي!
********
كم تحلو الحياة وأنت تشاهد برامج الأطفال؛
فالطائرات ألعاب أطفال، القنابل فحم تلوين
والحياة خضراء كثيرة؛
وفي النهاية يخرج الكل سعيداً
أليس السجود أمام برامج الأطفال فرضاً!
********
كم أتمنى أن أرقص معكِ اليوم،
لا ليس غداً
أن أرى قدميكِ الصغيرتين تعبثان بالأرض وأنا
أشدك إلى صدري؛
وتحولنا الموسيقى إلى غير كائنين
غريبين بمشاعر غريبة/حبيبين بمشاعر حب
بصمت، كعادتكِ، تمارسين طقوس عبادتك
والموسيقى تجبرك على التأرجح يمنةً ويسرةً، وأحبك!
وداعاً
* خليل المقصود ههنا، هو الشاعر الشهيد خليل حاوي صاحب قصيدة الجسر الشهيرة، الذي أطلق النار على نفسه عندما احتل الجيش الإسرائيلي مدينة بيروت.
#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟