أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طاهر مرزوق - أسطورة آدم














المزيد.....

أسطورة آدم


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 10:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



من النماذج السلبية الشهيرة فى تراثنا العربى الإسلامى نموذج فكر بن تيمية وابن القيم ذلك الفكر الذى أشبع ويشبع جوع الملايين لتكفير الآخر سواء كان لديه كتاب مقدس أو غير مقدس لأن هذا الفكر النرجسى فى النهاية يقنع العربى المسلم بأن هذه الكتب وتلك الديانات أصبحت منحرفة ومحرفة ومزورة والنتيجة التى لا تحتاج إلى أبحاث كثيرة أو بداهة عقول نائمة فى العسل هى أنهم كفار!
مثال على ذلك الفكر ما جاء فى مقال للأخ عماد فواز بعنوان: قصة أبى البشر آدم بين التوراة والقرآن فى هذا الرابط : http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=74345 ، فى بداية مقاله هذا يحاول أن يؤكد على كفر ونفى عقيدة الآخر حتى تستريح نفسه ويأخذ ثواباً على هذا بأن يؤكد للقارئ على تحريف وتزوير التوراة حيث يذكر " القصة القرآنية عن خروج آدم من الجنة ونزوله إلى الأرض ، تختلف في صياغتها ودلالتها عن نفس القصة كما وردت في التوراه ، على الرغم من التشابه بين القصتين في خطوطهما العريضة ، إلا أن النص القرآني – ولأنه كلام الله دون تدخل بشري فيه بالتحريف أو التزوير – يبدو فيه الصدق واضحاً .. " . ، مثل هذه الأتهامات التى لا دليل فيها إلا ما يتخيله أصحابها حسب أفكارهم التراثية الأسطورية وأنهم مازالوا عبدة الحرف وأسرى النقل التراثى ، تلك الأتهامات التى تفرق بين البشر بسبب الدين ولا تعمل على التقريب بينهم ، ومن الأفضل عند معالجة موضوعات مثل هذه أن نتذكر دائماً أننا نعيش فى القرن الواحد والعشرين وكفانا ترديد أقوالاً وموضوعات تم قتلها كتابة وعفى عليها الزمن تبعث على الحقد والكراهية وتثير العنصرية الدينية التى لا نفع فيها ولن يرضى عنها أى إله إلا الشيطان الذى يبذر بذور الفتن بأسم الدين، لكن النرجسية الدينية والكبرياء التراثى هى التى أوصلت الإنسان العربى إلى قاع الأمم وجعلته يأكل من خيرات الحضارة ويرميها بالمخلفات التى تفيض عن حاجته .
أكتفى بهذه الملحوظة على مقال الأخ فواز وما جاء بمقاله فهذا فكره الشخصى ولن أدخل فى تفاصيله لأنى أحترم رأيه الشخصى أو الدينى ، والنقد الموجه فى مقالى هذا ليس للأخ فواز بل هو نقد موجه إلى القصة الواردة فى القرآن وذلك للتوضيح.
لا أريد هنا أن أقوم بالتعليق على قصة ذلك الآدم أبو البشر فى التوراة لأن ذلك يخص أتباعهم، لكنى أريد التعليق على تلك القصة التى تثير عجبى ويأسى فى عدم وجود من يفهم ما يقرأ ويدرس ويحلل بعقل " القرن الحادى والعشرين وليس بعقل الجاهلية "، قصة خلق آدم حسب وجهة نظر كاتب القرآن: ( " وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعلم ما لا تعلمون " .. ) .هذه القصة الأسطورية وتلك السطور القليلة أستوقفتنى كثيراً خاصة عندما أقرأ شروحات وتفسيرات الأخوة فى مقالاتهم ترديداً مملاً للتراث من القرطبى والطبرى والبخارى وابن كثير والجلالين وغيرهم ، فالقصة تروى أن " الله " أخبر الملائكة عن نيته وضع خليفة فى الأرض وخلق آدم، لكن الملائكة بإدراك عظيم وقدرة أعظم على التنبؤ أجابوا هذا الإله " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ ! " ، عظمة على عظمة يا ملائكة أراكم ترون ما حدث فى غابر الزمان وحاضر الإنسانية التى صبغها الدم والفكر الدموى الذى الذى أفسد إنسانية البشر بالتكفير الذى لا ينتهى له معين ! كانت الملائكة مدركة لخطر القادم بخلقة هذا الخليفة الذى سيرتكب الشر ويغلفه بغلاف الدين ، هذا الخليفة الشغوف بالتأويل والتحوير وتفسير كل شئ على مزاجه الخاص ويستشهد فى تفسيراته بتراث الجاهلية حتى يقنع نفسه ويقنع الآخرين بأنه عالم فقيه فى هذا الدين أو ذاك.
أمام إصرار الإله على خلق البشر كانت النتيجة المعلن عنها سابقاً وهى حسب رواية القرآن أخطأ الإله ونجحت الملائكة، وأثبت هذا الإله أنه ناقص العلم وملائكته تعلم ما لايعلم هو وهذا هو الكفر بعينه حسب الفكر الإسلامى !
أتعجب من هذه الجرأة التى جعلت الملائكة تكشف حقيقة الإنسان والتى كانت خافية عند علام الغيوب ، ومع ذلك يصدق الكثيرون كلام ذلك الإله ويكذبون الملائكة ، لأن القاعدة عندهم تقول " العلم عند الله " !
هذه السطور القليلة لا تحتاج الرجوع إلى شروحات علماء وتفسيرات عباقرة، بل هى كلمات بسيطة ومعانيها أوضح من الشمس ، ولا تحتاج إلى لف ودوران أو تأويل وتحريف المعنى ، فهى قصة أسطورية وردت فى تراث الحضارات القديمة بأشكال مختلفة بابلية وأشورية وهندية ... إلخ وصاغها محمد فى الشكل الزمانى الذى عاشه.
أيضاً قصة أن الله غشش آدم أسماء الحيوانات ثم يطلب من الملائكة أن تقول له تلك الأسماء ، كلام أسطورى ساذج لا يحتاج إلى التعليق عليه ويكفى الرجوع إلى الأبحاث والدراسات الجادة التى يخشى الجميع الإمساك بها بين أييديهم حتى لا تلوث عقولهم بقوة الحجة والمنطق وبيان الحقيقة .
الحرية تبيح للجميع أن تشك فى أديانها وأديان الآخرين ، الحرية تبيح للجميع الشك فى كتبها المقدسة أو المزورة حتى تلك التى أحرقها الخلفاء ولا يستطيع الباحث الرجوع إليها لإثبات أى الكتب مزورة أو صحيحة ، الحرية تسأل عما يجنيه القارئ من تلك الموضوعات التى تتهم عقائد الآخرين ، الحرية تسأل إلى متى يستمر المسلم وغير المسلم فى إثارة التعصب والأحقاد لدى الآخرين ؟ الحرية تسأل إلى متى يكون الدين بهذا الشكل الذى يشغلنا عن هموم الحياة ؟ إن الأديان الصالحة هدفها الوحيد هو عبادة الإله والتمسك بالقيم والسلوكيات التى تنهض بمجتمعاتنا ، لكن الأديان التى تخلق فى أتباعها مشاعر الهدم والحقد والكراهية ونبذ الآخر أو أعتباره درجة ثانية فهى أديان ينبغى أن نعيد دراستها وتحليل كلامها حتى لا تصل البشرية إلى حائط مسدود.



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طاهر مرزوق - أسطورة آدم